بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

حكومة إسرائيلية تفضح كل أوهام التسويات السلمية

هل سكتت الأنظمة العربية خجلا، أم اعتمادا على “النوايا الحسنة لصديقتهم أمريكا”؟!

نجح رئيس حزب الليكود الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في أن يفوز بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وبرغم من أن تسيبي ليفيني، زعيمة حزب كاديما، تجاوزته في الأصوات، الا أنه نجح في عقد صفقة ائتلافيه مع الأحزاب القومية والدينية. فالحكومة الجديدة هي أكبر الحكومات، من حيث عدد الوزراء،30وزيرا، إستأثر الليكود بـ13منها، و5 وزارات لإسرائيل بيتينو، أكثر الأحزاب الإسرائيلية عنصرية تجاه العرب، و4لحزب شاس الديني، ووزارة للبيت اليهودي، و5 لحزب العمل.

في خطابه الأول أمام الكنيست، تحدث نتنياهو بغموض عن «السلام»، وعن «حل نهائي» يقوم فيه «الفلسطينيين» بإدارة شئونهم، كما أنه قال انه يعطي أولوية للمجالات التنموية، وتخفيف الضغوط عن الضفة الغربية، وحدها، لكنه قال أن الأهم والأولى، أن تتولى قوات الأمن التابعة لأبو مازن السيطرة على أراضيها!.

في أول تصريح له، ذكر وزير الخارجية الإسرائيلي، وزعيم حزب اسرائيل بيتينو، افيجدور ليبرمان «إن قرارات مؤتمر انابوليس غير ملزمة لإسرائيل وأضاف أن إسرائيل غير ملزمة سوى بخارطة الطريق»، كما أنها لن يجري أي انسحاب من الجولان، في سبيل التسوية مع سوريا. ورغم أن نتنياهو لم يعلق، رسميًا، على تصريحات ليبرمان، فقد نقلت أسوشيتد برس عن الوزير جلعاد إردان قوله إن تلك التصريحات تمثل موقف حزب اليكود.

وعقب خطاب أوباما ، أمام البرلمان التركي، سرت مخاوف في إسرائيل من عدم إمكانية الاستمرار في تجاهل القضية، إشارة إلى تصريحات نتنياهو المبهمة بشأن التسوية.

في الوقت نفسه، تسربت معلومات، حول اتفاق سري بين نتنياهو وليبرمان، حول عدة موضوعات، أهمها هو ضرورة القضاء على حكومة حماس في غزة. بالإضافة إلى إحياء مشروع «أي1» الاستيطاني، الذي يهدف إلى إنشاء ثلاثة آلاف وحدة سكنية، ومشروعات سياحية ، لربط مستعمرة معليه أدوميم، بالقدس.

كما صعد نتنياهو من هجومه، على حماس وإيران، حيث قال:

«على الفلسطينيين محاربة التطرف الإسلامي، والاعتراف بدولة إسرائيل..» كما ذكر أن «إيران و «الإسلام المتطرف»، علاوة على «تهديدهما لوجود إسرائيل»، فإنهما السبب وراء» الأزمة الأمنية العالمية». فإن «التطرف الإسلامي ليس مشكلة إسرائيل فقط وإنما هو مشكلة الدول العربية، لأن التطرف الإسلامي يتطلع إلى التسبب بانهيار أنظمتها وإقامة أنظمة راديكالية مكانها».

وعلى الجانب الفلسطيني، وصفه أبو مازن بأنه: «لا يؤمن بالسلام وحل الدولتين، ولا بالاتفاقيات الموقعة، ولا يريد أن يوقف الاستيطان». كما أعرب عباس عن مخاوفه من قيام الحكومة الجديدة بهدم3800 منزل، بالضفة الغربية، بحجة عدم ترخيصهم.

وقد صرح المسئول عن دائرة المفاوضات، في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن أبو مازن قد سلم الرباعية الدولية، نصا مكتوبا أكد فيه رفضه التفاوض مع أي حكومة إسرائيلية لا تلتزم بتعهداتها وفقا للاتفاقيات المعقودة. ولكن عريقات تطرق إلى ضرورة إنهاء الانقسام الحاصل على الساحة الفلسطينية، وما أسماه بـ»الانقلاب في قطاع غزة»، كي لا يتذرع نتنياهو بهوية الشريك الفلسطيني في عملية السلام «غزة أم رام الله».

أما المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، في قطاع غزة، طاهر النونو، فقد ذكر أن تصريحات ليبرمان لم تكن مفاجئة وتمثل تأكيداً لعبثية عملية السلام. وأضاف أن الرد الحقيقي عليها هو «إعلان واضح بوقف المفاوضات وإنهاء الالتزام بالاتفاقات الأمنية التي مزقت وحدة الشعب الفلسطيني، ورفض الضغوط الدولية والشروط الظالمة التي تفرضها اللجنة الرباعية على إنجاح الحوار الفلسطيني الفلسطيني».

كما طالبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بوقف أي مفاوضات مع حكومة نتنياهو إلى أن تتخلى عن أطماعها التوسعية بالقدس والضفة الفلسطينية، وتعترف بقرارات الشرعية الدولية.

لم تصدر عن الأنظمة العربية ردود أفعال تذكر، حيث علقت الخارجية المصرية على تصريحات ليبرمان بانها «مؤسفة»، وقد ذكرت الصحف الإسرائيلية، أن مبارك أجرى اتصالا بنتنياهو ودعاه إلى عقد لقاء في شرم الشيخ.

أما الأمين العام لجامعة الدول العربية فقد قال إن حكومة نتنياهو الجديدة تعكس بوضوح الموقف الإسرائيلي الرافض للسلام، وان الحكومة السابقة كانت تعتمد أسلوب المماطلة والتسويف..أما مبعوث الرباعية الدولية، توني بلير، حث نتنياهو على استئناف المباحثات الخاصة بإقامة دولة فلسطينية، لكنه، في الوقت نفسه، أعرب عن شكوكه. وبينما اعرب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عن تأييده لحل الدولتين، تجاهل تصريحات كل من نتنياهو وليبرمان، عقب تولي الحكومة، وهو نفس موقف الإدارة الأمريكية، قبل زيارة اوباما لتركيا. أما وزير الخارجية التشيكي كارل شوارزنبرغ ،الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، فقد علق بقوله « إن علاقات الاتحاد بإسرائيل ستصبح صعبة للغاية