بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

يوم العمال العالمي.. مطالب وأزمات مشتركة

شهدت العديد من دول العالم تظاهرات احتجاجية للعمال فى عيدهم لتعكس حال العمال في مختلف الدول.

برز مطلب الأجور وتعديل قوانين وظروف العمل كأحد أهم المطالب المشتركة في الاحتجاجات، كما شهدت بعض البلدان ربط المطالب الاقتصادية كما في اليونان أو ربط المطالب السياسية كما في تركيا. كما لوحظ عودة قطاعات كانت قد أشعلت تظاهرات سابقا إلى الساحة الاحتجاجية مجددا كما في انضمام عاملات المنازل بلبنان.

أزمات اقتصادية وقوانين عمل مجحفة
في فرنسا، خرج الآلاف في مسيرات رفع المشاركون فيها شعارات ترفض أي تفاوض حول مشروع قانون العمل الجديد في البلاد الذي يتيح لأرباب العمل بعض الامتيازات كالحق في تسريح العمال. قوبلت التظاهرات بعنف من الشرطة حيث استخدمت قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين بعد أن أحاطوا المظاهرات بطوق أمني. وفى ألمانيا، خرج الآلاف فى مسيرات احتجاجية بمدينتي برلين وهامبورج احتجاجا على سياسة التقشف مع وصول البطالة إلى مستويات قياسية رافعين لافتات “التقشف يدمر ويقتل” و”الإصلاحات سرقة ونهب”حيث ألقت الشرطة القبض على 40 متظاهرا بعدما تدخلت لفض المتظاهرين بخراطيم المياه والعربات المدرعة مع انتشار كثيف للقوات بشوارع العاصمة.

أما في اليونان، فقد توقفت حركة القطارات والعبارات وأضرب العاملون في المستشفيات احتجاجا على إجراءات التقشف التي يفرضها مانحو القروض الأجانب على الدولة. وهو الإضراب الأحدث في سلسلة من الإضرابات والاحتجاجات بعد 6 سنوات من الكساد والغضب العام من الأجور وخفض الإنفاق.

وفي تركيا استخدمت الشرطة مدافع المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا الوصول إلى ساحة تقسيم واعتقلت نحو 207 متظاهر من بينهم أهالي السجناء اليساريين ومؤيدين لحزب الشعب الديمقراطي الموالي للأكراد. حمل المتظاهرون شعارات تدعو إلى التضامن مع العمال ومناهضة الحكومة مطالبينها بإنهاء عقوبة السجن الانفرادي حيث توفي عشرات السجناء اليساريين في السجون من بين المئات الذين بدأوا إضراب عن الطعام في أكتوبر الماضي احتجاجاً على قرار الحكومة عزمها نقلهم إلى سجون فردية، إضافة الى 70 سجيناً اصيبوا بأمراض عقلية ونفسية وجسدية لا يمكن علاجها.

وفى روسيا، نظمت النقابات العمالية مسيرة جماهيرية، بالعاصمة موسكو، جابت شوارع المدينة الرئيسية وساحاتها ومنها الميدان الأحمر بمشاركة ١٠٠ ألف مواطن رافعين لافتات كتب عليها «من أجل العمل المناسب والأجور المناسبة» «من أجل الضمانات الاجتماعية». كما نظم اتحاد النقابات الروسية مسيرات في 107 مدن وبلدات في كل أنحاء البلاد بمشاركة أكثر من مليوني شخص، تحت شعارات ضد ارتفاع الأسعار والضرائب.

وفي آسيا حيث معاناة العمالة الرخيصة وضغوط ظروف العمل، تظاهر عشرات الآلاف في بنغلادش حيث يعمل عمال النسيج في ظروف بائسة لحساب شركات غربية. رفع المتظاهرون لافتات ورايات حمراء “اشنقوا القتلة، اشنقوا أصحاب المشاغل” إثر حوادث أليمة في انهيار مصانع للملابس وقتل المئات من العمال.

وفي كوريا الجنوبية اندلعت احتجاجات واسعة شارك فيها عشرات الاف ضد مشروع قانون حول إصلاحات عمالية اقترحتها الحكومة، وهتف المتظاهرون من أعضاء النقابات العمالية والنشطاء في العاصمة سول ضد القانون الجديد حيث أنه سيسهل للشركات طرد العمال.

ففي المملكة العربية، أشعل سعوديون النار في 9 أتوبيسات احتجاجا على تسريح آلاف العمال وعدم حصولهم على رواتبهم لأشهر. يأتي هذا في سياق احتجاجات موظفي شركة بن لادن خلال الأسابيع الماضية إثر تأخر رواتبهم لفترة تزيد على 9 أشهر.

وفى تونس، نظم “اتحاد عمال تونس” مسيرة احتجاجية على ما اعتبره “إقصاء ممنهج” بحقه من قِبل الحكومة. وتحت شعار “يوم غضب”، قال المشاركون أن “هناك إقصاءً ممنهجًا من الحكومة بحق الاتحاد، خصوصًا في ظل عدم احترامها للدستور الذي ينص على التعددية النقابية”. وأعلن اتحاد عمال تونس في بيانه أنه “يحتفل بهذه الذكرى في ظروف تتسم بدرجة كبيرة من الظلم والتهميش”.

وفى لبنان، نظم العمال مسيرة جابت شوارع العاصمة بيروت لتذكير الحكومات بحقوقهم، حيث يعاني اللبنانيون من ارتفاع في الأسعار، وغياب النقل العام، وتردي الخدمات الصحية الحكومية، وأزمة الضمان الاجتماعي، وتراجع مستوى التعليم الرسمي المدرسي والجامعي لصالح التعليم الخاص. حيث يعتمد النظام اللبنانى على تهميش الفئات الفقيرة، لصالح الطبقات الغنية، كما شاركت العاملات في المنازل في تظاهرة للمطالبة بتعديل القوانين وإقرار حقهن في التنظيم النقابي، إضافة إلى انتهاك حقوق عشرات آلاف العمال الأجانب العاملين في الوظائف الأقل دخلاً.

فيما يعاني اللاجئون الفلسطينيون والسوريون في لبنان من منعهم من العمل في أكثر من 70 مهنة، تحت حجة منع التوطين، إذ يرفض وزير العمل اللبناني إعطاءهم إجازات عمل في الكثير من المهن، ويريد حصرهم في قطاعي الزراعة والبناء وكعمال نظافة.