بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

عربي ودولي

يوم السبت 26 مارس:

أكبر مسيرة للنقابات العمالية في تاريخ بريطانيا

التحقيق منشور بجريدة «العامل الاشتراكي»، عدد 29 مارس 2011..

يوم السبت الماضي، تم تنظيم أكبر مظاهرة للنقابات العمالية في بريطانيا على الإطلاق. كان مشهدا لا يصدق، حيث تظاهر ما يزيد على نصف مليون نسمة حاملين البالونات والشعارات التي ملئوا بها الشوارع. ففي لندن، في نهاية الأسبوع الماضي، كان حزب المحافظين وكافة وسائل الإعلام اليمينية يقولون أن الطبقة العاملة قد ماتت، لكن الطبقة العاملة قد أظهرت شيء من قوتها في هذه المظاهرة تحدياً لهم. ولأكثر من خمس ساعات خطت المظاهرة العملاقة، التي نظمها مؤتمر النقابات، طريقها من حي الحاجز باتجاه حديقة هايد بارك. وبدت السعادة بشكل عارم علي وجوه الكثيرين ممن شارك في المسيرة لرؤية هذا العدد الكبير من العمال معا. “إنها لحظة تاريخية”، قالت لين، التي جاءت من نوتنغهام وشاركت في مسيرة الاحتجاج مع بناتها. كريغ جونستون، من نقابة RMT، وصفها بأنها “مذهلة للغاية”. وأضاف “هذه ليست نهاية المطاف.. إنها فقط البداية “.

بدأ تجمع الناس على الحاجز قبل الثامنة صباحا. وسرعان ما أصبح واضحا أن هذه المسيرة كانت ستكون أكبر بكثير من سابقيها. وانضمت وفود ضخمة للاحتجاج من النقابات الكبرى مثل يونيسون ونقابات صغيرة نسبيا مثل نقابة الخبازين BFAWU. وسجلت العامل الاشتراكي أكثر من 950 من اللافتات في الاحتجاج.

الطبقة العاملة تخرج للشارع
جاء كثير من الناس الذين لم يشتركوا في أي مسيرة من قبل. واحتج آخرون ضد المحافظين خلال عقد الثمانينات ولكنهم عادوا مرة أخري إلى ساحة المعركة. كان هناك شعور حقيقي طبقي بالاشمئزاز والغضب ضد حزب المحافظين والأغنياء. وقال ستيف، وهو عامل من القطاع التطوعي من برادفورد، أن “حزب المحافظين يشن الحرب الطبقية علينا. ينبغي أن يدفع المصرفيين ثمن الفوضى التي تسببوا فيها. نحن بحاجة إلى جعل بريطانيا غير قابلة للحكم “.كما أضافت بولين، وهي عضو في نقابة RMT ، وقال “كنت في المظاهرة التي أوقفت قانون الضرائب. عام 1991 يمكن الاحتجاجات أن تحدث فرقا.”

جلبت واحدة من المسيرات الفرعية من كيننجتون بارك في جنوب لندن أكثر من 3000 شخص الى الحاجز. و جاء بعض الطلاب و2000 العاملين في مجال التعليم من جامعة لندن في شارع الاتحاد سيرا علي الأقدام من اخر المدينة.

جاء أحد المتظاهرين من برمنغها، وقال: “الناس يزدادون يأسا. وفي المكان الذي نعيش فيه هناك المزيد والمزيد من المتاجر مغلقة بألواح خشبية والمزيد من الناس الفقراء الذين يعيشون على المعونة الحكومية. نحن لا نستطيع مشاهدة مجتمعاتنا وهي تنهار “.وأضافت لافتات محلية الصنع لمسة من الفكاهة إلى الاحتجاج. “ان المشكلة هي الحرامية المصرفيين،” أشارت احداها ببساطة.. وسألت آخري : “أين روبن هود عند الحاجة له؟”. كما ظهرت راية ضخمة من الكرتون لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون مع عبارة “دعهم يأكلوا الكعكة”.

كيفن جوس من أشتون أندر لين جاء من مانشستر يرتدي زي جزار مع علامة “جي أوسبورن وشركاه جزاري المجتمع”. وقال: “أنا أعمل في المكتبات. حوالي 800 ستغلق في الأشهر الـ12 المقبلة، في حين أن الأغنياء يغرقون في أموالنا المسلوبة.”

لقد أدت التخفيضات في الأجور والمعاشات والخدمات الاجتماعية إلى تدمير حياة الملايين من الناس. وقال جاريث روش، “أنا كنت أعمل لمجلس مدينة غرينتش حتى يوم الخميس الماضي عندما قالوا لي أني سوف “أصبح زائدة عن الحاجة. لقد عملت هناك لمدة 22 عاما. إنه شعور غريب. أنا لا أعرف ما يخبئه المستقبل.”

وتحدث عمال آخرون عن كيفية تأثير الخفض علي تدمير الخدمات. قالت باربرا بيكر، وهي ضابطة بسجن من مدينة دورهام، أن تخفيض عدد الموظفين يعد إيذاء للسجناء ينخفض إلى حد كبير وقت الخلوي عند السجناء”. وقالت “أنهم يعاملون مثل الحيوانات في قفص.”

وشارك أكثر من مجرد عمال القطاع العام في الاحتجاج. فقد كان هناك الكثير العاملين في القطاع الخاص أيضا، فضلا عن ناشطين من مجموعة متنوعة من الطلاب ، والحملات النشاطية والمتقاعدين. كما شارك سائقو سيارات الأجرة من ليفربول. جاء طاقم ضيافة الطيران وعمال الحقائب من مطار هيثرو. وكما ذكر أحد أفراد طاقم ضيافة الطيران لجريدة العامل الاشتراكي، “كنا أول من بدء القتال ضد هؤلاء الأوغاد الرأسماليين، ونحن لا نزال نقاتل.”

التضامن
وقال محمد، وهو عامل في دعم اللاجئين من كارديف ، “اليوم لا بد ان يكون بداية لحملة مستمرة ومتواصلة ضد هذه الحكومة.”وقال جو ، و هو جندي بريطاني كان قد سجن لرفضه القتال في أفغانستان ،. “أشعر أنني في بيتي هنا ، لقد نمت عندي العاطفة لاستعداء الدولة وهذا هو المكان المناسب لتواجدي.”

وكان للمحتجون آراء مختلفة حول التقليصات. وقال بعضهم أن هناك حاجة لبعض التخفيضات ، إلا أن المحافظين يستهدفون أمور خاطئة. ولكن كان هناك أيضا شعور واسع النطاق بأن النقود موجودة بالفعل لدفع ثمن الوظائف والخدمات ، ونحن بحاجة إلى أن نأخذها من الأغنياء. وكما قال واحد من رجال الاطفاء في لندن ، “نحن في الخندق معا على ما يبدو ، ولكن قبل يومين فقط تغيرت قواعد اللعبة عندما طالب النواب الحصول على المزيد من الأجور”.

الأغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقراً
المسيرة انطلقت من الحاجز في الساعة 12 ظهرا ، ولكن حتى الخامسة ظهرا ، أستمر الناس يتدفقون علي هايد بارك.و أستمرت المظاهرة في الأنطلاق و لم تترك الحاجز حتى حوالي الثالثة ظهرا. وكانت كبير لدرجة ان بعض المشاركين في المسيرة لم يستطيعوا حتي الخروج من هايد بارك قبل ان يضطروا الى المغادرة لمنازلهم.

وعلى طول الطريق، احتل بعض المتظاهرين فندق ريتز الفاخر وسوبر ماركت فورتنم للأغنياء كما تجمع. آلاف أخرون خارج السوبر ماركت. كما توقف النقابيين في المسيرة عند المحل ليهتفوا.

وقال ألثي نستي، عضو نقابة GMT بانغاندولا، “أعتقد ان ما تقوم به قوات المحتلون للفندق هو رائع، وهذا هو بالضبط ما ينبغي القيام به الشباب. هذا ما فعلته عندما كنت صغيرا”.

واضطر مئات من المتظاهرين من حركة التهرب من دفع الضرائب في المملكة المتحدة أكثر من 13 محلات في شارع أكسفورد للإغلاق. وعندما مرت المظاهرة علي ساحة ترافالجار، توقف بعض المشاركين في المسيرة للانضمام الى الحشود المرابطة في الساحة والشوارع المحيطة بها.

وبقي هناك عدة مئات من الاشخاص في المظاهرة، وبإلهام من ميدان التحرير من مصر، واحتلوا الميدان. وجاء المتظاهرون الذين استهدفوا في وقت سابق المحلات التجارية في شارع أكسفورد للانضمام اليهم. كان هناك جو أحتفالي. ولكن بعد حلول الظلام، اتخذت شرطة مكافحة الشغب فرصتهم للتحرك بالهراوات. وكانت قد أنفقت اليوم بالتصعيد في ما أسموه “العنف” من المحتجين، ولكن العنف الحقيقي جاء من رجال الشرطة.

وقد أثارت الدولة والصحافة اليمينية حالة من الذعر على ما حدث في ساحة ترافالجار، واستخدمتها للتقليل من شأن المسيرة ككل. هذا لانهم خائفون من القوة التي يتمتع بها العمال عندما يتحدون معا. لكن الجميع الذين تظاهروا معا يعرفون كيف كان كبر الاحتجاج. وهم الآن أكثر ثقة من قبل المظاهرة.

مرارا وتكرارا، قال المحتجونأن المسيرة يجب أن تكون بداية لمقاومة واسعة النطاق لحزب المحافظين. ويمكن أن يرى الجميع القوة هائلة للعمال لتعكيز الحكومة على ركبتيها. وكما قالت كريستيلا، عضو اتحاد PCS وتشلتنهام، “أنا فخورة بعد مسيرة اليوم. أعتقد أننا بحاجة إلى الإضراب عن العمل، وجميع النقابات معا. اذا فعلنا ذلك كلنا المرة القادمة، فسنشل البلاد”.