ضد العنصرية والقمع:
استمرار الاحتجاجات في غالبية الولايات الأمريكية.. ومظاهرات تضامنية في عدة دول

بعد مرور أكثر من أسبوع على مقتل جورج فلويد، يجتاح الحراك غالبية الولايات الأمريكية ضد العنصرية والاضطهاد. وانضمَّ الآلاف من الأمريكيين من الأصول الآسيوية والعربية منتفضين هم أيضًا ضد العنصرية التي تواجههم.
شهدت العاصمة واشنطن مظاهراتٍ عارمة اليومين الماضيين، وقد حاصر الآلاف من المتظاهرين البيت الأبيض مما دفع ترامب إلى الاختباء في مخبأ سري مساء يوم الأحد. لكن الموقف تطوَّر يوم الاثنين، فقبل دقائق من إلقاء ترامب خطابه، فوجئ المتظاهرون بدخول عشرات الحافلات المحملة بمئات الجنود من الشرطة العسكرية والجيش الأمريكي وانتشارهم بجانب قوات الشرطة، مما دفع المتظاهرين إلى رفع أيديهم للإشارة لسلميتهم، ولكن هذا لم يمنع فض المظاهرة باستخدام العنف الذي أدَّى إلى إصابة العشرات قبل لحظات من خطاب ترامب.
وجَّه ترامب بنشر القوات العسكرية لمواجهة المظاهرات، وهو ما لم يحدث منذ سنة 1807، قبل أن يتوجَّه بصحبة وزير الدفاع وبعض مسئوليه إلى الكنسية مرورًا بالشارع الذي احتشد فيه المتظاهرين ضده قبل دقائق، ورفع الإنجيل في لقطةٍ تعيد إلى الأذهان مشاهد القرون الوسطى. وقد شيَّدت الشرطة سورًا حديديًا حول البيت الأبيض وأغلقت الشوارع المحيطة به، ولكن حشود المتظاهرين أعادت فتحها.
تشهد الآن أكثر من 40 مدينة حظر للتجول ونشر أكثر من 20 ألف جندي من قوات الحرس الوطنى عبر قرابة 29 ولاية قد أعلنوا حالة الطوارئ، في محاولةٍ لقمع الاحتجاجات ولكن هذا لم يمنع تصاعد المظاهرات الغاضبة وكسر حظر التجول. وقد تعرض أكثر من 5 آلاف شخص للاعتقال –أُفرِجَ عن معظمهم- وأُصيب المئات وقُتِلَ 10 أشخاص على الأقل. بجانب تعرض عشرات الصحفيين والإعلاميين للمضايقات الأمنية والاستهداف أثناء تغطية المظاهرات، من بينهم الصحفية ليندا تيرادو التي فقدت إحدى عينيها أثناء تصوير الاحتجاجات إثر إصابتها بطلقة مطاطية. وقد شهدت مدينة فيلادلفيا تجمع لبعض اليمينيين المتطرفين المسلحين بجانب الشرطة لضرب المتظاهرين.
وشارك الآلاف في حول العالم في مظاهراتٍ تضامنية، إذ تجمَّع المتظاهرون في ميدان ترافلجار في العاصمة البريطانية لندن، قبل توجُّههم في مسيرة إلى السفارة الأمريكية، واحتشد آلاف المتظاهرين في العاصمة الفرنسية باريس في مظاهراتٍ غاضبة للتعبير عن رفض العنصرية في بلدهم، وكذلك تضامنًا مع جورج فلويد، فيما تطوَّرت الاحتجاجات إلى اشتباكاتٍ مع الشرطة عندما حاولت قمعها. هذا إلى جانب مظاهراتٍ في عدة دول أخرى، مثل ألمانيا وكندا.