طلاب تشيلي يصعّدون النضال

في تشيلي، يتصاعد النضال من أجل تحويل نظام التعليم. وللمرة الثانية هذا العام، نظم الطلاب والمعلمين مسيرة تحت شعار “الطريق لتعليم جديد لشيلي هو قرار تتخذه تشيلي”. نظم الطلاب في جميع أنحاء البلاد مسيرة ضد الحكومة في 14 مايو الماضي، وقد شارك أكثر من 150 ألف متظاهر في سانتياغو.
لقد كانت خطوة هامة إلى الأمام بالنسبة للحركة الطلابية. المسيرة نظمها اتحاد طلاب جامعات تشيلي (CONFECH) ومنظمتان لطلاب التعليم العالي (CONES وACES)، بالإضافة إلى نقابة المعلمين الوطنية.
الطلاب يطالبون بالشفافية والانخراط في التغييرات الطارئة على التعليم الحكومي. ويجادل الطلاب أن هذه التغييرات لا ينبغي أن تُقرر في مجالس إدارة الشركات، بل أن يقرها الشعب من أجل الشعب. إنهم يريدون تعليماً مجانياً، ووضع حد للتربح من التعليم، وإنهاء التعاقد مع موظفين من الباطن وتحسين أجور وظروف الموظفين.
على الرغم من الاحتجاج الناجح، إلا أن قد شابه أنباء مقتل اثنين من الطلاب، دييغو غوزمان واسكيل بوربيان، بالرصاص في مسيرة في فالبارايسو.
وقعت اشتباكات عندما بدأ أب وابن غاضبين من الكتابة على جدران ممتلكاتهم الاحتداد على المحتجين. تصاعد الموقف بسرعة عندما هاجم الابن المتظاهرين بحزامه، ثم أمسك مسدسا من بيته وفتح النار على المتظاهرين، ما أسفر عن مقتل غوزمان وبوربيان. لم يكن أيٌ من المتظاهرين مسئولاً عن الكتابة على الجدران، ولكنهم لا يزالون مذمومين كما المنحرفين من قبل وسائل الإعلام. يقول اتحاد طلاب جامعات تشيلي (FECH) في بيان له: “نحن نفهم أن هذه ليست حالة معزولة. هذا هو نتيجة نموذج مجتمعي حيث الفرد يلغي المجموع، مما يتضمن وضع أهمية أكبر للملكية الخاصة على حياة الآخرين”.
لم يُردع الطلاب بعمليات القتل. يقول اتحاد طلاب جامعات تشيلي: “علينا أن نخرج بقوة أكبر… هذه هي أفضل وسيلة لحفظ ذكرى رفاقنا”. الطلاب عادوا إلى الشوارع في نفس اليوم بتنظيم المسيرات والوقفات الاحتجاجية. في سانتياغو، طالب آلاف المحتجين بالعدالة. وتتوالى المظاهرات والاعتصامات والتحركات المباشرة بشكل يومي. هذا، وقد صعّد الطلاب نضالهم من خلال احتلال مدارسهم الثانوية وجامعاتهم.
في 21 مايو، كشفت ميشيل باشيليت النقاب عن مقترحات لسنتها الثانية كرئيسة للبلاد. في خطاب إلى الكونجرس، سلّطت الضوء على المطالب التي يقاتل الطلاب المحتجون من أجلها: الشفافية والديمقراطية، ووضع حد للفساد، والإصلاحات التقدمية. الخطاب بدا رائعاً، لكن المشكلة بالنسبة للرئيسة هي أن لا أحد يصدق كلمة واحدة منها.
في الخارج، سار أكثر من 5 آلاف متظاهر، مطالبين بالتغيير المنهجي بدلاً من الكلمات الفارغة، وإصلاحات الإسعافات الأولية. استقبلتهم الشرطة برد فعل عنيف ترك الطالب رودريجو أفيليس في العناية المركزة.
داخل البرلمان والحكومة تعد بكل شيء، أما في الخارج فالنضال يستمر. في الوقت الراهن، الطلاب يقودون الطريق.
* المقال باللغة الإنجليزية منشور في 24 مايو 2015، على موقع جريدة “الراية الحمراء” الأسترالية