لا للحرب.. لا لبرهان.. لا لحميدتي

يدخل الصراع بين البرهان وحميدتي أسبوعه الحادي عشر، وسط تصاعد للإشتباكات العنيفة جنوب الخرطوم حول مقر قوات الإحتياطي المركزي التابعة للشرطة، يتصاعد القتال مُخلفاً نحو 25 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
لا يتجاوز الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلا صراع على السٌلطة والثروة، فالجيش السوداني هو الذي قمع المظاهرات الشعبية ويده ملطخة بدماء الشهداء بعد مجازر فضه للإعتصامات، أما ميليشيا الدعم السريع فجرائم الحرب في دارفور لا تزال شاهدةً على همجية وإرهاب هذه الميليشيا، ولا تتعدى خطابات الطرفان عن الديمقراطية والوطن وحقن الدماء إلا مجرد “مكلمة”، بينما في الحقيقية يختلف الطرفان على النفوذ تماماً مثل مجموعة لصوص اختلفوا عند توزيع السرقات ويفكر كلا منهما في إزاحة الآخر.
البرهان وحميدتي هما أكبر محتكرو السلطة والثورة ولآلة العنف والقتل في السودان، ولا يريد كل طرف منهما سوى إحتكار هذه الإمتيازات لنفسه، ولكن أفراد الجيش السوداني وكذلك أفراد الدعم السريع لا يتمتعون بإمتيازات البرهان أو حميدتي، بل إن أوضاع الجنود وصغار الضباط بالجيش السوداني والكثير من أفراد الدعم السريع على النقيض تماماُ، وعلى الشعب السوداني وقوى الثورة دعوتهم للانشقاق عن طرفي الإرهاب، حينها لن يكون البرهان وحميدتي والطبقة المحيطة بهم سوى مجموعة من المجرمين.
لامكان للحياد في تلك المعركة، بل إن معادة كلا الطرفين هو انحياز للثورة السودانية التي تنادي بالمساواة بين كل السودانيين بصرف النظر عن النوع أو الدين أو القبيلة وبتوزيع عادل للثروة وتداول السُلطة، هذا هو التهديد الحقيقي للبرهان وحميدتي، وعند هذه النقطة يقف الطرفان كحليفان ضد الشعب السوداني.
يشير الصراع الدائر حالياً في السودان إلى درس قدمته الكثير من الثورات، فعند نجاح الثورة في إسقاط رأس النظام يجب استكمال الثورة حتى يتم إسقاط النظام القديم لا مشاركته في الحكم، على الثوريين دائماً أن يختاروا موقفهم المبدئي بالإطاحة بالنظام القديم، فلم يجني السودان بعد تحالف قوى الحرية والتغيير مع العسكر في السودان حقناً للدماء إلا ما نشهده اليوم من قتل للأبرياء وجُثث تعفنت في الشوارع.
لا للحرب وافتحوا المعابر أمام الشعب السوداني فمن حقه العيش بأمان وكرامة