بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

انقلاب الجابون الشعب يهتف ضد فرنسا والعسكر يبحثون عن مستعمر جديد

أعلن عسكريون في الجابون، صباح اليوم الأربعاء، إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية، التي وصفوها ب”الباطلة المفتقرة إلى المصداقية”، حيث ظهر ضباط بالجيش الجابوني على قناة “جابون 24″، يتحدثون باسم لجنة المرحلة الانتقالية المُمثلة لجميع قوات الأمن والدفاع، مُعلنيين استيلائهم على السُلطة.

أعلن الضباط المنقلبون حل مؤسسات الدولة وإغلاق الحدود حتى إشعار آخر، وسُمعت أصوات إطلاق النار من أسلحة أوتوماتيكية في العاصمة الجابونية “ليبرفيل”، بحسب وكالة الأخبار “فرانس برس”.

أعلنت نتائج الانتخابات الرئاسية في الجابون، السبت الماضي، فوز الرئيس “بونغو”، الذي يحكم الجابون مُنذ 14 عاماً، بولاية ثالثة، بعد حصوله على نسبة 64.27% من الأصوات، حسبما أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات بالجابون.

واتهمت المعارضة في الجابون الرئيس بونغو بتزوير نتائج الانتخابات، فضلاً عما شاب عملية الانتخابات من تزوير، مُطالبةً بإعلان “أوندو أوسا” فائزاً في الانتخابات، وهو المُنافس الرئيسي لبونغو، والذي حصل على30.77% من الأصوات، بحسب ما أعلنته هيئة الانتخابات الجابونية.

من جانبه قال منسق السياسية الخارجية بالاتحاد الأوروبي “جوزيب بوريل” إن ما يحدث في غرب إفريقيا مشكلة كبيرة لأوروبا، فيما علقت شركة التعدين الفرنسية “إراميت” عملياتها في الجابون، بعد الإعلان عن الانقلاب، بحسب وكالة الأنباء “رويترز”.

شهدت الجابون انقلابا فاشلا عام 2019، بينما يأتي انقلاب 2023 في ظل أزمة انقلاب آخر في النيجر، حيث فشلت جميع المبادرات الدبلوماسية، والتي كانت آخرها مبادرة الجزائر أمس الثلاثاء، في الوصول إلى حلول لها حتى لا تصل الأمور إلى الحرب.

يأتي الانقلاب الأخير في الجابون وسط احتفالات شعبية تعم الشوارع، مدفوعةً بكره فرنسا الاستعمارية وممثلها في السلطة الديكتاتور بونغو، ولكن هناك تخوفات من أن يسلم العسكر ثروات الجابون لمُستعمر آخر.

لا نزال في الساعات الأولى من الانقلاب، ومن المُبكر الجزم بنجاح الانقلاب أو فشله، ولا تزال فرنسا تتابع الوضع عن كثب، كما قالت وزيرة خارجيتها، ولكن من المؤكد أن التواجد الغربي الفرنسي في غرب إفريقيا أصبح على المحك.

لا تختلف الغابون كثيراً عن دول غرب إفريقيا، فالاستعمار لا يزال يسيطر على موارد القارة وثرواتها الطبيعية، ففي حين يُعاني شعب الجابون من الفقر المُدقع وتردي البنية التحتية، تعد الجابون الغنية بالنفط واليورانيوم بلداً مُهماً لفرنسا، بالإضافة إلى سيطرة الشركات الفرنسية على ثروات الجابون، وهو ما يستدعي دائما سيطرة فرنسا على السلطة في الجابون لسرقة ثرواتها، فمن المستحيل أن يتم تنصيب أي رئيس للجابون إلا بموافقة فرنسا نفسها، هكذا حكم الرئيس الحالي علي بونغو خلفاً لوالده الذي حكم الجابون لأكثر من 40 عاماً.