بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

السعودية تُصعِّد إجراءاتها ضد كندا على خلفية انتقاد الاعتقالات الأخيرة وانتهاكات حقوق الإنسان في المملكة

سمر بدوي ونسيمة السادة، من ناشطات حقوق النساء المعتقلات مؤخرًا في السعودية

شهدت الأزمة الجارية بين السعودية وكندا تطورات جديدة أمس، إذ قررت السعودية وقف جميع رحلات الطيران السعودي إلى كندا اعتبارًا من يوم الإثنين ١٣ أغسطس الجاري، وتجميد برامج التدريب والزمالة والبعثات الدراسية إلى كندا ونقل المبعوثين إلى دول أخرى، كما قررت تجميد أي تعاملات تجارية أو استثمارية جديدة مع كندا واحتفظت بحقها في اتخاذ إجراءات إضافية.

جاءت الإجراءات الجديدة ردًا على المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزيرة الخارجية الكندية كريسيتا فريلاند، عقب طرد السفير الكندي في السعودية وسحب السعودية سفيرها من كندا، وأعلنت خلاله تمسك كندا بالتصريحات التي أصدرتها وزارة الخارجية في وقت سابق هذا الأسبوع وعبرت فيها عن قلقها البالغ إزاء الاعتقالات الإضافية التي طالت ناشطات سعوديات في مجال حقوق النساء، وطالبت الخارجية الكندية المملكة السعودية بالإفراج الفوري عنهن وعن كل نشطاء حقوق الإنسان المعتقلين.

واعتبر باحثون ومتابعون في تصريحاتهم لوكالات أنباء وصحف، أن رد الفعل السعودي ضد كندا يأتي بمثابة رسالة تحذير لأي طرف يفكر في انتقاد سياسات المملكة، لاسيما ملفها الحقوقي. وقال كريستيان أولريخسن، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمعهد بيكر التابع لجامعة رايس الأمريكية لصحيفة واشنطن بوست: “الخطوة تبعث برسالةٍ لأيِّ طرفٍ آخر يفكِّر في انتقاد السياسة السعودية”.

وتشن أجهزة الأمن السعودية خلال الأشهر الأخيرة حملة اعتقالات ضد ناشطات حقوق النساء في المملكة، وربما يواجه بعضهن اتهامات بالعمل لصالح قوى أجنبية، إذ تصفهن أجهزة الأمن وصحف قريبة من دوائر الحكم ب “عملاء السفارات”. أسفرت الحملة الأمنية التي بدأت في مايو الماضي عن اعتقال أكثر من ١٤ ناشطة حتى الآن، من بينهن لُجين الهذلول وإيمان النفجان وعزيزة اليوسف، اللواتي عُرفن بدفاعهن عن حق النساء في قيادة السيارات ومطالبتهن بإنهاء نظام ولاية الرجل على المرأة. وأمل الحربي، زوجة الناشط السعودي المعروف فوزان الحربي والذي يقضي حكما في السجن بسبب عمله في منظمة مدنية، ولم تتضح بعد أسباب اعتقالها.

وطال الاعتقال الناشطة سمر بدوي، المعروفة بجهودها لإنهاء نظام “ولاية الرجل” وفي تحدي الحظر الذي كانت تفرضه السعودية على قيادة النساء للسيارات وقامت بإلغائِه مؤخرًا، وهي زوجة المحامِ المعارض المعتقل وليد أبو الخير، وشقيقة المدون رائف بدوي، المؤسس المشارك للشبكة الليبرالية السعودية والذي اعتُقل في 2012 وحكم عليه في مايو 2014 بالسجن عشرة أعوام وألف جلدة موزعة على 20 أسبوعًا. بالإضافة إلى نسيمة السادة، وهي ناشطة معروفة من مدينة القطيف الساحلية، عملت لفترة طويلة من أجل إلغاء نظام “ولاية الرجل” ورفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات.