لليوم الثالث على التوالي: عشرات الآلاف يتظاهرون في رومانيا احتجاجًا على الفساد وتدني الأجور

احتشد أمس الأحد عشرات الآلاف من المتظاهرين في العاصمة الرومانية بوخارست ومدنٍ أخرى، أبرزها سيبيو وتيميشوارا وكلوج نابوكا، لليوم الثالث على التوالي، احتجاجًا على الفساد والأجور المنخفضة، مطالبين بإقالة رئيسة الوزراء فيوريكا دانسيلا.
وقدَّرَت وسائل إعلام محلية عدد متظاهري أمس الأحد بحوالي 80 ألفًا، منهم 15 ألفًا على الأقل تظاهروا أمام مقر الحكومة في بوخارست، هاتفين “الفساد يقتلنا”، و”تسقط الحكومة”، و”العدالة وليس الفساد”.
وفي أول أيام المظاهرات، الجمعة الماضية، كانت قوات الشرطة قد اعتقلت 30 متظاهر واستخدمت القنابل المسيلة للدموع ومدافع المياه لتفرقة مسيرة ضخمة في وسط بوخارست، ما أدى إلى إصابة حوالي 450 متظاهر. ودَفَع عنف الشرطة بالمزيد من المشاركين في مظاهرات اليوم الثاني، السبت، التي احتشد فيها حوالي 40 ألف متظاهر بميدان النصر وسط العاصمة.
تأتي المظاهرات في أعقاب تغييراتٍ في القانون الجنائي، من شأنها تخفيف ملاحقة الفساد، مرَّرَها الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم عبر البرلمان في يونيو الماضي.
كانت موجاتٌ من المظاهرات قد اندلعت في فبراير من العام الماضي حين أقرَّت الحكومة آنذاك مرسومًا يقضي بإطلاق سراح العشرات من المسئولين المسجونين على خلفية قضايا تتعلَّق بالفساد. ووصلت المظاهرات ذروتها بمشاركة ما بلغ حوالي 150 ألف متظاهر.
تحتل رومانيا مرتبةً متأخرةً بالنسبة لباقي دول أوروبا في قائمة مدركات الفساد لمنظمة الشفافية الدولية، إذ جاءت في المركز رقم 49 من أصل 180 دولة في قائمة العام الماضي. ويصل فيها متوسط الأجر الشهري إلى 408 يورو، بحسب المكتب الإحصائي التابع للاتحاد الأوروبي، وهو ثالث أقل دخل شهري في أوروبا بعد ليتوانيا وبلغاريا، ما دَفَعَ بحوالي 4 مليون مواطن، في الدولة التي لا يتجاوز عدد سكانها 22 مليون نسمة، للسفر والعمل بالخارج خلال الـ15 عامًا الأخيرة.