كارثة وباء كورونا في الهند.. الأرباح أولًا

سجلت الهند 400 ألف إصابة جديدة في يوم واحد لتصبح صاحبة أعلى معدل إصابات يومية على مستوى العالم منذ بداية الجائحة. يأتي هذا في الوقت الذي تعاني فيه الهند من كارثة إنسانية حيث تعاني المستشفيات من نقص الأكسجين، وعدم وجود أماكن للحالات الجديدة.
لم تستجب حكومة مودي، اليمينية المتطرِّفة، لتحذيرات الموجة الثانية من الوباء، ولم تقم بالاستعداد لها سواء بدعم القطاع الصحي الذي يعاني من أوضاع سيئة أو تقديم دعم اجتماعي لملايين الهنود تحسبًا لفرض إغلاق شامل من جديد. على العكس من ذلك، نظَّم الحزب الحاكم بعمل مسيرات تأييد واسعة، أبريل الماضي، وصفها مودي نفسه أنها الأكبر على الإطلاق، في نفس اليوم الذي سجلت فيه الهند أكثر من 261 ألف إصابة جديدة. ولم تكتف حكومة مودي بذلك، ولكن شجعت على التجمع بأعداد كبيرة احتفالًا بالأعياد الدينية الهندوسية.
ادعى الحزب الحاكم أن الوباء قد انتهى، وأن الهند استطاعت التغلب على فيروس كورونا تحت “القيادة الحكيمة” لمودي وذلك بعد تباطؤ معدل الإصابات في فبراير الماضي. وبعد تسجيل 18 ألف إصابة جديدة بداية مارس الماضي، ظل وزير الصحة يصر على أن الوباء قد انتهى، وحتى عندما عاد معدل الإصابات للارتفاع في نهاية مارس بعد تسجيل 81 ألف إصابة جدية، ظلت التصريحات الرسمية بأن الوضع تحت السيطرة.
اكتفت حكومة مودي اليمينية بتقليل تصدير اللقاحات المصنعة في الهند، بعد تصدير أكثر من 66 مليون جرعة، كان أكثر من نصفها صادرات تجارية حسب إحصائيات وزارة الشؤون الخارجية، في الوقت الذي تلقى أقل من 10% من السكان اللقاح حتى الآن وسط صعوبات بالغة تواجه برنامج التطعيم الهندي لعدم توافر جرعات كافية. يذكر أن صادرات الهند من اللقاح قد وصلت تقريبًا إلى ثلثي إنتاجها من اللقاح في مارس الماضي.
كانت كل التوقعات تؤكد أن كارثة تلوح في الأفق، لكن حكومة مودي أصرت أن تغض الطرف ودافع مودي، الشهر الماضي، عن معارضته لفرض إغلاق كامل على مستوى البلاد مثلما حدث في الموجة الأولى، واقترح أن يكون الإغلاق بشكل محدود في الأماكن الأكثر إثارة للقلق مع ترك الأمر لحكومات الولايات بتحديد متى وكيف يتم تنفيذ تلك الإجراءات.
ومع إجراء الانتخابات التشريعية في عدة ولايات، الشهر الماضي، واصل الحزب الحاكم تنظيم المسيرات، والتي دافع عنها المتحدث الرسمي باسم الحزب بأن لجنة الانتخابات سمحت بإجراء الفعاليات الانتخابية. كما سُمِحَ بإجراء مباريات الكريكت الدولية والتي حضرها آلاف المشجعين.