فليدفع بوش وأعوانه ثمن جرائمهم
لا يبدو أن منطقة الشرق الأوسط ستشهد أي استقرار للأوضاع في الأجل القريب، أو حتى المتوسط. يعود السبب في هذا أساساً للإمبريالية (الاستعمار) التي تحاول فرض سيطرتها على المنطقة وتسيير الأمور بما يعزز مصالحها. تحاول الولايات المتحدة (القوة الاستعمارية الأكبر في العالم) وحلفاؤها ضرب مشروع المقاومة في الأرض المحتلة فتدعم فتح ضد حماس، تسعى لوأد المقاومة العراقية فتؤجج الفتنة الطائفية، تستهدف سوريا فتشعل لبنان وتقلب طوائفه على بعضها البعض. ولكن هل استطاعت الإمبريالية ضمان مصالحها في المنطقة بهذه السياسات؟ في واقع الأمر ما حدث هو العكس. فكلما أشعلت القوى الاستعمارية النيران سعياً لسحق المقاومة، كلما أصبحت قدرتها على تحقيق السيطرة أضعف. وكلما تراجعت أيضاً إمكانيات تحقيق مكاسب مادية ملموسة من وجودها في المنطقة وضمان مناخ استثماري مستقر يتيح لها استغلال أوسع نطاقا للنفط وتنمية للاستثمارات، وهذا بالتأكيد أحد الأهداف الرئيسية للوجود الاستعماري في الشرق الأوسط.
من ناحية أخرى فالمعارضة الداخلية (أي معارضة شعوب هذه الدول الاستعمارية نفسها) تتصاعد يوماً بعد يوم وتطالب بتغيير السياسات التي بات واضحاً أنها لا تنتج سوى الموت والخراب.
أصبحت الإمبريالية إذن بين شقي الرحى. مقاومة تتسع لمشروعها الاستعماري داخل دول المنطقة، وغضب ونقمة من شعوبها. في وضع كهذا تصبح الفرصة سانحة أمام الشعوب المقهورة لمحاولة توجيه السهام نحو رأس الأفعى. لقد كانت سياسات بلير الخارجية ودوره الرئيسي في الحرب على العراق عاملاً جوهريا في فقدانه لرئاسة الوزراء في بريطانيا. دفع بلير ثمن أخطائه. وآن الأوان أن يدفع غيره من السفاحين، وعلى رأسهم السفاح الأكبر بوش، ثمن جرائمهم في حق الشعوب.