بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

المظاهرات التضامنية مع غزة تهز العالم

في ظل أحداث من العنف وانتهاكات لحقوق المتظاهرين، شاهد العالم أمواجا من المحتجين ملأت طرقات العالم تضامناً مع الشعب الفلسطيني.

خرجت مسيرات حاشدة في العاصمة التركية ضد العدوان الصهيوني وعلى غزة وخرج المتظاهرون في شوارع جنوب إفريقيا وإندونيسيا وإيرلندا وإسبانيا وألمانيا وكوريا الجنوبية والعديد من البلدان العربية والغربية.

وشهدت لندن أكبر مسيرة ضد الحرب منذ الموجة الإحتجاجية التي هزت بريطانيا ضد احتلال العراق في 2003.

ورغم محاولات منع المظاهرات وقمع الاحتجاجات، فإن الوقفات التضامنية مع فلسطين كانت تتزايد وتنتشر في العديد من الدول العربية والمدن الأوروبية.

في الجزائر حيث لا يزال قانون منع المسيرات سار المفعول، نظم مئات المتظاهرين في العاصمة الجزائرية وقفة مناددة بالحرب على غزة وتضامناً مع صمودها وطالبوا السلطات الجزائرية بتحمل مسؤليتها تجاه هذه الماسأة.

وفي الأردن منعت قوات الأمن القومي مئات المتظاهرين من الوصول إلى السفارة الإسرائيلية واعتقلت عددا من النشطاء و أصابت العشرات من الإعلاميين.

وفي باريس هاجمت الشرطة الفرنسية المتظاهرين بقنابل الغاز المسيلة للدموع واعتقلت 35 بعد أن كانت قد قررت الحكومة حظر الاحتجاجات التضامنية مع فلسطين في العاصمة. وبالرغم من الحظر، شارك ما يقارب 5000 شخص في المظاهرة. وقد تم تبرير القمع بوجود مخاوف من اندلاع العنف بين المتظاهرين المعارضين والمؤيدين لإسرائيل. كما تم استعمال ذريعة الخوف من معاداة السامية. ونزل الآلاف إلى شوارع مارسيليا في جنوب فرنسا لإعلان تضامنهم مع غزة ومن أجل إيقاف التعاون العسكري بين فرنسا وإسرائيل.

أما بلندن فقد ملأت الشعارات الغاضبة ضد العدوان الصهيوني على غزة الشوارع وشارك ما يقارب 100 ألف متظاهر مرددين الهاتفات “نحن الآلاف والملايين، كلنا فلسطينيين”.

أقبلت الحافلات من أنحاء بريطانيا واجتمعت الجماهير أمام مقر رئيس الوزراء البريطاني من حيث انطلقت المظاهرة باتجاه السفارة الإسرائيلية. ورددت الجماهير الهتافات ضد تحالف الحكومة البريطانية مع الكيان الصهيوني ورفعوا لافتات تحتج على استهداف إسرائيل للمدنيين.

وقالت النائبة البرلمانية من حزب العمال ديان أبوت في المظاهرة “نحن نطالب بإنهاء الإحتلال وبالعدالة للفلسطينيين”.

وقد قام بتنظيم هذا الحشد السلمي الكبير مجموعة من الحملات التضامنية مع الشعب الفلسطيني وتحالف “أوقفوا الحرب” وبعض المنظمات الإسلامية بمساندة النقابات العمالية واتحادات الطلبة.

وبالرغم من الأعداد الغفيرة من المتظاهرين إلا أن هذا الحشد كان يتسم بالنظام والسلمية . ورغم ذلك حاول البعض تشويه هذه الصورة فوصفوا المظاهرة بأنها ضد السامية وأنها “امتلألت بالمسلمين والمسلمات المحجبات والمنقبات”.. ولكن هذا الوصف مخالف لما حدث في المظاهرة، فلقد شوهد في المظاهرة مشاركة كبيرة من الشباب المسلمين والشابات المسلمات رفعوا اللافتات والأعلام الفلسطينية ولكن شارك معهم الآلاف من النقابيين والنشطاء المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني والمساندين لحملات المقاطعة المنتشرة في بريطانيا.

وقد ظهرت أعلام كثيرة من بلاد مختلفة ولافتات من مجموعات وجمعيات. مثلاً، رفعت مجموعة من النشطاء المتضامنين مع المعتقلين السياسيين في مصر لافتة مكتوب عليها “من القاهرة إلى غزة نضال واحد”.

وشاركت في المظاهرة بعض الجمعيات اليهودية، فخلق هذا التنوع والاندماج روحاً خاصة بالمظاهرة. فمثلاً، خاطب أحد المتحديثين الجماهير قائلاً “أيها الصائمون وغير الصائمين”. وكذلك وجه أحد المتحدثين في المظاهرة سؤالاً مباشراً للجماهير من أعلى المنصة من خلال شاشة العرض “لماذا أنتم هنا؟ هل أنتم ضد السامية”؟ وتفاعلت الجماهير بصوت عالي كلمة واحدة “لا”. وقد أتى هؤلاء الآلاف للتضامن مع الشعب الفلسطيني مطالبين بالحرية والعدالة ومطالبيين بوقف الحرب ووقف المجزرة الإسرائيلية. وقد حمل العديد من المتظاهرين أعدادا كبيرة من الدمى الملطخة بالدماء رمزاً للأطفال الذين قتلوا على يد العدوان الإسرئيلي.