اليمن: وباء وانتهاكات وحرب مصالح
ي الرابع والعشرين من يونيو، أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرًا حول انتشار وباء الكوليرا في اليمن. فقد أوضح التقرير أن عدد الحالات المصابة وصل إلى 200 ألف من الحالات المشتبه بها ليرتفع بذلك معدل الإصابة إلى 5 آلاف حالة يوميًا. ويصف التقرير ذلك بأنه “الوباء الأسوأ في العالم”.
وأشار البيان إلى انتشار الوباء خلال شهرين فقط في كل محافظات اليمن تقريبًا ليودي بحياة 1300 شخصًا ربعهم من الأطفال. ومن المتوقع أن ترتفع حصيلة ضحايا المرض بسبب الصراع الدائر على الأرض منذ سنتين حيث أدت المعارك إلى انهيار نُظم إمداد المياه النظيفة والخدمات الصحية مما أدى إلى حرمان 14 مليون ونصف شخص من تلك الخدمات بشكل منتظم مما ساهم في انتشار المرض.
وبالإضافة إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال، مما زاد من خطورة تعرضهم للإصابة بالمرض، لم يتقاضى ما يقارب 30 ألف شخص من العاملين المحليين بالصحة رواتبهم منذ 10 أشهر تقريبًا رغم دورهم الأكبر في حصر الوباء.
ودعا البيان في نهايته جميع السلطات المسئولة إلى سداد الرواتب، كما وجه رسالة إلى كافة الأطراف المتنازعة إلى إنهاء هذا الصراع المدمر.
اليمن “فئة خاصة” في الإتجار بالبشر
في السابع والعشرين من يونيو، أصدر مكتب مراقبة ومكافحة الاتجار بالبشر التابع للخارجية الأمريكية تقريرًا حول الاتجار بالبشر وُضعت اليمن ضمن فئة “الحالات الخاصة” أي المقلقة للغاية للسنة الثانية على التوالي، حيث لم تبذل السلطات هناك أي جهود ملموسة لمكافحة الاتجار بالبشر، خصوصًا فيما يتعلق باستعباد النساء والأطفال واغتصاب النساء والسياحة الجنسية التي باتت مقصدًا لسياح قادمين من دول مجاورة (عقود زواج مؤقتة من قاصرات) بالإضافة إلى إجبار العمال المهاجرين على العمل. ولم تبذل أي جهد في معاقبة مسئولين حكوميين عن تورطهم بتلك الجرائم.
كما ذكر التقرير تورط القوات الحكومية ومليشيا الحوثي في تجنيد الأطفال دون العاشرة، حيث أوضح أن الجماعات المسلحة جندت واستخدمت 168 طفلًا على الأقل بين شهري أبريل ويونيو من العام الماضي، كما سجلت مليشيا الحوثي غالبية عمليات التجنيد تليها القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية وتنظيم القاعدة في بلاد العرب.
زيادة على ذلك يوضح التقرير أنه بعد مغادرة الحكومة اليمنية صنعاء في مارس 2015، رحًلت السلطات السعودية العمال المهاجرين إليها من اليمن ومعظمهم عاد إلى منطقة تهامه الفقيرة الواقعة على الساحل الغربي لليمن وظل كثيرًا منهم مشردًا ومعرضًا للاستغلال بشدة، بما يشمل عمليات الاتجار المختلفة. لم تكن الحال أفضل قبل مغادرة الحكومة حيث سجلت المنظمات الغير حكومية أن ثمة 1.7 مليون طفل تحت سن 14 عامًا تم تشغيلهم في اليمن وبعضهم تعرض للعمل القسري.
اليمن حرب لا تنتهي
منذ بدء المعارك يدفع الشعب اليمنى ثمن تلك الحرب التي أصبحت جزءًا من الصراع الإقليمي بين النظام السعودي والإيراني. وإلى هذه اللحظة، لم تستطع قوات التحالف العربي بقيادة النظام السعودي حسم معاركها وإعادة الحكومة اليمنية إلى صنعاء. في المقابل، لم يستطع الحوثيون إنهاء المعارك لصالحهم وطرد قوات التحالف، بل تدور المعارك بين محاولة لحصار مليشيا الحوثي وقوات صالح من ناحية، ومحاولتهم كسر هذا الحصار وتطوير هجومهم ضد القوات السعودية المتمركزة على الحدود مع اليمن.
وفى نفس السياق وصفت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية الحرب باليمن بأنها “فاشلة” لأنها لم تحقق الهدف المُعلن عنه رغم مرور عامين على بدء العمليات في حين سقطت أعداد كبيرة من الضحايا جراء القصف الجوي لقوات التحالف لأهداف مدنية.
في حين وجهت منظمات حقوق الإنسان اتهامات إلى السعودية وحلفائها بارتكاب جرائم حرب، وأضافت أيضًا أن العمليات العسكرية تسببت في إيجاد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدها العالم منذ عقود حتى بات ما يقارب 17 مليون يمني يواجهون خطر المجاعة، وذكرت الصحيفة أن تقريرًا أمميًا يؤكد موت طفل يمني كل 10 دقائق بسبب سوء التغذية والإسهال وأمراض يمكن تفاديها.
وأضافت الصحيفة أن الحرب في اليمن، بقيادة محمد بن سلمان، تعد سببًا من عدة أسباب تدفع إلى التشكيك في قدراته، وتؤكد عدم قدرته على القيام بمهام منصبه الجديد كولي للعهد بديلًا للأمير محمد بن نايف، وأن إجراءات السوق لازالت تراوح مكانها بالإضافة إلى أن مبادراته الخارجية الشرسة قد تضر بمصلحة الولايات المتحدة.