بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

في الأردن: الاحتجاجات تقود إلى الثورة

تجمع الآلاف في عمان يوم 13 نوفمبر احتجاجاً على رفع أسعار الوقود، وانتهت المظاهرة السلمية بعصيان مدني في اليوم التالي كما أعلن العديد من النقابيين والطلاب والعمال الإضراب العام.

وبينما يطالب أغلبية المتظاهرين في الأردن بإصلاحات ووضع حد لتدابير التقشف، قام البعض منهم بترديد نفس الشعار الذي سُمع عبر ثورات الربيع العربي “الشعب يريد إسقاط النظام”، لقد أشعلت عدم المساواة الاقتصادية والفقر والمقاومة الملهمة عبر المنطقة شرارة الثورة المُتوقع حدوثها في الأردن.

التقشف والمقاومة

يستخدم غالبية الأردنيين الوقود في نظم التدفئة المنزلية، فهم يكسبون فقط ما يلبي احتياجاتهم الأساسية لذا لا يمكنهم تحمل تكاليف أنظمة التدفئة الكهربائية مما يعني إن قرار رفع أسعار الوقود بنسبة 20% سوف يجعل الشتاء شديد القسوة عليهم، بالإضافة إلى ذلك فإن معظم العائلات تستخدم الوقود للطهي، وعلى ما يبدو فإن قرار الحكومة بزيادة الأسعار سيؤثر فقط على الطبقة العاملة بأجور متدنية والفقراء والعاطلين، فكعادة النظم الرأسمالية، تستهدف تدابير التقشف الناس العاديين فقط، بينما تبقى الطبقة الحاكمة والموالين للحكومة غير متأثرين.

احتل المتظاهرون ما يعرف بـ”دوار الداخلية” أو ما يسمي رسمياً “ميدان جمال عبد الناصر” ورفضوا العودة إلى منازلهم حتي تتحقق مطالبهم، كما شوهد متظاهرين في عدة مدن أردنية أخرى لهم مطالب مماثلة، ولقد حاوطتهم قوات الدولة وهاجمتهم بالغاز المسيل للدموع كما قامت باستخدام الرصاص المطاطي والذخيرة الحية في قمعهم، وأفادت بعض التقارير أنه تم قطع التيار الكهربائي، وتم إلقاء القبض علي المئات ولم يتم التأكد من الأرقام الدقيقة حتي الآن. إن الإحتجاجات التي بدأت في أول الأمر ضد التقشف قامت بفضح فساد الحكومة، وطالب بعض المتظاهرين الحكومة بوقف إرسال القوات الأردنية إلى دول الخليج كالبحرين، فقد نجحت الحكومة البحرينية في ضم الشباب الأردني العاطل عن العمل إلى صفوف قواتها العسكرية نظراً لعلمها بتدهور الأحوال الاقتصادية الأردنية، مما أدى لشعور الشعب الأردني بخيبة أمل كبيرة لرؤية أبنائهم يهاجمون الآخرين في دول الخليج.

الديمقراطية والإمبريالية

على مدار العامين الماضيين، نُظمت العديد من المظاهرات الحاشدة في الأردن لكن الاحتجاجات الحالية هي أبرزها حتى الآن، ومن المقرر إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في 23 يناير 2013 وتنوي أحزاب المعارضة واليساريين والنقابيين مقاطعة الانتخابات نظراً لأن النظام الانتخابي لا يزال في صالح الموالين للملك والمخلصين التقليديين له من البدو، وعلى الرغم من دعم زعماء القبائل الكبار للنظام الملكي فقد انضم العديد من شباب البدو إلى الجبهة الموحدة في النضال.

إن أي تغيير نحو الديمقراطية في الأردن سوف يهدد الأنظمة الملكية الخليجية التي يستند إليها الغرب للسيطرة الإمبريالية على المنطقة ومنها الحكومة الأردنية، فقد قامت الولايات المتحدة في أكتوبر الماضي بإرسال قوات عسكرية إلى الأردن للتعزيز من قوتها العسكرية وكي تستعد لأي “تدخل إنساني” – كما يدعون – في سوريا، إن الشعب الأردني الآن يخوض حرباً ضد التقشف والنظام الملكي والإمبريالية.

* المقال منشور باللغة الإنجليزية في موقع منظمة الاشتراكيين الأمميين بكندا