بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

حتى لا يقتلنا الصيف بلهيبه.. أو بسخافته!

حماس انتصرت على إسرائيل وأذاقتها الويل والثبور!

“لا.. حماس لم تنصر.. أكثر من ألفي من شهيد وآلاف الجرحى، حتى بنود المبادرة التي طرحتها حماس ستناقش بعد شهر من تثبيت الهدنة! بأي دليل انتصرت حماس”؟!
جانب من التعليقات المنتشرة حالياً.

دعونا لا نخلط الأمور ببعضها ونوضح جانب آخر لمشهد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي حالياً.. أقول حاليا الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لأن هذا ما يحدث حالياً.. فكثير من العرب يُفضل النوم خصوصا في حرارة أغسطس المتصاعدة لدرجات التواطؤ والخيانة الفاضحة!

العدوان الإسرائيلي الذي استمر حوالي 50 يوماً أو ما يزيد من أجل قطع ذراع الكتائب الفلسطينية والمتمثلة في تدمير الأنفاق وتأديب تلك الحركات فشل.. بل وفشل فشلاً ذريعاً لأنه لم يحقق أي من أهدافه.. فلا صواريخ القسام قد انتهت ولا الأنفاق قد دُمرت، وزير الجيش السابق موفاز تحدث في وقت سابق بأن المقاومة في غزة جرّت إسرائيل إلى حرب استنزاف، وبأن حماس هي من فعلت ذلك.

في المقابل كانت حماس تقاوم وتحارب ليس فقط اسرائيل ولكن النظام المصري المتواطئ وخيانة السلطة الفلسطينية على دائرة المفاوضات، فيما كانت أوامر قائد كتائب القسام خالد أبو الضيف سارية المفعول.. المجال الجوي فوق مطار بن جوريون محظور وعلى الصهاينة العودة للملاجئ.

أعداد الضحايا التي سقطت من الجانب الفلسطيني هي أمر طبيعي، ليس من منطلق تبرير هذه الجريمة ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال المقارنة بين قدرات دولة مُسلحة تسليحا جباراً وتتلقى جسرا جوياً من الإمداد العسكري من واشنطن وبين حركات مسلحة جُل ما تفعلها بعض الصواريخ محلية الصنع. فيما كان المقاومون يحولون خط التماس بين إسرائيل وقطاع غزة إلى جحيم، لم يستطع الجيش الإسرائيلي التقدم إلى أكثر من 10 كيلومتر داخل القطاع طوال العدوان قبل أن يقوم بارتكاب مذبحة في حي الشجاعية عن طريق القصف بالطيران والمدفعية الثقيلة. بالمناسبة خلال الحرب العالميّة الثانية قُتل فيها 60 مليون من البشر وليس هناك من يعترض على احتفالات النصر السنويّة!

البعض ينظر للموضوع من جانب الحسرة والألم الذي يتكنفه من جماعة إسلامية مُسلحة تعتبر الأكبر والأضخم والأكثر قوة وذات نفوذ سياسي وشعبي (تضخم خلال العدوان وبعده)، من كيفية نسب الانتصار إليها.

المقاومة انتصرت خلال العدوان، واستطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية وخاصة كتائب القسام – الذراع العسكري لحركة حماس – تأديب من أراد لها غير ذلك، ولأول مرة نرى “تشدداً” سواء في مواجهة الاحتلال أو في تلك المفاوضات الدائرة هنا في كمين القاهرة، لأول مرة في تاريخ الصراع العربي “الفلسطيني” – الصهيويني تتحدث المقاومة بلغة الآمر والناهي.. من يفرض الشروط.. من يتحدث وكأنه يمتلك القدرة “الفعلية” لمحو إسرائيل من الوجود، هكذا تتحدث كتائب عز الدين القسام للوفد الفلسطيني “الموحد” في القاهرة “في الثامنة من صباح اليوم سنستأنف هجماتنا ضد العدو لا تمديد للهدنة” وقد حدث ذلك!!

هذا الذي حدث.. من انتصر لا يهم أسمه حماس.. غزة.. فلسطين ولكنه لن يخرج عن هذه الثلاثية. الأهم هو أن ما فعلته حماس والمقاومة الفلسطينية يعيد من جديد النظر حول طبيعة الصراع العربي-الصهيوني، إلى جانب من سنقف خلال الجولات القادمة.. إسلاميي حماس أم ليبراليي فتح وتواطؤ النظام المصري والعربي عموماً؟