بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

بيلاروسيا: الإضراب العام في مواجهة الديكتاتور

بيلاروسيا

دعت المعارضة البيلاروسية إلى الإضراب العام على مستوى البلاد إذا لم يتقدَّم الرئيس الحالي ألكساندر لوكاشينكو باستقالته قبل يوم 25 أكتوبر الجاري، وذلك بعد سماح السلطات يوم الإثنين الماضي، 12 أكتوبر، باستخدام الرصاص الحي في مواجهة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهرين.

بدأت الاحتجاجات عشرات الآلاف في العاصمة مينسك وعدة مدن في جميع أنحاء البلاد في أغسطس الماضي، عقب فوز لوكاشينكو، الذي يحكم بيلاروسيا منذ 26 عامًا، في الانتخابات الرئاسية الأخيرة المشكوك في صحة نتائجها. ويصف المتظاهرون نتائج الانتخابات بأنها مزورة على نطاق واسع من أجل بقاء الرئيس في السلطة.

استخدمت شرطة مكافحة الشغب الأساليب الوحشية ضد المتظاهرين منذ الحملة القمعية التي أعقبت الانتخابات مباشرة. واستخدمت كذلك خراطيم المياه والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق المسيرة الأخيرة في مينسك، وتعرَّض العديد من المتظاهرين للضرب بهراوات الشرطة مما أدَّى إلى إصابة العشرات منهم، فيما اعتُقِلَ المئات.

وكانت الشرطة قد أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع خلال مسيرة أخرى شارك فيها عدد كبير من المحتجين في سن التقاعد يوم الإثنين الماضي.

وفي سبتمبر الماضي، اعتُقِلَت أكثر من 200 امرأة خلال مظاهرة نسائية طالبت لوكاشينكو بالتنحي عن السلطة وذلك بعد أسبوع فقط من اعتقال 100 امرأة في مسيرة مماثلة. المسيرة التي تأتي بعد سلسلة من الاحتجاجات النسائية شاركت فيها نحو ألفي امرأة في عدة شوارع قبل أن تتدخَّل الشرطة. ومنعت قوات الأمن النساء من التقدُّم وبدأت في جرهن إلى عربات الشرطة، وسرعان ما اعتقلت مئاتٍ منهن. ومن بين الموقوفات نينا باجينسكايا، وهي ناشطة تبلغ من العمر 73 عامًا أصبحت واحدة من أشهر الوجوه في حركة الاحتجاج.

وأصدرت زعيمة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا، والتي خاضت الانتخابات الرئاسية الأخيرة ضد لوكاشينكو، بيانًا قالت فيه: “في 26 أكتوبر، ستبدأ جميع الشركات إضرابًا، وسيتم إغلاق جميع الطرق، ولن يكون للمتاجر المملوكة للدولة أي مبيعات”. وواصلت تيخانوفسكايا: “كلُّ من لا ينحاز إلى جانب الشعب هو شريكٌ في الإرهاب. اعلن علانية أنك لم تعد تدعم النظام”. يُذكَر أن تيخانوفسكايا، والتي وُضِعَت مؤخرًا على قائمة المطلوبين في روسيا وبيلاروسيا، تعيش في ليتوانيا منذ أغسطس الماضي بعدما أُجبِرَت على مغادرة البلاد، فيما يقبع زوجها سيرغي تيخانوفسكايا خلف القضبان لمنعه من مواجهة لوكاشينكو في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قبل أن تحل تيخانوفسكايا محل زوجها.

تولَّى لوكاشينكو رئاسة بيلاروسيا عام 1994 بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وحاول أن يُظهِر نفسه في صورة الزعيم القومي الذي يضمن الاستقرار ويدافع عن بلاده ضد النفوذ الأجنبي. حافظ لوكاشينكو على سيطرة الدولة على قطاع التصنيع، فيما حافظت القنوات الإعلامية الرئيسية على ولائها للحكومة. ومنحته هذه العوامل -حتى الآن- دعمًا راسخًا وقويًا، مع أن الانتخابات في عهده لم تعتبر قط حرةً أو نزيهة. وفي الأشهر الأخيرة ازداد الاستياء الشعبي من انتشار الفساد والفقر وغياب الفرص وانخفاض الأجور. لكن هذا الوضع تعقَّد أكثر بفعل أزمة فيروس كورونا الذي اقترح لوكاشينكو محاربته بالفودكا وحمامات الساونا والعمل الجاد!

وفي الانتخابات الرئاسية الأخيرة أعلن لوكاشينكو فوزه بنسبة 80% من الأصوات، بينما حصلت تيخانوفسكايا على حوالي 10% فقط من الأصوات، مما أدى إلى انفجار مشاعر الغضب على ما بدا تلاعبًا وقحًا بالنتائج إلى الشوارع.