بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

الخُبز رهين المعارك العسكرية بين روسيا وأوكرانيا

في يوليو من العام الماضي وقعت روسيا وأوكرانيا مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب برعاية الأمم المتحدة بوساطة تركية ، وتهدف المبادرة إلى ضمان عبور شحنات الحبوب الأوكرانية التي كانت عالقة في الموانئ بسبب الحرب. هذا وينص اتفاق تصدير الحبوب “مبادرة البحر الأسود” على تصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود وهي أوديسا وبيفديني وتشورنومورسك عبر أحد الممرات نحو إسطنبول حيث تخضع السفن من وإلى أوكرانيا إلى عملية تفتيش بقاعدة تركية من جانب مفتشين من الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا وتركيا، ينص الاتفاق في المقابل أيضا على إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية وهو مالم يتحقق عملياً، حيث تعرقل العقوبات الغربية المفروضة على روسيا ذلك.

روسيا أعلنت يوم الإثنين الماضي انسحابها من اتفاق الحبوب عبر البحر الأسود، وجاء القرار الروسي عقب هجوم بالمسيرات البحرية شنته أوكرانيا على جسر القرم الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم وتبرز أهميته كخط إمداد رئيسي للقوات الروسية في أوكرانيا. وردت روسيا على الهجوم الأوكراني ليلة الاثنين الماضي حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن شن هجوم واسع على مدينة أوديسا الأوكرانية مستهدفةً مخازن للذخيرة، إلا أن الهجوم الروسي تسبب في تدمير 60 ألف طن من الحبوب بميناء أوديسا كان مقرراً أن يتم تصديرها بحسب ما نقلته “رويترز” عن وزير الزراعة الأوكراني.

تُعد أوكرانيا واحدة من أكبر موردي الحبوب، حيث يعتمد 400 مليون شخص حول العالم على الحبوب الأوكرانية وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، وبدون اتفاق على السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية ستكون ملايين الأطنان من الحبوب معرضة للتعفن داخل الصوامع الأوكرانية، فالبديل لتصدير هذه الحبوب عبر الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود هو نقل هذه الحبوب براُ عبر دول شرق الإتحاد الأوروبي، وبالرغم من أن أوكرانيا صدرت كميات من الحبوب بهذه الطريقة ألا أنها لا يمكن أن تكون بديلاً عمليا عن الموانئ، فضلاً عن أن انهيار اتفاق الحبوب قد يُبدد كل الطرق لنقل الحبوب الأوكرانية على إثر توقف شركات الشحن عن العمل في منطقة الحرب.

تدفع الإنسانية والفقراء خاصةً ثمن التنافس الإمبريالي بين الدول الكبرى على النفوذ السياسي والاقتصادي. الصراع الذي يشير إلى الوجه الحقيقي للرأسمالية والذي قد يتطور إلى حرب عالمية ثالثة، هذا الصراع الذي كانت من نتيجته أن تكون صوامع الحبوب وغذاء العالم تحت القصف فضلاً عن تشريد الآلاف من بلدانهم، ولا مخرج من هذه الكوارث التي تهدد العالم إلا بوحدة الطبقة العاملة والمضطهدين في العالم لنقف جميعاً في وجه هذا المصير الذي تقودنا إليه الرأسمالية، وعلى قوى اليسار في العالم أن تناهض هذه الحرب.