الإضرابات العمالية اليومية تكشف: حكام تونس يفقدون الدعم الشعبي
* تم نشر المقال لأول مرة باللغة الإنجليزية بجريدة العامل الاشتراكي البريطانية (العدد 2308، 23 يونيو 2012) يصدرها حزب العمال الاشتراكي بالمملكة المتحدة
لم تستقر الأوضاع ابدا في تونس بعد الإطاحة بالديكتاتور بن علي والحكم عليه غيابياً بعشر سنوات نظرة لأنه يختبئ في المملكة العربية السعودية. فيما حصل حزب النهضة ذو المرجعية الإسلامية على 38% من مقاعد البرلمان في انتخابات أكتوبر الماضي، وتم تشكيل ائتلاف من قوى وسطية وعلمانية ولكن ليس لها كلمة في فصل الأمر التونسي.
يواجه حزب النهضة مشاكل عديدة تفرضها عليه الظروف المحيطة، مثل الاشتباكات المتجددة بين الإسلاميين المحافظين – وهم أقصى اليمين – وبين قوات الشرطة الموالية للحكومة. بينما تندلع إضرابات يومية في تونس ترتقي لإضرابات كلية في بعض مواقع عمال المناجم.
يذكر أن الأسبوع كان هناك إضراباً عاماً في في شمال غرب تونس في منطقة تسمى جندوبة، وهي منطقة من المناطق الأكثر فقراً في تونس وتعتمد على الزراعة. وكانت المشاركة في الإضراب تزيد على 90% من نسبة العمال ممن يطالبون بوظائف آمنه وبرامج تطوير مناسبة.
تسببت الأزمة الاقتصادية العالمية في توجيه ضربات قاسية لتونس، كما ساعد في ذلك المستثمرين الذين عاشوا في ظل تسهيلات قوانين بن علي حياة رغدة. تصاعدت أزمة البطالة منذ الثورة وجندوبة كانت من أكثر المناطق تأثراً.
انتبهت الآلة الإعلامية التونسية إلى الصدامات بين الإسلاميين وغيرهم دون الالتفاف لمشاكل الوطن الأساسية، مثل المشاكل الاقتصادية التي تضرب المواطنين بصفة شبه يومية في ظل قلة ومحدودية موارد البلد.
تواجه الحكومة مشاكل سياسية عده, نحن نقول "مايأتي بسهولة يذهب بسهولة أيضاً"، الأصوات التي حصل عليها حزب النهضه بسهولة بالغة في الانتخابات لا تمثل دعم متصل ومستمر.
المناطق التي حصل فيها النهضة على أقوى النسب الانتخابية هي المناطق التي تنظم الإضرابات العامة, معنى ذلك أن الفقراء والعمال الذين وثقوا في توكيل حزب النهضة يضربون ضدهم اليوم أملاً في التغيير.
تلقى العمال وعوداً بوظائف ومرتبات أفضل ولكن ذهب ذلك للموالين للنظام الجديد, ومن ثم تكون المحسوبية والفساد هم من يتحكمون في مصائر العمل. ولكن اليوم يوجد شيء جديد وهو أن الناس تعترض وتتظاهر ضد ذلك.
يذكر أن قوات الشرطة قد هاجمت متظاهري الموانئ في بيوتهم وألقوا الغاز المسيل للدموع من النوافذ وقد نشر نشطاء مقاطع فيديو تظهر مواطنين يتم ضربهم في الشوارع وكانت فضيحة كبيرة. في أحد اللحظات في الفيديوهات تظهر امرأة تقول "لقد صوتنا لهم – النهضة – والآن يعاملوننا كذلك؟" وهذا هو لسان حال معظم التونسيين اليوم. أقسم الناس على إسقاط النهضة وسياستهم كما قاموا من قبل بإسقاط بن علي, وبينما يُظهر التونسيون الكثير من الغضب، لا يوجد لديهم بديلاً منظماً.
يأتي زعيم الحزب الشيوعي التونسي في المرتبة الثانية في قامة أكثر السياسيين مصداقية في احدث الإحصاءات, وفي المركز الاول يأتي الرئيس الحالي الذي كان ناشطاً حقوقياً عارض بن علي. عارض الحزب الشيوعي الهجمات والظلم وكان قد وقف مع الإسلاميين في مواجهة ظلم النظام السابق. يرى الحزب الشيوعي نفسه كجزء من الحراك, ولكن تونس تفتقر إلى الاستقرار, لقد أسقطنا حكومتين وسنفعلها ثانية.
نحتاج لبناء حركة شعبية في الشارع التونسي, لإعطاء فرصة لنهوض الأصوات الفقيرة في المصانع وأماكن العمل, لندفع الثورة إلى الأمام.
اقرأ المزيد عن الثورة التونسية