بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

ولاتزال السويداء ثائرة

حشود غير مسبوقة تصل الجمعة الماضية إلى ساحة الاعتصام، ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء من مختلف قرى وبلدات الجبل، والهتافات تعلو للمطالبة بإسقاط النظام “الشعب يريد إسقاط النظام” بحسب مراسل السويداء 24.

واستمرار توافد المحتجين الى الساحة بحسب بيانات مراسل الراصد بجو من الحماسة وبالتزامن مع رفع لافتات تطالب بالتغيير السلمي والانتقال السياسي في البلاد والمطالبة بتطبيق القرار الأممي 2254 والإفراج عن المعتقلين في سجون نظام الأسد.

منذ اليوم الأول لاحتجاجات السويداء، التي تحوّلت إلى حالة عصيان مدني؛ السلطات الأمنية انكفأت داخل مراكزها، وسحبت عناصرها من بعض النقاط والحواجز الصغيرة، إلى ثكناتهم الرئيسية. كما غابت المظاهر الأمنية عن شوارع وساحات السويداء، منذ بداية الاحتجاجات الشعبية في يوم الأحد من الأسبوع الفائت، ولم تُسجل أي حالة احتكاك مباشر بين الأهالي وقوى الأمن. ومع ذلك، وصل تعميم استنفار لكل المراكز الأمنية والعسكرية، ومُنع منح الإجازات للعناصر، وفق مصدر خاص. مراسل السويداء 24 أكد انسحاب عناصر الجيش السوري من بعض النقاط والحواجز داخل محافظة السويداء، منها حاجز ولغا غربي السويداء، وحاجز ظهر الجبل شرقها، ونقطة وادي المظلم في حرش الرحا. هذه النقاط التي انسحبت، كان وجودها شكليّاً، وعدد عناصرها محدوداً. بالمقابل، عززت السلطات بعض المواقع الأمنية والعسكرية داخل المحافظة، عبر قوّات عسكرية وصلت بشكل متفرق، من الفيلق الأول خلال الأيام الماضية.

ولوحظ إنشاء سواتر ترابية في بعض النقاط، مثل كتيبة الكفر. وأشار المصدر إلى توجيهات وردت من دمشق للأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، بالالتزام داخل مراكزهم، واستخدام القوّة فقط في حال تعرّض هذه المراكز للهجوم. وأضاف المصدر، أن الاتصالات لم تنقطع بين دمشق والقيادات الدينية والمجتمعية في السويداء، بحثاً عن التهدئة، وفق قوله.

مع ذلك، أثارت هذه الإجراءات قلقاً في الشارع المنتفض للمطالبة بالتغيير السياسي، فالعقلية الأمنية التي تنتهجها السلطات “لا يمكن الوثوق بها”، بحسب رأي أحد المشاركين في الاحتجاجات. واعتبر أن السلطات “تُفاجئنا دائماً بتكتيكاتها القمعية”، سواء كانت بأساليب مباشرة أو غير مباشرة. وشهدت مدينة شهبا شمالي السويداء الأربعاء الماضي توتراً، على إثر إطلاق نار بالهواء من عناصر حاجز شهبا، بهدف تفريق مجموعة من المحتجين كانوا يحاولون إزالة صورة لبشار الأسد، على مقربة من الحاجز. ونجح وجهاء شهبا في تدارك الحادثة، ومنع أي ردة فعل من الأهالي ضد الحاجز. يذكر أن منظمي الاحتجاجات الشعبية في السويداء، متمسكون في الحفاظ على طابعها السلمي، وفق بياناتهم اليومية وهتافاتهم في الساحات والشوارع. ويبدو أن دمشق تدرك تماماً، أن أي رد فعل قمعي منها على الاحتجاجات واسعة النطاق، سيؤدي إلى دخول المحافظة في دوامة عنف غير مسبوقة.

انتفاضة الشعب السوري العظيم من السويداء تعلن ان وقت رحيل نظام الأسد الإجرامي قد حان وإنه لن يستطيع كسر إرادة هذا الشعب وآن الأوان لتسليم السلطة لحكومة انتقالية تمهد الطريق نحو الديمقراطية وتوقف القتل والتدمير والدم لهذا البلد وتذكر أن مصلحة سوريا فوق أي اعتبار وشعبها العظيم سينتصر عاجلا أم آجلا فقد قرر ولن يتراجع.

وقد أصدرت حركة 10 آب (أغسطس) بيانا قالت فيه “أن الشعب السوري لن يقبل بأي احتلال أو وصاية خارجية، ولن نسمح للمتطرفين باختطاف حياته، نريد سوريا دولة مواطنة كريمة، دولة قانون وعدالة اجتماعية ومساواة. نريد ان يشفي جراحه ونحقن دماءه، ونريد أن يخرج كل معتقلينا “ويضيف البيان أن هدفنا هو العمل على معرفة مصير جميع المعتقلين والمطالبة بهم والقضاء على الطائفية والعنصرية عبر تكريس مفهوم وحدة المصير والعمل على توفير بيئة أمنة لعودة جميع أهلنا المهجرين وإنهاء معاناتهم بالمخيمات والعمل على محاسبة مجرمي الحرب من جميع أطراف الأزمة السورية والدفع باتجاه تطبيق القرار الأممي 2254 بأسرع وقت.

لكن ما هو القرار الاممي 2254 الذي تطالب الاحتجاجات في السويداء وبقية أطياف المعارضة بتطبيقه؟
القرار صدر في عام 2015 م ووافق عليه بالإجماع أعضاء مجلس الامن بما فيهم روسيا والصين. ويتضمن القرار النقاط التالية باختصار:
1. تتمسك الأمم المتحدة والدول الأعضاء باستقلال سوريا، وسيادتها، وسلامة أراضيها، ووحدتها.
2. تطالب الأمم المتحدة أفراد وقيادات المجالس المحلية والدينية بحماية المدنيين.
3. تحميل سلطة دمشق المسؤولية الكاملة عن سلامة الشعب السوري على اختلاف توجهاته وأطيافه.
4. التأكيد على أن الحل الوحيد المستدام للأزمة السورية هو عملية سياسي.
5. العملية السياسية تهدف إلى تأسيس هيئة حكم انتقالية ذات سلطة تنفيذية كاملة تتمتع بالمصداقية وتشمل جميع السوريين. تضمن هذه الهيئة استمرار حكم القانون واستمرار عمل المؤسسات الحكومية الإدارية.
6. بعد تشكيل هيئة حكم انتقالية سيتم صياغة دستور جديد ومن ثم إجراء انتخابات حرة نزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة.
7. تشجع الأمم المتحدة على استمرار محادثات فيينا للسلام.
8. الالتزام بمبادئ محادثات فيينا ومنها:
٠ وحدة وسلامة الأراضي السورية.
٠ سيادة واستقلال سوريا.
٠ الحفاظ على هوية سوريا كدولة علمانية غير طائفية.
٠ حماية حقوق جميع السوريين.
٠ ضمان وصول المساعدات الانسانية إلى جميع أنحاء سوريا.
9. جمع أكبر قدر ممكن من أطياف المعارضة السورية التي نالت ثقة الشعب السوري لتشكل فريق مفاوض ضمن العملية السياسية.
10. التأكيد أن الشعب السوري هو وحده من سيقرر مستقبل سوريا.
11. الإفراج عن المعتقلين بشكل تعسفي لدى كل أطراف الأزمة السورية.
12. وقف كل الهجمات ضد المدنيين والمنشآت المدنية.
13. تهيئة الظروف للعودة الآمنة والطوعية للاجئين السوريين وإعادة تأهيل المناطق المتضررة.
14. تشجع الأمم المتحدة المرأة السورية على المشاركة في العملية السياسية.
ونحن من هنا ندعم كل المطالب لإخراج هذا الشعب من محنته…عاش كفاح الشعب السوري.
لا للذل
لا للسلاح
لا للدم
لا للتقسيم
الشعب السوري واحد