غزة: “العودة الكبرى” و”الإرباك الليلي” صداع مستمر في رأس الاحتلال

تجدَّدت الفعاليات الليلية مساء الأربعاء في قطاع غزة، ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن إعلام الاحتلال الإسرائيلي أن 5 حرائق اندلعت في “غلاف قطاع غزة”، وهو ما يطلق على مستوطنات الاحتلال المتاخمة لحدود القطاع المُحاصَر، جراء سقوط بالونات حارقة أُطلقت من غزة.
ويقوم مئات الشباب الفلسطينيين، مؤخرًا، بالتجمع كل ليلة على امتداد الحدود بين قطاع غزة ومستوطنات الاحتلال في الشرق والشمال، ويقومون بـ”مُشاغلة” جنود جيش الاحتلال المتمركزين في ثكناتهم العسكرية، فيما بات يُعرف بفعاليات “وحدة الإرباك الليلي” وهي إضافة جديدة إلى عدة وحدات ظهرت خلال مسيرات العودة المستمرة، وأهمها “وحدة الكوشوك (الإطارات)، ووحدة الطائرات والبالونات الحارقة، ووحدة قص السلك، ووحدة المساندة” وغيرها من الوحدات العابرة للفصائل.
وتشهد مسيرة العودة منذ بدايتها في 30 مارس الماضي زخمًا شعبيًا واستحداث وسائل وأساليب جديدة في مواجهة قوات الاحتلال على امتداد السياج الأمني شرقي وشمالي القطاع. ويهدف المقاومون الفلسطينيون من خلال تنظيم الفعاليات الليلية إلى استنزاف جنود الاحتلال ومستوطنيه عبر إبقائهم في حالة استنفار وتأهب بشكل مستمر.
تبدأ الفعاليات كل ليلة بإشعال “وحدة الكوشوك” الإطارات المطاطية بهدف حجب الرؤية عن جنود الاحتلال، وتحت غطاء الدخان الكثيف وألعاب الليزر وعلى صدى الأغاني الثورية، يحاول المقاومون التسلل عبر السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وبقية فلسطين المحتلة، وقد نجحوا في ذلك عدة مرّات خلال الأسبوعين الأخيرين واشتبكوا عن قرب مع جنود الاحتلال.
وتشارك “وحدة قَص السلك” في فعاليات “الإرباك الليلي” بقوة؛ إذ نجح أفرادها مساء الأحد الماضي في قَصِّ أجزاءٍ كبيرةٍ من السياج الحدودي شرق البريج ومدينة غزة، وكذلك شرق جباليا شمالي القطاع. وردَّت قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز، ما أدى إلى إصابة شابين بالرصاص شرق مدينة غزة، وإصابة آخرين بالاختناق. وكانت الوحدة قد نجحت ليلة الخميس الماضي أيضًا في اختراق السياج الحدودي شرق خان يونس جنوبي القطاع، وذلك بالتزامن مع مواجهات اندلعت في عدة مواقع أخرى على امتداد “الشريط الحدودي”.
وفضلًا عن إشعال النيران والاشتباكات المتكررة، يقوم الفلسطينيون بتشغيل صافرات إنذار بشكل متكرر عبر مكبرات صوت موجودة داخل مخيمات العودة، وذلك بهدف إجبار جنود الاحتلال على البقاء في حالة استنفار وقلق، وإيهامهم والمستوطنون بأن صافرات الإنذار إنما تنطلق من المستوطنات وأن عليهم الاختباء.
وتواجه قوات الاحتلال فعاليات مسيرة العودة الكبرى منذ بدايتها بوحشية مفرطة، إذ استشهد حتى الآن أكثر من 195 فلسطينيًا فيما أصيب نحو 20 ألفًا آخرين. فيما تستمر فعاليات مسيرة العودة في الصمود ويُبدع الفلسطينيون في ابتكار أدوات عمل تمكنهم من مواصلة الضغط على الاحتلال ومن الحد من الخسائر بين صفوفهم في نفس الوقت.