بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

الإرث المرير للتدخل الغربي في أفغانستان

قوات من حلف الناتو في أفغانستان - صورة أرشيفية

رحبت الأغلبية الأفغانية بالإطاحة بحركة طالبان الأصولية في عام 2001. لطيفة أحمدي، مديرة منظمة النهوض بقدرات المرأة الأفغانية، كانت واحدةً من ضمن المحتفلين بإطاحتها.

خلال السنوات التي سبقت تدخل الناتو، الناجم عن هجمات 11 سبتمبر، تحدى نشطاء المنظمة حظر طالبان تعليم المرأة من خلال تعليم الفتيات في الخفاء بالرغم من المخاطر الشخصية الكبيرة. كانت الإطاحة بمضطهِديهم في البداية قد أثارت تفاؤلاً كبيراً بالمستقبل. ولكن الآن، وبعد رحيل الناتو بعد 14 عاماً من الاحتلال، لازالت المرأة تعاني من مرارة إرثه.

لم تكن لطيفة حادة لاسيما في تقييمها للقوات الأجنبية المتواجدة داخل الأراضي الأفغانية. وقالت: “كان من المفترض لهم أن يجلبوا السلام والأمن وحقوق المرأة، لم نجد أياً من هذه الأشياء ولهذا السبب عليهم أن يرحلوا”.

أما نتائج الإحصاءات، فقد جاءت محبطة؛ فقط 36% من الفتيات الأفغانيات يتعلمن في المدارس، في حين أن 12.6% من النساء يعرفن القراءة والكتابة. كما أن الزيادة الأخيرة في نسبة العنف ضد المرأة ترتبط بالفقر وضعف التعليم. وتموت واحدة من كل 11 سيدة أفغانية بسبب الحمل أو الولادة في الوقت الحاضر.

وتخشى النساء أيضاً من صياغة تشريعات قانونية لاسترضاء المحافظين المتدينين، مما يجعل من المستحيل وجود تشريعات ضد العنف الأسري. وأصابع الاتهام هنا موجهة صوب المشرعين لغضهم الطرف عن زواج الفتيات الذين لا تتجاوز أعمارهن 12 عاما.

وبنفس القدر، تبدو لطيفة ساخطة على الحكومة المدعومة من الغرب التي أدارت البلاد منذ 2002، قائلة: “أُرسلت الملايين من الدولارات هنا من أجل الوظائف والتنمية والمرأة، لكنها ذهبت إلى جيوب هؤلاء المجرمين الذين يتحملون المسؤولية عن الحرب”. فلطيفة تلقي معظم اللوم على الغرب لقيامه بتنصيب حكومة من أمراء الحرب وتجار المخدرات. وفي الوقت نفسه لا تزال النخبة الحاكمة في البلاد تجني أرباحها من البؤس والفساد على نطاق واسع.

تحتوي أغنى المناطق في كابول على الكثير من القصور المختبأة خلف الحواجز الخرسانية والأسلاك الشائكة وقوات الأمن الخاصة المدججة بالسلاح. السكان المحليون يسمونها “قصور الخشخاش”، في إشارة إلى المليارات التي تُنفق في تجارة الأفيون غير المشروعة. يبقى الافيون في أفغنستان من أكبر الصادرات، ويُنتج منه 90% من الهيروين في العالم. على مدى العقد الماضي وجدت المخدرات طريقها حتماً إلى الشوارع في أفغانستان، وترتب على ذلك عواقب مدمرة.

شهد يوم السبت 5 أبريل انتشار عدد كبير من جنود الشرطة والجيش، يُقدرون بنحو 350 ألف جندي، في مناطق كثيرة من البلاد استعداداً للانتخابات الرئاسية. وظلت المئات من مراكز الاقتراع مغلقة بسبب التهديدات من فلول حركة طالبان. ونُشرت بعض التقارير حول تزوير الانتخابات.

لم يكن مفاجئاً أن يظهر المرشح المناهض للفساد “أشرف غاني” بقوة من ضمن قائمة مرشحين كلها من الذكور. ومن المرجح أن تكون هناك جولة إعادة قبل أن يترك الرئيس المنحاز للغرب “حامد كرزاي” مكانه في نهاية المطاف.

وهناك ادعاءات من باراك أوباما وديفيد كاميرون بأن الزيادة في نسبة المشاركة من الناخبين كانت دفاعاً عن التدخل الغربي في أفغنستان. بينما صرّح الناخبون في مدينة “جلال أباد” لجريدة “العامل الاشتراكي” البريطانية بأن القوات الأمريكية لم تظهر في الشوارع لأكثر من ستة أشهر. وصرحوا بأنهم يشعرون الآن أكثر أماناً وعلى استعداد للتصويت بعد انتهاء الاحتلال الكارثي.

* المقال منشور باللغة الإنجليزية في 8 أبريل 2014، بجريدة العامل الاشتراكي البريطانية