بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

عربي ودولي

ندوة في مركز الدراسات الاشتراكية:

هل انتصرت المقاومة في غزة؟

تحت هذا العنوان عقدت، ندوة في مركز الدراسات الاشتراكية، يوم 2 فبراير الماضي، كان المتحدثين فيها،الأستاذ عبد القادر ياسين، المؤرخ الفلسطيني المعروف، ود.سامر سليمان، أستاذ العلوم السياسية المساعد بالجامعة الأمريكية، وحسام الحملاوي، الصحفي والناشط بالمركز.

بدأ عبد القادر ياسين حديثه، ببساطته المعهودة، قائلا: “لو شب حريق في بيتي، وكان لي جار “يميني” جاء ليساعدني، بينما لي صديق “يساري”، ألقى نظرة عليّ ثم انصرف، فهل سأطرد جاري لأنه “يميني”، وأترك بيتي يحترق في انتظار صديقي “اليساري”. وهكذا وبمثال بسيط، طرح ياسين موقفه من المقاومة، موضحًا إن الوضع الراهن يتطلب، البحث عن الموقف الصائب والتضامن معه، وليس البحث وراء إيديولوجيات أصحاب المواقف، أو لحاهم أو ملابسهم، فـ”الحقيقة ملقاة على الطريق، تنتظر من يلتقطها”، على حد قول ياسين. الذي انتهى إلى أن حماس حركة تحرر وطني تحمل مرجعية دينية، وعلينا أن نؤيدها من باعتبارها حركة تحرر وطني. و علق ياسين على من كانوا يهاجمون “حزب الله” بأنه شيعي، قائلا، “وهل كانت إسرائيل سنية”. وأردف عبد القادر ياسين، أن المقاومة في غزة لم تقتصر على حماس، بل شملت جميع الفصائل، وحتى حركة فتح، حيث أن الأخيرة، لا تقف صفًا واحدًا وراء أبو مازن، فمنها ما رفض التخلي عن مبدأ المقاومة، وفي المقابل هناك قوى “يسارية” تتذيل أبو مازن، بل وتدعو الفصائل الأخرى للاصطفاف خلفه. وذكر عبد القادر أن إسرائيل سمحت للإخوان المسلمين، في البداية، بممارسة أنشطة خيرية ودينية محضة، داخل الأرض المحتلة، لكنها وقفت لها بالمرصاد، حينما تحولت حماس إلى حركة مقاومة مسلحة، فإسرائيل ضد المقاومة أيًا كان ثوبها، ومع الإذعان أيًا كان ثوبه، كذلك.

وخلال تعقيبه على المداخلات، قال عبد القادر ياسين إن من يتحدثون عن “أولوية الأمن القومي المصري”، عليهم الحقيقة التاريخية، التي تشهد أن فلسطين كانت خط الدفاع الأول عن مصر.

بدأ د.سامر سليمان كلامه بالتعقيب على مداخلة الأستاذ عبد القادر ياسين، باعتباره يردد خطاب “حمساوي”، وقد هاجم سامر حركة حماس، ونعتها بالفاشية، وحيث لعبت الفاشية دوراً في تقوية الصهيونية، خلال الحرب العالمية الثانية، كما اتهم المقاومة الفلسطينية، بشكل عام، بأنها لم تحترم الدول التي تواجدت على أرضها، في الأردن ولبنان، وأضاف أن حماس لا تملك استراتيجية للمقاومة، وأنها تسعى لتأسيس “إمارة إسلامية” في غزة. وأضاف إن مصر لها حدود معروفة، منذ ثورة 91، بينما الفصائل الفلسطينية، لا تتفق عن ماهية الحدود الفلسطينية، وقال سليمان إنه ليست هناك أمة إسلامية، بل شعوب مسلمة تعيش تحت حكم دول، كما أن سليمان صرح بأن “القومية العربية” أسطورة، كما أعرب عن عدم اقتناعه بمقولة “ فلسطين كانت خط الدفاع الأول عن مصر”. وأخيراً، قال إن الحل الذي يراه، للقضية الفلسطينية، يأتي من وحي تجربة جنوب أفريقيا، حيث شمل مشروع منديلا، كل من السود والبيض. وقد كرر ذلك خلال تعقيبه، وقال إننا ننسى أن هناك “شعب إسرائيلي”! وان المقاومة لا تراعي النواحي الإنسانية، وتقتل المدنيين والأطفال.

حسام الحملاوي، كان آخر المتحدثين، استهل حديثه، كما فعل عيد القادر ياسين، بمثال، حيث، قال لقد وقفنا بجوار أهالي كفر العلو، الذين ناضلوا ضد طردهم من منازلهم، وضد هدمها. لم يكن من المنطقي وقتها، أن نبحث في سلوك هؤلاء الأهالي اليومي، وهل يتطابق، مع إيديولوجية اليسار أم لا، فالمنطقي أن ندعمهم طالما يدافعون عن حقوقهم المشروعة، وفي الوقت ذاته أناقشهم في المواقف، التي قد تتناقض مع رؤيتنا اليسارية، وأكد الحملاوي أن الوقوف بجوار المقاومة أمر مبدئي، وهو لا يعني، بالضرورة، القبول بكل سلوكياتها، بل يتطلب الأمر النقد، منطلق يهدف إلى نجاح حركة المقاومة في دحر الاحتلال.

رد الحملاوي على مقولة سليمان “بـأن المقاومة تقتل المدنيين”، بأمثلة من تاريخ حركات المقاومة، حيث أن المقاومة في فيتنام ارتكبت أفعالاً، تقشعر لها الأبدان، ومع ذلك، فلم يتعلل أحدهم، بتلك الأفعال، ليقف ضد المقاومة في صف الولايات لمتحدة الأمريكية. كذلك، المقاومة في الجزائر، كانت تستهدف المقاهي، والأسواق، التي يرتادها المستوطنون الفرنسيون، وأضاف الحملاوي بأنه ليس من حق أحد أن يفرض على المقاومة أسلوبها وسلاحها. كما انتقد الحملاوي، خلال كلمته، موقف النظام المصري، الذي أغلق المعابر، مذكرًا، بأن المواثيق الدولية، تحتم فتح الحدود للاجئين في حالة الكوارث والحروب، وهو ما خالفه النظام المصري بكل تبجح.