بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

مظاهرات ضخمة بمدريد في مواجهة سياسات التقشف

ديف سيويل يكتب عن الاحتجاجات الجديدة ضد سياسات التقشف في اسبانيا، تلك الاحتجاجات التي تُوحِّد الحركات الاجتماعية والاتحادات العمالية

امتلأت شوارع العاصمة الأسبانية، مدريد، يوم السبت 23 مارس، بما يقرب من مليوني متظاهر مطالبين بوضع حد لسياسات التقشف ورافضين لدفع الديون المصرفية. تلاقت 6 من “مسيرات الكرامة” من أنحاء اسبانيا بمدريد مُطالبة “بالعيش والعمل والمسكن للجميع”.

وقال جيسوس كاستيلو العامل بالتعليم في اتحاد عمال إشبيليه (SAT) “كان هذا مدهشاً”، وأضاف موضحاً أن “مظاهرة يوم السبت كانت الأكبر التي أشارك فيها، وكانت أكبر حتى من المظاهرات المناهضة لحرب العراق. كان هناك 600 حافلة من الأندلس، وأكثر من ألف شخص قد أتوا سيراً على الأقدام. واحتشدت كل الحركات الاجتماعية التي نمت منذ الأزمة المالية معاً”.

وقد دعمت تلك الاحتجاجات أكثر من 200 منظمة. ولعبت الاتحادات العمالية البديلة مثل اتحاد عمّال إشبيلية في الجنوب، و(ESK) في إقليم باسك، والأناركية النقابية (CGT) دوراً محورياً في حشد تلك الاحتجاجات. وكذلك لعبت جبهة سيفيكو المرتبطة بالحزب الشيوعي نفس الدور. وقد اشترك أيضاً الأعضاء من العمال في اتحادي (UGT) و(CCOO)، ولكن رؤساء الاتحادين قاموا بالتفاوض من أجل ميثاق اجتماعي جديد مع الحكومة.

حاول رجال الشرطة إخلاء الشوارع باستخدام الرصاص المطاطي. وقد أُصيبت أحد المتظاهرين إصابة بالغة واضطر على أثرها إجراء عملية لاستئصال إحدى خِصيتيه. ولكن تجمع أكثر من ألف شخص في ميدان بأحد المدن لمناقشة سبل المُضي قُدماً.

شهدت الأيام التالية احتجاجات خارج الوزارات الحكومية ودفاعاً عن المعتقلين. وقد استغرق الأمر حتى يوم الثلاثاء ليقوم رجال الشرطة بإخلاء “اعتصام الكرامة” الجديد.

وكانت هناك دعوات لاعتصامات احتجاجية جديدة في جميع أنحاء اسبانيا. وهذا يُذكِّر باحتجاجات 15 مايو 2011 وحركة (15M) المعروفة عالمياً بحركة الغاضبون “Indignados”. قال جيسوس لجريدة العامل الاشتراكي: “إننا نطمح أن تبدأ حركة الغاضبون من جديد، ولكننا سنبدأ من مكان مختلف هذه المرة”.

“لقد قطعنا شوطاً طويلاً منذ عام 2011. تقول النقاشات أن عدم إمكانية مشاركة الأحزاب أو رفع الأعلام السياسية أصبح وراء ظهورِنا بشكل كبير. حيث يرى الناس أن نضال العمال شيئاً ضرورياً، كما لو يناضلون معاً”. كانت هناك العديد من الإضرابات العامة منذ 2011، وقد أُطلقت الدعوة لإحداها تحت ضغط من الحركات الاجتماعية. وكانت هناك مقاومة كبيرة لإخلاء وتفرقة الإضرابات بالقوة.

أضعفت الأزمة الاقتصادية وسلسلة من فضائح الفساد شرعية الحُكم الملكي والأحزاب السياسية الرئيسية. وقد ازداد الدعم لاستقلال كل من كتالونيا والباسك، وهناك أحزاب جديدة في طور النمو.

ويعمل جيسوس الآن على أن للترشح لرئاسة الـ Podemos، وهو حزب يعني إسمه “نستطيع فعل ذلك”. وقد قال جيسوس “أعتقد أن تحرّكات جماهيرية ضخمة ستعود للميدان ولكنها لن تكون كسابقاتها.. بعد عامين من النقاش حول التوحّد ضد سياسات التقشف، أصبحت الوحدة حقيقة”.

التقرير باللغة الإنجليزية هنا