إضرابات واحتجاجات واسعة النطاق في فرنسا

أنعشت المظاهرات والاحتجاجات في فرنسا يوم الجمعة الماضي المعركة من جديد ضد قانون إصلاح المعاشات. فبعد أكثر من خمسين يومًا من بدء المعركة ضد الرئيس الفرنسي ماكرون، لا يزال ملايين من العمال مستمرين في النضال.
جاءت احتجاجات يوم الجمعة الماضي، وهو اليوم السابع للحركة الشعبية، بعد تعليق الإضراب لأجلٍ غير مسمى بنظام النقل العام في باريس وضعف نسبة العمال المُضربين في شركة السكك الحديدية الوطنية. لكن يوم الجمعة، تضرر بشدة كل من نظام النقل العام في باريس وشبكات السكك الحديدية الوطنية.
انضم كلٌّ من الأساتذة والعاملين بالمستشفيات وعمال الموانئ وغيرهم إلى المسيرات. شارك في مسيرة باريس من 350 ألف إلى 400 ألف متظاهر تقريبًا، وتُعتَبَر هذه أكبر مسيرة إلى الآن.
وفي مدينة لوهافر الساحلية الشمالية، بدأت الاحتجاجات بحوالي 60 ألف متظاهر. وقطع عمال الكهرباء المحتجون التيار الكهربائي عن الشركات، مما يُعَد تحديًا وردًّا كافيًا على الحكومة الفرنسية.
في المقابل، انتقد الرئيس الفرنسي ماكرون ما أسماه بـ”أعمال العنف والتطرف”، فيما دعا إلى التعامل مع مرتكبيها بأقصى درجات الحزم.
وفي السياق نفسه، لم يكن للطلاب دورٌ كبيرٌ في الاحتجاجات، ولكنهم بدأوا في التواجد بشكل أكبر مع انتهاء موسم الامتحانات. وتزداد المبادرات المستقلة التي تتخذها مجموعاتٌ من العمال المضربين بوسائل النقل العام بباريس والسكك الحديدية، للضغط على الوزراء وقادة النقابات.
أكَّدَت ماري، وهي أستاذة جامعية مُشارِكة في الإضراب، لصحيفة “العامل الاشتراكي” البريطانية: “لقد ناضل الناس لفترات طويلة، وخاصةً بقطاع السكك الحديدية. فلا يمكننا الاستسلام الآن، لكن بعض قادة النقابات سوف يستسلمون، وآخرون لن يقاتلوا حتى النهاية”. وعبَّرت أيضًا عن مدى أهمية اتحاد المُضربين من النقابات المختلفة، وأضافت: “نحن بحاجة للمزيد من ذلك للحفاظ على روح حركة السترات الصفراء”.
يُعتَبَر قرار بعض أعضاء الاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل بتمزيق بطاقات عضويتهم بعد تراجع قادتهم عن النضال، إحدى علامات الهياج السياسي في قاعدة النقابات. أوضح فرانك، أحد العاملين الفنيين المشاركين بالتظاهرات، قائلًا: “المعركة ضد الاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل وماكرون، ما هي إلا نفس المعركة؛ لذلك سأتقدَّم باستقالتي من الاتحاد”. هناك أيضًا وعيٌ سياسي أوسع نطاقًا. فأحد أكثر الشعارات شعبية هي “مترو الأنفاق، العمل، ثم القبر.. لا”.
لكن السؤال الأهم الآن هو ماذا بعد ذلك؟ لقد تحقَّق الغرض من يوم الجمعة الفائت وكان ناجحًا، ولكن لا يمكن الاعتماد على هذا اليوم وحده، فلابد من أن تتبعه العديد من الاحتجاجات.
اُختير يوم الجمعة للتظاهرات لأنه شاهدٌ على التغييرات في قانون المعاشات التي قُدِّمَت إلى مجلس الوزراء، وهي الخطوة الأخيرة قبل عرضها على البرلمان في 17 فبراير المقبل. وقال إيف فيير، رئيس الاتحاد العام للعمال، للصحفيين قبل المسيرة في باريس: “لا زلنا صامدين ومستمرين، وأمامنا أسابيع وشهور من الاحتجاجات”.
كانت أربعة اتحادات نقابية وأربعة اتحادات طلابية قد أعلنت اليوم الأربعاء ثامن أيام الاحتجاجات.
– التقرير مُترجَم عن صحيفة “العامل الاشتراكي” البريطانية.