لبنان.. من جديد
هل تصمد استراتيجية المقاومة الجديدة.. “الجيش.. الشعب.. المقاومة” في وجه الاعتداءات الاسرائيلية… الإجابة يلقيها نصرالله مساء اليوم
الأحداث التي جرت اليوم على حدود لبنان – فلسطين المحتلة، تعود بالأذهان لأحداث قديمة شهدتها لبنان لم تنته حتى اللحظة. استفزاز اسرائيلي، رد محدود، قصف واسع، الصورة الدراماتيكية ذاتها. لكن هذه المرة تحمل معها العديد من الدلالات على الرغم من محدودية الحدث.
الحروب الصهيونية الأخيرة كانت تستهدف ردع الامكانيات المقاومة لدى الفصائل الفلسطينية أو حزب الله، وكلها بالطبع فرق مقاومة غير نظاميّة. على مدار أربع سنوات، منذ حرب العام 2006، والقوات الصهيونية لا تكف عن الخروقات للقرار 1701 وبالتالي للسيادة اللبنانية. حينها تنوعت التحليلات، لكن لم تخرج عن سياق الحرب الباردة بين “اسرائيل” وحزب الله. هذه المرة، صمت الحزب حذراً، وتحدثت أسلحة الجيش اللبناني.
الموضوع له دلالتين واضحيتن لا غبار عليهما. الأولى، دقة المعادلة الداخلية التي هندس أطرافها حزب الله وهي.. المقاومة، الجيش والشعب. المعادلة التي واجهت موجات رفض عاصفة من فريق 14 آذار، متذرع بتناقض امتلاك حزب الله لسلاحه مع سيادة الدولة اللبنانية. الدلالة الثانية، هي إلتصاق الجيش يالمقاومة في كافة الاستحقاقات الأمنية والعسكرية. أصبح واضحاً بعد التعاون الواضح بينهما في هدّ الشبكات التجسسية العاملة لصالح إسرائيل في لبنان.
كالعادة، الأحداث اللبنانية لا تخلو من الأبعاد الإقليمية والمحلية. قبل 36 ساعة من الاشتباكات في الجنوب المقاوم، كان الأمير القطري يتجول على قرى الشريط الحدودي، بالذات تلك التي ساهمت قطر في إعادة اعمارها. وقبل جولته بساعات كان الرئيس السوري بشار الأسد ونطيره السعودي في زيارة وصفت بالتاريخية للبنان. الزيارة كانت لمحاولة الإمساك بالاستقرار الأهلي في لبنان بعد زيادة الحديث عن اتجاه المحكمة الدولية لاتهام حزب الله باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
في هذه الأجواء، التقارب السياسي بين حزب الله والنظام القطري، ثبوت استقرار العلاقة التاريخية بين الحزب والقيادة السورية، إرساء معادلة (الجيش، المقاومة والشعب)، التوتر الشديد في الداخل اللبناني انتظارا للقرار الظني للمحكمة الدولية عن اغتيال الحريري، إنهيار البنية التحتيّة للاستخبارت الاسرائيلية في لبنان، ناهيك عن الاخفاقات المتواصلة للفريق اللبناني المواجه لفريق المقاومة.. كل هذه المقدمات تؤدي الي نتيجة وحيدة وهي زيادة خطورة حزب الله وتهديده الكيان الصهيوني. الدوافع التي تدفع بالحكومة الصهيونية لحرب قادمة على حزب الله ولبنان، تزداد كل يوم عن سابقه، أما المؤشرات، فحدّث ولا تعدّد. على الجانب الإيراني، فيكفي تصريح الرئيس أحمدي نجاد الأسبوع الماضي أن حربان ستنشبان في المنطقة خلال الأشهر الثلاثة القادمة.
المؤشرات الآتية من كافة الأطراف حتى الآن، تؤكد الحرص على محدوديّة الحدث, أهمها الصمت اللافت للمقاومة اللبنانية. اليوم، سيتحدث السيد نصر الله في مهرجان جماهيري من الضاحية الجنوبية لبيروت، وهناك سنعرف أبعاد الموقف.
البداية كانت مع قبل ساعات قليلة من خطاب السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله, حيث بدأت القوات الصهيونية مغامرة جديدة لها على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، خاصة في النقاط المواجهة لبلدتي كفركلا والعديسة اللبنانيتين.
بحسب معلومات الجيش اللبناني، بدأت قوات من الجيش الصهيوني في الساعات الأولى من صباح اليوم، بالتوغل في محيط بلدة العديسة وقاموا بتعليق أجهزة مراقبة على بعض الأشجار. مما استدعى رداً عسكرياُ من الجيش اللبناني، بالاضافة لمصادر أخرى قد تكون تابعة لأجهزة المقاومة. وبعد ساعات قليلة، بدأت قوات المدفعية الصهيونية بقصف متواصل على عرض الحدود الممتدة من العيسة إلى كفركلا، ووصل القصل لأحد مراكز الجيش اللبناني، ولأحد المشاريع البلدية في منطقة الطيبة. ذلك قبل أن تصدح مكبرات الصوت من الجانب الصهيوني تطلب من اللبنانيين وقف إطلاق النار بهدف سحب الجرحى الاسرائيليين. هذا وتناولت بعض المصادر وقوع جريحين من الجانب الاسرائيلي وإثنين من الجانب اللبناني.
الجدير بالذكر، أن السيد نصر الله يتحدث اليوم بذكرى انتصار حرب تموز 2006، وسيتناول في حديثه موضوع المحكمة الدولية للتحقيق في اغتيال الحريري، كما سيتعرض لموضوع شبكات التجسس الاسرائيلية في لبنان. وفي الأول من أمس، كان الجيش الصهيوني قد أصدر بيان عن سقوط طائرة بدون طيار في إحدى المستوطنات، وكان مطبوع عليها شعار قناة المنار التابعة لحزب الله. هذا وقد استشهد ثلاثة لبنانيين منهم الزميل عساف أبو رحال الصحافي بجريدة الأخبار.