بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

عشرات الآلاف يشاركون في احتجاجاتٍ معارضة في روسيا

احتجاجات روسية ضد بوتين

شارك عشرات الآلاف، أول أمس الأربعاء، في احتجاجاتٍ معارضة بعدة مدن روسية للمطالبة بإطلاق سراح المعارض أليكسي نافالني، الذي بدأ إضرابًا عن الطعام داخل السجن منذ عدة أسابيع.

استخدمت قوات الأمن العنف المفرط، وقنابل الغاز، لتفريق الاحتجاجات السلمية التي اندلعت في موسكو، وسان بطرسبورج، وعدة مدن روسية أخرى واعتقلت ما يصل إلى 1700 متظاهر.

جاءت الاحتجاجات استجابةًَ لدعوة فريق نافالني، بعد نقله إلى مستشفى تابع للسجن لتدهور حالته الصحية نتيجة دخوله في إضرابٍ عن الطعام منذ عدة أسابيع وتحذير أطباء من احتمالية تعرضه لأزمة قلبية أو فشل في وظائف الكبد.

يُذكر أن نافالني قد حُكِمَ عليه بالسجن لمدة عامين، في فبراير الماضي، بعد عودته إلى روسيا بتهمة انتهاك الإفراج المشروط، وهو الحكم الذي وصفه نافالني أنه لدوافع سياسية خاصة بعد ظهور نافالني في الآونة الأخيرة كشخصية معارضة لبوتين.

ويواجه نظام بوتين أزمة في ظل الاحتجاجات الواسعة التي تشهدها روسيا، وكان آخرها فبراير الماضي، نتيجةً لتزايد الفقر وعدم المساواة وغياب الديمقراطية وانتهاكات حقوق الإنسان.

في الوقت نفسه يعاني المواطن الروسي من ارتفاع معدلات البطالة، وتفشي فيروس كورونا في ظل رعاية صحية غير كافية، ومعدلات أجور تهبط باستمرار. وإذا حاول الاعتراض أو الاحتجاج على تلك الأوضاع، يُواجَه بقمعٍ شديد. وفي ظل تراجع شعبية بوتين، مُرِّرَت عدة قوانين العام الماضي لمواجهة أي حملاتٍ تُطلَق على الإنترنت، ولمزيدٍ من تقييد الاحتجاج ومنح قوات الأمن صلاحيات إضافية.

جاء ظهور نافالني في الآونة الأخيرة كشخصية مركزية لمعارضة بوتين بسبب الصراع داخل الطبقة الحاكمة الروسية، حيث مرَّ نافالني بتغيراتٍ سياسية عديدة. في البداية، ظهر بتوجهٍ نيوليبرالي تقليدي ثم أعاد اكتشاف نفسه في التيار القومي الروسي. ولكن محاولة بناء قاعدة جماهيرية من خلال القومية والعنصرية لم تلقى نجاحًا، فاتجه نافالني لاستغلال رواج الأفكار اليسارية وتبنى أفكار مطاطية مثل “مقاومة الفساد” للترويج لنفسه، كما تبنى قضايا مثل أجور أعلى لعمال الدولة ومعاشات أفضل للجميع.

يوصَف نافالني في بعض الأوقات بأنه دميةٌ للغرب، وبالتأكيد استغل جو بايدن احتجاجات فبراير ليشير إلى نهجٍ أكثر حدة إزاء روسيا، وسارعت وزارة الخارجية الأمريكية وقتها إلى إدانة الهجمات على أنصار نافالني.