في يوم المرأة العالمي: قضية النساء.. قضية الوطن
شهد يوم المرأة العالمي، 8 مارس الجاري، العديد من الفعاليات التي اختلفت من بلد لآخر وفقا للتنظيم والأعداد المشاركة، لكنها جميعا اتفقت في ربط المطالب الاقتصادية والاجتماعية للمرأة بهموم الوطن ككل.
ففي الضفة الغربية وقطاع غزة تظاهرت المرأة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأكدت المشاركات على حق المرأة الفلسطينية بالحياة الكريمة وطالبن بمحاكمة المسئولين الإسرائيليين بمحاكم العدل الدولية. فيما اعتدت قوات الاحتلال على المسيرة في رام الله بالغاز المسيل للدموع قرب حاجز قلنديا العسكري.
وفي مصر نظمت جبهة طريق الثورة “ثوار” مسيرة نسائية تندد بعودة ممارسات المؤسسات الأمنية القمعية واعتقال مئات الفتيات داخل سجون العسكر واستمرار الانتهاكات النفسية والاعتداءات الجسدية ضدهن. رفعت المشاركات لافتات “هاتوا بناتنا من الزنازين”.
وفي كردستان، حيث ارتفعت نسبة النساء المنتحرات حرقا إلى 414 حالة لعام 2009 فقط، نظمت “نساء حرية” في مدينة السليمانية مسيرة رفعت شعار: “من إمرأة حرة نحو مجتمع ديمقراطي” للتنديد بالظلم والقمع والقتل الذي تتعرض لها النساء في المجتمعات حيث ارتفعت إلى ما يزيد عن 12 ألف حالة قتل إثر عنف في الفترة من 1991 – 2007 نتيجة سيادة العادات الرجعية وتبعية المرأة الاقتصادية للرجل في المجتمع العشائري. طالبت المتظاهرات بتفعيل القوانين التي تحمي المرأة وحقوقها.
يُذكر أن الكوتا النسائية ببرلمان إقليم كردستان العراق هي 30%، لكن شأنهن شأن البرلمانات المسيطرعليها الحزب الحاكم، لا يعبرن عن مصالح الشعب.
وفي لبنان، نظمت جمعية “كفى” مسيرة تحت عنوان “إذا بدها شارع للتشريع.. نازلين” للمطالبة بإقرار قانون حماية النساء من العنف الأسري الذي بدأ العمل فيه منذ العام 2007 ولا يزال عالقا في المجلس النيابي وسط ما شهدته الشهور القليلة الماضية من جرائم أسرية راحت ضحيتها قتل العديد من الزوجات نتيجة العنف المفرط ضدهن.
أما في الأردن فقد أصدر مركز فينيق للدراسات الاقتصادية والاجتماعية تقريرا حول مشاركة المرأة في سوق العمل الأردني ليعكس انحدارا غير مسبوق لوضع المرأة مقارنة بالخمس سنوات الماضية، حيث بلغت معدلات البطالة بين الإناث 18.7% وهي ما يقارب ضعف النسبة في صفوف الذكور التي وصلت إلى 9.5% لعام 2013. في حين تضائل عمل المرأة في القطاع الخاص بسبب الشروط الغير لائقة ومنها تدني مستوى الأجور والحرمان من الإجازات السنوية والرسمية وعدم توفر رعاية لأبناء العاملات أو حضانات، وميل أصحاب العمل لتشغيل الذكور لتجنب انقطاع الإناث المتزوجات عن العمل بسبب إجازة الأمومة.
وفي تونس جابت مسيرة نظمها ائتلاف حرائر تونس بالعاصمة، وهتفت المشاركات بشعارات تؤكد تمسكهن بحقوقهن كاملة وعلى أنهن شريكات في النضال منددات بكل المحاولات الساعية لتحقير المرأة التونسية وتحجيم دورها، رافعات شعارات “المرأة التونسية حقوق اقتصادية.. المرأة التونسية حقوق اجتماعية” و شعارات أخرى تطالب بحق عائلات الشهداء. وكان زعيم حزب الانفتاح والوفاء السلفي قد دعا إلى تنصيص الدستور التونسي الجديد على “حق كل تونسي في اتخاذ جارية إلى جانب زوجته” وسط انتهاك عام للنساء لتتعرض 47% منهن إلى عنف لفظي وجسدي وجنسي وفقا للإحصاءات الرسمية!
وفي اليمن خرجت نساء عدن في مسيرة طافت الشوارع بلافتات تشيد بتضحيات المرأة الجنوبية في سبيل تحرير واستقلال جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. وعبّر بيان صادر عن المرأة الجنوبية في عدن عن إدانته لما تتعرض له نساء جنوب اليمن من قتل وتنكيل على يد قوات الشمال العسكرية.
وتبقى المرأة السورية التي تدفع ثمن الثورة والحرية نزيفا ودما كشهيدة ومعتقلة تحت أبشع أنواع التعذيب ومفقودة ومهجرة، لتكون دعامة الثورة السورية ووقودها.
ترجع ذكرى يوم المرأة العالمي إلى 8 مارس عام 1908 حين عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك مطالبات بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع كحق سياسي للمرأة.
ومع ثورات المنطقة العربية والدور الحيوي الذي لعبته المرأة، فإن التحديات التي تواجه تلك الثورات هو محاولات شق الصفوف، وهو ما يضع قضية المرأة، وقضايا الاضطهاد بشكل أعم، في قلب المعارك.