ارتفاع حصيلة قتلى انتفاضة البصرة إلى 6 متظاهرين

قتلت قوات الأمن العراقية أمس الثلاثاء ثلاثة متظاهرين بمحافظة البصرة لترتفع بذلك حصيلة شهداء انتفاضة البصرة إلى 6 متظاهرين، منذ أن اندلعت المظاهرات في يوليو الماضي، جرَّاء إطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع.
واستمرت مظاهرات البصرة حتى ليلة أمس، رغم قرار السلطات العراقية بفرض حظر التجوال الشامل في عموم المحافظة. وفي تطوُّرٍ نوعي، انتقلت المظاهرات من الميادين والساحات الكبرى في وسط البصرة إلى الأحياء السكنية في مختلف أرجائها. وسيطر المتظاهرون على منطقة الكرمة، الواقعة إلى الشمال من مركز مدينة البصرة، بعد إلحاق الهزيمة بقوات الأمن، وأشعلوا النيران في مبنى المحافظة بكامله.
تتركَّز الهتافات والشعارات المرفوعة في المظاهرات على البطالة والفقر والتدني الشديد في الخدمات، علاوة على الفساد الذي يصل إلى معدلاتٍ قياسية في البلد الذي يُعَد ثاني أكبر مُصدِّر للبترول في العالم. وبينما يُشكِّل إنتاج البصرة وحدها 95% من إنتاج العراق للنفط الخام، تُعد المحافظة من أفقر المحافظات.
كانت المظاهرات قد بدأت في 8 يوليو الماضي في محافظة البصرة، وتوسَّعت عبر محافظات الجنوب (ذي قار، وميسان، وبابل، والديوانية، والسليمانية، وكربلاء)، وصولًا إلى العاصمة بغداد. وهاجَمَ المتظاهرون خلالها الكثير من المقرات الإدارية والمباني الحكومية، علاوة على مقرات حزب الدعوة الإسلامية، الذي يترأسه رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وتواصلت المظاهرات منذ ذلك الحين، صعودًا وهبوطًا، حتى تفجَّرت منذ أيام قليلة مرة أخرى في البصرة جرَّاء مقتل متظاهر وإصابة 14 آخرين على يد قوات الأمن.
ويعاني العراقيون، لاسيما سُكَّان البصرة، من تدني الخدمات، حيث ضعف منظومة الإمداد بالكهرباء والمياه. ووصل عدد المصابين بالتسمُّم بمياه الشرب، بسبب عدم تعقيمه وارتفاع نسبة ملوحته، إلى 18 ألف شخص، بحسب توثيق مفوضية حقوق الإنسان بالعراق، ما يُهدِّد بانتشار مرض الكوليرا.
ويطالب المتظاهرون أيضًا بوضع حدٍّ للفساد المستشري، إذ يُذكَر أن العراق حلَّ في العام الماضي في المركز 169 من بين 180 دولة على مؤشر مُدرَكات الفساد الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية.