العالم ينتفض لغزة
في قارات العالم الخمس تصاعدت الاحتجاجات والمسيرات المنددة بالعدوان الصهيوني والتواطؤ المصري الرسمي تتواصل.
اجتاحت عواصم ومدن المنطقة وخارجها موجة قوية من المظاهرات التضامنية مع غزة، فور وقوع العدوان. ومن اللافت للنظر في أغلب تلك المظاهرات التي امتدت في كل أنحاء العالم، وجود شبه إجماع على:
- استخدام الحذاء كرمز لرفض الواقع،
- تحميل نظام مبارك مسئولية المشاركة في العدوان برفضه فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين.
مظاهرات الوطن العربي
شهدت العاصمة الليبية طرابلس ومدن ليبية أخري مظاهرات حاشدة ومسيرات مليونية للتنديد بالجريمة الصهيونية، هاجم المتظاهرون فيها السفارة المصرية ورشقوها بالحجارة مطالبين بسحب المبادرة العربية. كما توجه المتظاهرون إلي سفارات موريتانيا والأردن ومصر، مطالبين بقطع علاقاتهم بإسرائيل. في تونس، تظاهر مئات المحامين، والنقابيين، والناشطين المعارضين، متحدين الحظر العام على التظاهر. وفي الجزائر، نظمت سلسلة من المظاهرات والوقفات بوسط العاصمة ،وحاصرت الشرطة الجامعات لمنع مسيرات الطلاب من الخروج إلى الشوارع.
أما في السعودية وردت أنباء عن قيام الشرطة بإستخدام الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين الشيعة بالمناطق الشرقية للملكة. وتجددت الاعتصامات بالبحرين المطالبة بطرد القوات الأمريكية، التي تتخذ من البحرين مركزا للأسطول السادس الأمريكي. ونظم الطلاب القطريون سلسلة من الاعتصامات وحملات لجمع التبرعات.
تواصلت المظاهرات في شوارع العاصمة الموريتانية نواكشوط، منددة بالمجزرة، ولتطالب بغلق السفارة الإسرائيلية. وفي اليمن تظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين بصنعاء في الميادين العامة مطالبين بفتح باب الجهاد ضد الإسرائيليين، ونددوا بموقف نظام مبارك المتواطئ. وهتفوا بالموت لبوش، وباراك، ومبارك، بل قام الطلبة باقتحام القنصلية المصرية في عدن ورفعوا العلم الفلسطيني عليها قبل أن يفرقهم الأمن اليمني بالعصي والرصاص المطاطي.
في سوريا تظاهر عشرات الآلاف في دمشق والمحافظات منددين بالغارات الإسرائيلية مستهدفين السفارة المصرية للمطالبة بفتح معبر الرفح. وتكرر المشهد في الأردن، حيث نظمت النقابات في الأردن مظاهرات حاشدة أمام السفارة المصرية، وفي المخيمات الفلسطينية. وطالب نواب أردنيون بقطع علاقات المملكة بإسرائيل/ وحرقوا علمها بقاعة البرلمان.
في لبنان عمت المظاهرات الحاشدة المخيمات الفلسطينية وبيروت. واشتبك المتظاهرون مع قوات الأمن التي أحاطت سفارتي مصر وأمريكا بالسياج الحديدي الشائك واستخدمت القوة في تفريق الاعتصامات. وواجه المتظاهرون الأمن بصدورهم وبالأحذية وقام مواطن مصري بإحراق جواز سفره احتجاجا على موقف الخارجية المصرية من الأزمة.
تكرر المشهد، في الخرطوم، حيث أحاط آلاف السودانيين السفارة المصرية، مطالبين بفتح المعبر، ونددوا بتخاذل الحكومات العربية. وفي المغرب قرر الحكومة، بعد مظاهرات شعبية ضخمة، تأجيل مباريات الدورة المقبلة من بطولة كرة القدم، بعد تخوف الجهات الأمنية من أن تتحول الملاعب المغربية إلى ساحات مفتوحة للتضامن يصعب السيطرة عليها.
تركيا وإيران
امتدت الاحتجاجات إلى دول المجاورة غير العربية. ففي تركيا زلزلت المظاهرات التضامنية أنحاء البلاد، بخروج مئات الآلاف إلى شوارع إسطنبول والمدن الأخرى ملوحين بالأعلام الفلسطينية، ومرددين لهتافات مؤيدة للمقاومة. وفي إيران إقتحم المتظاهرين مجمع البعثة الدبلوماسية البريطانية في طهران للاحتجاج علي تأييد لندن لإسرائيل.
فرنسا
انتقلت الاحتجاجات إلى أوروبا. ففي فرنسا، نظمت سلسة من الاحتجاجات والمسيرات المنددة بالعدوان في العاصمة وعددا من المدن، والتي اشتدت جذوتها مع خروج الآلاف في مظاهرات محتجين على زيارة وزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني لباريس، حيث قابلت ساركوزي، لتخرج بتصريحاتها المستفزة حول «عدم وجود أزمة إنسانية بغزة».
لم تقتصر المظاهرات، في فرنسا، على العرب والمسلمين بل انضم إليها بقوة الجماعات اليسارية ومنظمات يهودية غير صهيونية، وناشطو حقوق إنسان. وفي هذا السياق تروي الصحافية اللبنانية الاشتراكية فرح قبيسي، المقيمة بباريس، بأن المظاهرات زادت حدتها مع الاجتياح البري الإسرائيلي، حيث خرج إلى الشوارع الباريسية ما يقرب من 25 ألف شخص استجابة لدعوة عدد من الجمعيات والأحزاب، للتنديد بالمجازر الإسرائيلية في غزة، ودعما لمقاومة الشعب الفلسطيني. وجاء المتظاهرون من مختلف الأديان، والجنسيات، والانتماءات السياسية، وكان لليساريين والإسلاميين وجوداً واضحاً، تصدح أصواتهم “ كلنا غزة، كلنا فلسطينيين”.
عند الساعة الثالثة والنصف أنطلق المتظاهرين باتجاه السفارة الإسرائيلية. متشحين بالكوفيات الفلسطينية، و حاملين أعلام فلسطين، ولافتات كتب على بعضها: “الصمت يقتل”، “غزة كلنا معك”، “مجازر في غزة، ماذا يفعل الإتحاد الأوروبي؟” ورددوا شعارات مثل: “إسرائيل مجرمة وساركوزي عميل”، “كلنا أطفال غزة”، وحمل بعضهم صور لشهداء المجازر، ونعشًا حمل أسم الأمم المتحدة.
لم تكن تلك المظاهرة الأولى في باريس منذ بدء العدوان على غزة، فمنذ أسبوع تتوالى المظاهرات، لكن من دون شك هي واحدة من أضخم المظاهرات التي عرفتها باريس تضامنا مع الشعب الفلسطيني منذ سنوات، بحسب تعبير أوليفيي بوزون سنو، زعيم الرابطة الشيوعية الثورية. الذي أضاف قائلاً: “نحن هنا لنذكر بعشرات القرارات التي أقرها المجتمع الدولي والتي لم يطبقها لأن دولة كفرنسا ترفض أن ترفع الصوت عالياً ضد إسرائيل”. لدى وصول المظاهرة الى ساحة “سانت أوغوستان”، كانت جحافل من الشرطة تنتظر المتظاهرين، وتسد جميع الطرق المؤدية الى السفارة الإسرائيلية، بستائر حديدية، وعربات مصفحة. إحتل بعض المتظاهرين مساحة لهم، وصلى بعضهم على روح الشهداء. وبعد فترة اندلعت الاشتباكات مع عناصر الأمن، بالتراشق بالحجارة، والعصي، ومقاعد المطاعم المجاورة، لترد الشرطة بقنابل الغاز والانتقالات.
بريطانيا
في بريطانيا شهدت أكثر من ثلاثين مدينة مظاهرات شبه يومية منددة بالعدوان فور وقوعه، وصلت للذروة في يوم السبت 3 يناير، حيث تروي الصحافية الاشتراكية عاليه الرياني أن مظاهرات عارمة اندلعت، وصل عدد المتظاهرين فيها إلى 50 ألف متظاهر، أكبرها في العاصمة لندن حيث بلغ عدد المتظاهرين بها اكثر من 15 ألف متظاهر، و في مانشستر 5 الآلاف متظاهر و3 الاف في إدنبره. بدأت المسيرة الاحتجاجية هذا اليوم في لندن من الساعة الواحدة ظهرا في شارع امبانكمينت علي مقربه من ساعه بيج بن ومرورا بمقر رئيس الوزراء ف شارع داوننج. وقاموا بالقاء احذيتهم علي مقر رئيس الوزراء، و قد قامت الشرطه بحمايته باستماته مستخدمين عدد هائل من رجال الشرطة، الممتطين الخيول، ورغم ذلك واصل المتظاهرين مسيرتهم حتي اجتمعوا في ميدان ترافلجار بوسط لندن، وإحتلوا الساحه مطالبين بوقف اطلاق النار الفوري، ومرددين شعارات مثل “أوقفوا الحرب علي غزة الآن”، “تحيا غزة”، “يسقط حسني ومبارك و الخونة”. ورغم البرد القارس توجهت حشود غفيره الي مقر السفاره الاسرائيلي’، واشتبكت مع قوات الشرطة التي استعملت الهراوات والكلاب لتفريق المحتجين.
مظاهرات مدن أوربية
في اليونان استخدمت الشرطة قنابال الغاز لتفريق 3 آلاف متظاهر أمام السفارة الإسرائيلية بأثينا. وفي أسبانيا اندلعت المظاهرات أمام سفارتي آمريكا وإسرائيل، في مدريد، رفعت فيها الأحذية للمطالبة بتعليق إتفاق الشراكة الأوروبية الإسرائيلية. ومظاهرات أخرى أمام وزارة الخارجية الأسبانية تدعو لوقف تصدير السلاح الأسباني لإسرائيل. وعمت المظاهرات مدينة غرناطة.
اعتصم ثلاث آلاف أمام السفارة الإسرائيلية في أوسلو بالنرويج مطالبين بالجلاء الفوري لقوات الإحتلال عن غزة، واشتبكوا مع الشرطة. وفي أوكرانيا تجمع مئات الأشخاص من العرب والمسلمين المقيمين، والمواطنين أمس الأول في جميع المراكز الثقافية الإسلامية والجمعيات الدينية لأداء صلاة الغائب علي أرواح ضحايا غزة وتقديم التعازي.
في ألمانيا جاب نحو عشرة آلاف متظاهر مساء أمس الشوارع الرئيسة في العاصمة الألمانية برلين منددين بالعدوان الإسرائيلي المتواصل علي قطاع غزة. وحملوا صورا لضحايا الهجمات الإسرائيلية من الأطفال والنساء، ولافتات تدعو المواطنين الألمان لعدم الصمت. في بلغاريا، دعا حوالي مائتي متظاهر الحكومة إلي دعم جهود السلام وأدانوا الغارات الإسرائيلية. كما شهدت السويد وهولندا وبولندا وفنلندا مظاهرات واعتصامات احتجاجية.
مظاهرات شرق أسيا
في العاصمة الكورية الجنوبية سول قال الناشط الاشتراكي كيم يونج ووك إن إثنين من اكبر الأحزاب اليسارية في كوريا الجنوبية، وأكثر من 130 شخصا نظموا مسيرة تضامنية امام السفارة الإسرائيلية في وسط المدينة للتعبير عن غضبهم ضد مجزرة قطاع غزة، وأطلقت الحكومة الكورية والمدرسون احتجاجات تضامنية وضمت المظاهرة عمالاً مهاجرين. وشهدت العاصمة اليابانية طوكيو وقفات شبيهة. وتواصلت المظاهرات في مختلف المدن الإندونيسية. فقام مئات من الطلبة الإندونيسيين بمسيرة جابت شوارع العاصمة ويتبعهم الآلاف رافعين لافتات تدعو إلي محو إسرائيل من خريطة العالم.
في أمريكا الشمالية نظمت الجالية العربية والمنظمات اليسارية وحركة مناهضة الحرب مظاهرات حاشدة في مختلف مدن الولايات المتحدة وكندا، ولوحظ فيهم مشاركة قوية من اليهود المعادين للصهيونية. وفي أمريكا الجنوبية قامت مظاهرات في فنزويلا وتشيلي والأرجنتين وبنجلاديش. وتتولى المظاهرات دفاعاً عن الكرامة الٌانسانية التي تذبح في غزة.