بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

مظاهرات حاشدة في جامعات الجزائر ضد ترشُّح بوتفليقة لـ”عهدة خامسة”

خرج الآلاف من طلاب الجامعة في الجزائر اليوم الثلاثاء، في مظاهرات حاشدة ضد ترشُّح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل المقبل.

تجاهل الطلاب دعوات رئيس الوزراء أحمد أويحيي للمحتجين بأن “يعبروا عن رأيهم في صناديق الاقتراع” في يوم الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل القادم.

تجمَّع مئات الطلاب بوسط حرم الجامعة المركزية في العاصمة الجزائرية رافعين شعارات معارضة لاستمرار بوتفليقة في الحكم، في حين أحكمت قوات الشرطة طوقها الأمني على مدخل الجامعة، من أجل منع خروج الطلاب إلى الشارع.

ونظَّم طلاب جامعة العلوم التكنولوجية ببلدة باب الزوار، وجامعة بوزريعة، وكلية الإعلام والاتصال في العاصمة الجزائرية، وقفات احتجاجية أخرى للاحتجاج على الأمر نفسه.

خرج طلاب وأساتذة جامعة مدينة بجاية، شرقي الجزائر، في مظاهرة سلمية باتجاه مقر الولاية المحافظة، في حين تظاهر الآلاف بجامعة مدينة البويرة، والمئات بجامعة مدينة تيزي وزو.

ولمنع خروج الطلاب المحتجين خارج أسوار الجامعات، أغلقت قوات الأمن الجزائرية بإغلاق أبواب بعض الجامعات والكليات، وسط انتشار أمني كبير، بينما لم تُسجَّل مواجهات بين الطلاب المحتجين وأجهزة الأمن وفق المصادر الصحفية.

وتعتبر تظاهرات الطلاب اليوم في أغلب الجامعات الجزائرية امتدادًا لحركة واسعة من الاحتجاجات التي اجتاحت الشارع الجزائري على مدار الأيام الماضية للمطالبة بعدم ترشُّح بوتفليقة لولاية خامسة، إذ تولى بوتفليقة رئاسة الجزائر عام 1999 ولا يزال في منصبه حتى الآن ليصبح أطول رؤساء الجزائر حكمًا حكم لمدة 4 ولايات متتالية، ثم أعلن ترشُّحه للولاية الخامسة في 9 فبراير، رغم أنه لا يظهر إلا نادرًا للعموم على كرسي متحرك ولم يعد يلقي خطبًا منذ تعرُّضه لجلطة دماغية عام 2013.

بدأ الأمر بدعوةٍ مجهولة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، حثَّت الجزائريين على التظاهر ضد العهدة الخامسة يوم الجمعة 22 فبراير الماضي في كافة أرجاء البلاد، ولُبّي النداء بأغلب الولايات البالغ عددها 48 ولاية.

سار الرافضون لبقاء بوتفليقة في الحكم، بمختلف الشوارع الرئيسية لمدنهم، عقب صلاة الجمعة الماضية، وسُجِّلت أكبر الأعداد بعنَّابة، وبجاية، وجيجل، وسوق أهراس، ووهران، وتيارت غيليزان، وتلمسان مسقط رأس بوتفليقة، وغرداية، ورقلة وأدرار.

ويوم الأحد الماضي استجاب المتظاهرون لنداء حركة “مواطنة” المعارضة، بالتجمع حوالي منتصف النهار بأعداد صغيرة حوالى خمسين شخصًا، ثم أصبح الحشد يتزايد إلى أن بلغ عدة مئات، بالرغم من تدخُّل الشرطة لتفريقهم بالغاز المسيل للدموع، واحتلَّ المتظاهرون الشارع لعدة ساعات قبل أن يغادروه قرابة الساعة الخامسة، مما حدا بالشرطة لخفض أعداد وحداتها التي انتشرت بكثافة منذ الصباح الباكر مدعومة بمروحية جابت سماء وسط العاصمة.

وأكّد منسّق حركة مواطنة، سفيان جيلالي، أنّ 15 مسؤولًا في الحركة إضافة إلى “العشرات من الأشخاص” قد اعتُقِلوا.

وفي فرنسا خرج مئات الجزائريين للتظاهر في باريس مردِّدين شعار “لا للعهدة الخامسة” رافعين الأعلام الجزائرية ولافتات كتب عليها “سلطة قاتلة” و”ارحل أيها النظام”.

ويتوسع نطاق الحراك يومًا بعد يوم، إذ التحق به محامون نظموا وقفة احتجاجية بالعاصمة الاثنين، ووقَّع أساتذة جامعات عريضة يعلنون فيها دعمهم للاحتجاجات، في وقت تنتشر فيه دعواتٌ جديدة للتظاهر الشعبي الجمعة المقبلة.