بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

الصين: إضراب ضخم لعمال الأحذية

من إضراب عمال الأحذية في الصين
من إضراب عمال الأحذية في الصين

بدأ إضراب ضخم منتصف شهر أبريل بمصانع الأحذية لمجموعة يو يوين الصناعية في مدينة دونغقوان الصينية. ويُقدر النشطاء العمّاليين أن أعداد العمال الذين انضموا إلى الإضراب تتراوح بين 40 إلى 60 ألف عامل، مما جعل هذا الإضراب أكبر تحرك للعمال بالقطاع الصناعي في البلاد خلال السنوات الأخيرة.

تعتبر مجموعة يو يوين أكبر مُصنّع للأحذية الرياضية في العالم؛ حيث تضم من بين عملائها (نايك، وأديداس، ونيوبالانس، وكونفيرس، وبوما). وكانت إيرادات يو يوين المجمعة لشهر مارس تقدّر بـ 650 مليون دولار أمريكي. وتتراوح تكلفة زوج جديد من أحذية نايكي لكرة السلة في الصين بين 1399 إلى 1999 يوان صيني وهو ما يعادل 241 إلى 344 دولار أسترالي (أي من 1560 إلى 2230 جنيه مصري). وبرغم ذلك يحصل عمال خطوط التجميع على حوالي 2800 يوان وهو ما يعادل 483 دولار أسترالي. هؤلاء الذين ينتجون الآلاف من الأحذية كل شهر لا يستطيعون تحمل تكلفة شراء زوجين من تلك الأحذية مقابل راتب شهر كامل.

لا يرضي هذا المعدل من الاستغلال رؤساء يو يوين الذين التفوا حول حق العمال في صندوق الضمان الاجتماعي لمدة عشرة أعوام. حيث أنه يتوجب على صاحب العمل المساهمة بنسبة 14% من راتب العامل إلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي طبقاً لقانون العمل الصيني، بينما كانت يو يوين تدفع أقل من ذلك بكثير. فهي لم تقم بدفع أي شيء لبعض العمال. وتشير التقديرات أن يو يوين تهربت من دفع 300 مليون يوان لصندوق الضمان الاجتماعي كل عام.

وحيث أن العمال قد طفح الكيل بهم، فقد بدأوا بالنضال بتحركات صغيرة بدايةً من 5 أبريل مثل المظاهرات وقطع الطرق بالبلدة. وفي 14 أبريل ثلاث من مصانع يو يوين الست قد أُغلقت في مدينة دونغقوان. وقام الآلاف من عمال المصنع الرابع في اليوم التالي بكسر حصار الإدارة والشرطة وخرجوا من ورش العمل. وقد استقبلهم رفاقهم بالهتافات الحماسية والتصفيق. وفي وقت لاحق خرج حوالي 20 ألف عامل في مسيرة تحركت في كل أرجاء المدينة.

وأثناء كتابة هذا المقال، يتم إغلاق جميع المصانع الست ليُوان، وأضرب حوالي 2000 عامل آخرين بمصنع يو يوين في مقاطعة جيانغشي للتضامن. واحتشدت منظمات حقوق العمال والاتحادات العمالية في تايوان وهونغ كونغ لإظهار دعمهم.

وتمثلت مطالب العمال في زيادة الأجور بنسبة 30% ودفع متأخرات الضمان الاجتماعي. وقد عرضت الإدارة بدلاً شهرياً يُرثى له يقدّر بـ 230 يوان أي ما يُعادل 40 دولار أسترالي، وادّعت أن على العمّال المساهمة بـ 300 يوان شهريا لسداد متأخرات الضمان الاجتماعي. وبعبارة أخرى يجب أن يُقتطع من أجور العمال لتغطية تهرّب الشركة.

وليس من المُستغرب أن تأخذ الحكومة المحلية وكلابها التابعة من قوات الشرطة جانب رأس المال. فقد تعرّض المئات من العمال للضرب والاعتقال. وعلاوة على ذلك، اعتقلت قوات الشرطة اثنين من النُشطاء العمّاليين.

إذا انتصر عمّال يو يوين، سيكون ذلك بمثابة مصدر إلهام عظيم للآخرين، وسيشعل نضالات أكثر في جميع أنحاء البلاد. فالحكومة تقوم بتعبئة كل أجهزة الدولة لتقويض الإضراب، كما تقوم بتحويل الطلبيّات لمصانعها في فيتنام وأندونيسيا.

وتُشير التقارير إلى أن بعض العمّال قد عاودوا العمل بعد أن قامت الشركة بتقديم بعض التنازلات، ولكن هناك الكثير الذين لا يزالوا مُضربين.

* المقال منشور باللغة الإنجليزية في 26 أبريل 2014 بموقع “الراية الحمراء” – جريدة منظمة البديل الاشتراكي بأستراليا