بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

عربي ودولي

الانتخابات الأمريكية:

الديمقراطيون يتَّحدون ضد المرشح اليساري بيرني ساندرز

أصبح من شبه المؤكد الآن أن جو بايدن سيكون هو مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية المُزمَع عقدها في نوفمبر المقبل. فاز بايدن بأربعة من أصل ستة انتخابات تمهيدية الأسبوع الفائت، بانتصاراتٍ حاسمة في ميشيغان وواشنطن وميسيسيبي وميسوري وأيداهو، في حين فاز بيرني ساندرز فقط في داكوتا الشمالية.

بهذه النتائج، جنبًا إلى جنبٍ مع نتائج ما سُمِّيَ بـ”الثلاثاء الكبير” 3 مارس الجاري، أصبح من السهل التنبؤ بمرشح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية. ومن المُرجَّح أن يتقدَّم بايدن أكثر إلى الصدارة بعد الانتخابات التمهيدية الأسبوع الجاري في أريزونا وفلوريدا وإلينوي وأوهايو.

لقد حطَّمَت المؤسسة الديمقراطية فرص ساندرز، خوفًا من أن يجذب التحدي الذي يجسِّده تأييدًا جماهيريًا. وقد مورِسَ ضغطٌ هائل على جميع المرشحين “التقليديين” الآخرين، مثل مايكل بلومبرج، وبيت بوتجيج، وإيمي كلوبوبشار، للانسحاب ودعم بايدن.

انتعشت حملة ساندرز بعد الركود الذي شهدته مؤخرًا. فالعديد من أولئك الذين يدعمون ساندرز لا يريدون التصويت لبايدن، لأنه يمثل الجانب الفاسد من الحزب الديمقراطي الذي تمرَّدوا ضده. لذلك، يستمر ساندرز في حملته هذا الأسبوع ، محاولًا كسب أرضية على حساب بايدن.

حين كان ساندرز في الصدارة، دعا إلى وحدة الحزب، قائلًا إن على جميع المرشحين ومؤيديهم دعم أيٍّ من كان سيُختار لمواجهة ترامب. قال: “بصرف النظر عمَّن سيفوز، سوف نتحد معًا ونهزم أخطر رئيس مرَّ على هذا البلد في عصره الحديث”. بدت تلك طريقةً جيدةً آنذاك لممارسة الضغط على أولئك الذين قالوا إنهم لن يدعموا ساندرز إذا فاز. لكن هذه الدعوة تدفع ساندرز الآن للوقوف في ظهر بايدن.

كانت جائحة كورونا هي الحدث الأبرز في المناظرة بين ساندرز وبايدن يوم الأحد الماضي، فقد كانت المناظرة خالية من الجمهور. وقرَّر ساندرز أن يلعب دور الشريك اللطيف بدلًا من دور الخصم اللدود.

إن التضييق الذي مارسه الديمقراطيون على ترشيح ساندرز يُثير الحاجة، على الأقل لدى البعض، إلى حزبٍ من نوعٍ مختلف. استُخدِمَ هاشتاج “DemExit#” على نطاقٍ واسع، وكانت أشهر التغريدات هي تلك التي كتبها نِك برانا، المنسق السياسي لحملة ساندرز في عام 2016، إذ غرَّد قائلًا: “حان الوقت لقبول الأمر كما هو. إن هزيمة ترامب بالنسبة للحزب الديمقراطي أمرٌ ثانوي مقارنةً بهزيمة التقدميين”.

الديمقراطيون الآن يواجهون ترامب بمجموعةٍ من مليارديرات وول ستريت. لعلَّ هذا تكرارٌ لحملة هيلاري كلينتون، وقد يكون له نفس النتائج المخيِّبة للآمال.

يعارض بايدن المساواة في النظام الصحي، وفي المناظرة الأخيرة استنكر طلب ساندرز لمساواة الجميع في الرعاية الصحية، مُستدلًا بالوضع القائم في إيطاليا، إذ لم توقف الرعاية الصحية الشاملة انتشار فيروس كورونا. وقال إن الشعب يريد “حلًّا لا ثورة” لأزمة جائحة كورونا.

كان بايدن قد ندَّد كذلك بـ”الصفقة الخضراء الجديدة” ومشروع قانون الجرائم لعام 1994 الذي أدى إلى حبس أعدادٍ هائلة من المواطنين السود، وكان أيضًا قد دَعَمَ حروب جورج بوش وتوني بلير في العراق وأفغانستان، ودعا مرارًا إلى إلحاق تخفيضات في نظام المعاشات. كلُّ هذا معروفٌ جيدًا، ومُحبطٌ للكثير من الناخبين.

– هذا التقرير مترجم عن صحيفة “العامل الاشتراكي” البريطانية