بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

ليلة الكفاح المُسلح لتحرير فلسطين

وسط الحصار الذي تفرضه سلطة النظام علينا هنا في مصر، والمُمتد إلى معبر رفح حيث قطاع غزة، تابعنا وقلوبنا تكاد أن تنخلع المعارك الجارية في قطاع غزة منذ مساء أمس وحتى الصباح. اشتباكات مُسلحة هي الأعنف بين المقاومة الفلسطينية وجيش العدو الصهيوني، منذ إعلان الاحتلال بدء عمليته العسكرية في قطاع غزة. تقدم جيش الإحتلال في عدة محاور بالقطاع خلال فترة النهار أمس الجمعة، وبحسب القنوات الإعلامية التابعة للمقاومة الفلسطينية، فإن المقاومة سمحت للعدو بالتقدم بدون مواجهة تُذكر.

وعندما حل المساء شنت المقاومة الفلسطينية هجوماً منظمًا في نفس التوقيت، شاركت فيه كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى. اندلعت المواجهات في الكمين الذي أعدته المقاومة للعدو على عدة محاور، في غرب تل الهوا وفي محيط مستشفى الشفاء، وفي مخيم الشاطىء غرب بيت لاهيا شمال قطاع غزة. خاضت المقاومة قتالاً عنيفاً مع العدو وألحقت به الخسائر، وتحدثت بعض وسائل الإعلام الصهيونية عن فقد الاتصال بأعدادٍ من الجنود، وكما يقول الفلسطينيون فإن المقاومة “طحنت” قوات الاحتلال، فيما كانت المعلومات الواردة من الاحتلال شبه معدومة عما يجري في غزة، ونحن بانتظار معلومات تفصيلية عن معارك الليلة الماضية، بالأخص عن كمين غرب مخيم الشاطئ الذي شهد العدد الأكبر من قتلى العدو.

كثف الاحتلال قصفه الجوي بمحيط الاشتباكات، لإنقاذ جنوده من الكمين، وكعادته تعمَّد قصف ساحات مستشفى الشفاء ومحيطه بشكل جنوني جواً و بحراً وبالمدفعية، وأمطر محيط المستشفى بقنابل الفسفور. ووصف مدير عام وزارة الصحة في غزة الوضع في مجمع الشفاء قائلًا: “إن بقينا من الأحياء سنقيم مقبرة جماعية لدفن الشهداء”. وفي محيط المستشفى الإندونيسي، تناقلت وسائل الإعلام على الهواء مباشرةً الحزام الناري الذي أمطر به العدو محيط المستشفى، وشاهدنا الأطباء بمستشفى القدس بغزة يجرون عملية جراحية على أضواء الهواتف بعد أن قُطعت الكهرباء.

يحاول العدو الذي فقد عقله منذ حرب العبور للمقاومة في السابع من أكتوبر أن يغطى على هزيمته بدك تجمعات المدنيين للتعمية على هزيمته وتصدير صورة المنتصر بقتل الأطفال واستهداف المستشفيات، فبينما كانت المقاومة تطحن العدو في عدة محاور أراد العدو أن يصور مستشفى الشفاء وكأنه قد سيطر على غزة وهو يدرك جيدًا أن المعارك لم تبدأ بعد وأنه استُدرِجَ إلى كمين.

لا تزال المقاومة الفلسطينية حتى كتابة هذه السطور تشتبك مع العدو، تدعمها المسيرات التي خرجت في الضفة الغربية، وبالاشتباك المسلح مع العدو كما حدث في “سيلة الظهر” جنوب جنين، وبإطلاق النار في حي المخفية بنابلس، وصولاً إلى المظاهرات الحاشدة التي انطلقت في الكثير من مدن العالم دعمًا لفلسطين. ستنتصر فلسطين في الحرب الجارية بالمعارك والتضامن العالمي.