بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

بوش يستعد لمواجهة تيار الصدر

في خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي في يوم الأربعاء 4 يناير الماضي أعلن عن عزمه إرسال أكثر من 20 ألف جندي أمريكي إلى العراق، الأمر الذي فسره المحللون باعتباره إنذارا بعودة شلالات الدماء بأرجاء العراق في عام 2007، فضلا عن اعتزام الإدارة الأمريكية توسيع الحرب لتشمل سوريا وإيران وأهداف أخرى بالشرق الأوسط.

قرار تصعيد التدخل العسكري يتضمن تجاهل كبير لنتائج انتخابات الكونجرس التي جرت بأواخر العام الماضي. تلك الانتخابات التي عبر فيها ملايين المصوتين عن معارضتهم للحرب على العراق عبر إنهائهم لسيطرة الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ.

إن نية تصعيد الحرب على العراق، التي أعلن عنها بوش في خطابه المذكور أعلاه قد بدأت بالفعل. ففي يوم السبت 6 يناير الماضي بدأت قوات الاحتلال بالعمل مع الحكومة العراقية بحملة عسكرية بغرض القضاء على المقاومة في الحي الذي يقع فيه شارع حيفا، وهو بؤرة رئيسية للمقاومة السنية في قلب بغداد، وهو الذي يؤدي إلى السفارة الأمريكية ومكاتب الحكومة العراقية. جدير بالذكر، أن الغالبية العظمى من سكان الحي هم من فقراء السنة بينما يقطن الشارع الرئيسي المسئولين البعثيين السابقين فضلا عن لواءات الجيش سابقا. بحسب المصادر، تم استخدام 1000 جندي عراقي في تأمين الشارع الذي لا يزيد طوله عن2 كيلو متر.

يرى المحللون أن الأسابيع والشهور المقبلة سوف تشهد تصاعد للعمليات العسكرية ضد الأحياء العمالية التي يقطنها الشيعة بمدينة الصدر، والتي يزيد عدد سكانها عن 2 مليون شيعي. ففي محاولة جادة لفرض الهيمنة الأمريكية، أوضحت الإدارة بما لا يدع مجالا للشك رغبتها في تحطيم الحركة السياسية التي يرأسها مقتدى الصدر وميليشيا جيش المهدي.

الإدارة الأمريكية والجيش الأمريكي يتهمون جيش المهدي بأنه المحرض الرئيسي في النزاع “الإجرامي والدامي” القائم ما بين السنة والشيعة في البلاد. الهم الرئيسي بالنسبة للاحتلال حاليا هو أن تيار الصدر – أحد الفصائل الشيعية الرئيسية بالبرلمان العراقي – ناجح بدرجة كبيرة في مجال التعبئة لمشروعه المقاوم لسياسة الاحتلال طويل الأمد. بالرغم من امتناع تيار الصدر عن الدعوة للمقاومة المسلحة ضد الاحتلال الأمريكي منذ انتفاضة الشيعة في سنة 2004، إلا أنه انسحب من الحكومة احتجاجا على لقاء رئيس الوزراء نوري المالكي ببوش في شهر نوفمبر من العام الماضي بالأردن.

تيار الصدر يصر على جدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال من العراق ويرفض فتح صناعة النفط لشركات أجنبية ويطالب بإجراءات تعمل على تحسين الظروف المعيشية للشعب العراقي المحاصر منذ سنوات. بينما تصعد الإدارة الأمريكية من استفزازها للنظام الإيراني، ترى دوائر الجيش الأمريكي في جيش المهدي خطر متنامي. فالجيش يشمل حوالي 60 ألف مقاتل ويتحكم بدرجة عالية من الكفاءة، بحسب تقارير وزارة الدفاع الأمريكية، بوحدات كاملة من قوات الأمن العراقية. هذا وقد توعد الصدر بالتدخل في الدفاع عن إيران إذا ما تعرضت إلى أي إعتداء من العدو الإسرائيلي أو الولايات المتحدة الأمريكية.

كانت حكومة المالكي في أوقات سابقة قد رفضت التدخل العسكري المباشر ضد الشيعة خوفا من فقدانه لقاعدته السياسية الشيعية. لكن اليوم ونظرا للمقاطعة التي تبناها الصدر وتهديداته المعلنة يبدو أن المالكي قد رضخ أخيرا للضغوط الأمريكية. فقد أعلن بوش أن حكومة المالكي قد منحت قواته “الضوء الأخضر” للتدخل العسكري في أي حي يرون أنه يحرض على الفتنة الطائفية.

من المتوقع أن المواجهات الدامية في شارع حيفا ستتكرر في سائر أرجاء العاصمة.