بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

معركة جديدة لعمال شركة أمازون من أجل تشكيل نقابة

عمال أمازون

قام عمال مخازن شركة أمازون في مدينة بيسمير بولاية ألاباما الأمريكية بأكبر محاولة حتى الآن في تاريخ الشركة تهدف إلى إنشاء أول نقابة للعمال بالشركة في الولايات المتحدة الأمريكية. تُعد تلك المحاولة هي الأولى منذ 2014 بعد محاولة فنيي التصليحات في مخازن الشركة بولاية ديلاوير الحصول على عدد كافٍ من الأصوات لتشكيل نقابة في الشركة التي تأسَّسَت منذ نحو 27 عامًا.

تواصل العمال مع اتحاد العاملين بالبيع بالتجزئة للبدء في تشكيل نقابة عمالية للعاملين بمخازن الشركة، في ولاية ألاباما، إحدى أكثر الولايات المحافظة والتي لها تاريخ طويل من العنصرية. نجح الاتحاد، في نوفمبر الماضي، في الحصول على الحد الأدنى من بطاقات التفويض النقابي من عمال بيسمير والمطلوب لإجراء تصويت على إنشاء النقابة.

تخشى الشركة، التي يُقدَّر رأسمالها بحوالي 1.69 تريليون دولار، من محاولات تنظيم عمالها لأنفسهم للدفاع عن حقوقهم، ومن المعروف عنها تصديها بقوة لعدة محاولات سابقة وصلت إلى الفصل من العمل. لذا لم تقف الشركة مكتوفة الأيدى أمام محاولة عمال ألاباما تكوين نقابة عمالية. حاولت الشركة في البداية الضغط لإجراء التصويت بشكل شخصي في ساحة انتظار السيارات، وهي الخطوة التي وصفها نقابيون بأنها محاولة لترهيب العاملين قبل أن يتم إلغاءها واعتماد التصويت عن طريق البريد لتجنب مخاوف انتشار فيروس كورونا.

طلبت الشركة من خدمة البريد الأمريكية، بعد اعتماد التصويت بالبريد، وضع صندوق بريد في نفس المكان، وطالبت العاملين بالتصويت بلا. وقال عدة عمال إن رسائل دعائية تدعو للتصويت بلا تم وضعها على الجدران وفي غرف الاستراحة وحتى في دورات المياه. كما تم دعوة العمال إلى اجتماعات إلزامية لتحريضهم على عدم مساندة جهود إنشاء النقابة وتلقى العمال الرسائل بشكل يومي من المديرين.

أنشأت الشركة موقعًا إلكترونيًا لإحباط العمال، واقترحت عليهم إنفاق الرسوم النقابية على اللوازم المدرسية والهدايا، كما نشرت شائعات بين العمال عن احتمالية إغلاق المنشأة وخسارة العمال لوظائفهم.

لم يُكلَّل مجهود العمال بالنجاح بعد عدم قدرتهم على حصد أصوات كافية لصالح تأسيس النقابة في التصويت الذي أُجري مطلع الشهر الحالي، إلا أن تلك المحاولة كانت الأكبر في تاريخ الشركة، وسوف تفتح الباب لتشجيع مزيد من العمال على تحمل المخاطر ومحاولة التنظيم، وهو ما أعلن عنه اتحاد العاملين بالتجزئة بالفعل، حيث تواصل ما يزيد عن ألف عامل من عدة مخازن مختلفة بالشركة مع الاتحاد وأبدوا تحمسهم لاتخاذ الخطوات الأولى.

جاءت المحاولة وسط أكبر ارتفاع لتأييد النقابات تشهده أمريكا خلال العقدين الأخيرين، ووسط الزخم الذي تحظى به حركات مثل “حياة السود مهمة” والتي كانت حافزًا لبدء المحاولة، خاصة بعد إعلان جيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون وأغنى رجل في العالم (تبلغ ثروته 177 مليار دولار)، التبرع للحركة في نفس الوقت الذي يعاني فيه العمال، الذين يمثل ذوي البشرة السمراء 75% منهم، من أوضاع صعبة، مما سيعطي فرصةً أكبر للمحاولات القادمة في الحصول على دعم مجتمعي أوسع.

سلطت المحاولة، أيضًا، الضوء على عدد من الانتهاكات التي تحدث في الشركة بحق العمال. يضطر العاملون بمخازن الشركة للعمل لفترات طويلة بدون الحصول على استراحات كافية، حيث يحصل العمال على فترتيّ استراحة لمدة 30 دقيقة للفترة الواحدة في مناوبة عمل من 10 ساعات، يضيع أغلبها في الذهاب إلى دورات المياه والعودة منها. وتحولت عدة مخازن للشركة نتيجة عدم توقف العمل أثناء الجائحة إلى بؤرٍ لانتشار فيروس كورونا، واعترفت الشركة، نوفمبر الماضي، بأن نتائج اختبارات ما يقرب من 20 ألف عامل منذ بداية الجائحة كانت إيجابية، بينما يظل رقم الوفيات غير معروف.

تستمر كل هذه المعاناة التي يعيشها عمال أمازون، وحرمانهم من تأسيس نقابة تدافع عن حقوقهم، بينما تتربَّع الشركة على عرش المستفيدين من جائحة كورونا نتيجة تزايد الإقبال على التسوُّق الإلكتروني، إذ شهدت الشركة في 2020 ارتفاعًا في إيراداتها بنسبة 38% لتبلغ 386.1 مليار دولار، مقابل 280.5 مليار دولار في 2019.