بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

العالم يتضامن مع غزة

استمرت المظاهرات التضامنية مع غزة في عواصم العالم، حتى بعد وقف إطلاق النار، للمطالبة بفتح معبر رفح ومحاكمة قادة الكيان الصهيوني كمجرمي حرب ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية.

شهدت المظاهرات، التي اندلعت في أنحاء مختلفة من العالم، مشاركة قوية لبعض القوى اليسارية، حيث كان وجود طلاب جامعيين يساريين والنقابات العمالية ومناهضو الحرب، بارز في كل المظاهرات، كما شارك أيضاً عدد من يهود البلدان الغربية، المعادين للصهيونية، سواء يساريين منهم أو متدينين، في عدد من المظاهرات، مما يدل على سقوط مدوي للدعاية الصهيونية، بالرغم من لجوء إسرائيل إلى وسائل متعددة، لإخفاء حقيقة المذبحة، التي نظمتها في غزة، من منع الصحافيين الأجانب من الدخول إلى غزة، لمنع تغطية أحداث الحرب، وكذلك تجنيد إسرائيل مدونين، واستعمالها لتقنيات الإنترنت، من خدمة “تويتر” لإرسال الرسائل القصيرة على المحمول، و”يوتيوب” لبث فيديوهات لعمليات للجيش الإسرائيلي.

اجتاحت الجامعات البريطانية موجة من الاعتصامات التضامنية مع غزة، نظم معظمها الطلبة اليساريون من حركة “أوقفوا الحرب” وحزب العمال الاشتراكي. بدأت الموجة من جامعة الدراسات الشرقية والأفريقية، بلندن، وامتدت إلى 61 جامعة أخرى (ومنها جامعات شهيرة، مثل أوكسفورد وكامبريدج)، كما قامت مجموعات طلابية باحتلال مباني الجامعات، وتنظيم محاضرات بالتوازي من المحاضرات الرسمية، وعملت لضغط على إدارات الجامعات بهدف قطع العلاقات الأكاديمية مع إسرائيل، ولتوفير منح دراسية لطلبة غزة، كما طالب الطلاب بطرد ممثل وزارة الدفاع البريطانية، من حرم الجامعات لمنعهم من تجنيد الطلبة للجيش. وقد استمرت بعض تلك الاعتصامات لأكثر من أسبوع، وتكلل معظمهم بالنجاح. وقد استخدم المعتصمون رسائل المحمول والمدونات لبث أخبار وفيديوهات تحركاتهم للعامة ولزملائهم الطلبة بالجامعات الأخرى.

استمرت المظاهرات التضامنية مع غزة في عدد من المدن البريطانية، حيث اقتحم المتظاهرون مقرات الـ”بي بي سي”، في لندن وجلاس،جو بعد رفض المحطة بث إعلان لجمع المعونات لضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة.

لم ينسى المنتفضون في اليونان وأيسلندا أقرانهم في غزة. حيث شهدت عاصمتا الدولتين سلسلة من التحركات التضامنية مع غزة، التي نددت بالعدوان. وفي بلجيكا شاركت النقابات العمالية، مع جماعات اليسار، والجاليات العربية، في حملة ضغط على الحكومة البلجيكية، تكللت بقرار يضع المزيد من القيود على تصدير السلاح إلى إسرائيل.

وفي النرويج نظمت مظاهرات حاشدة ضمت 40 ألف شخص وتخللتها اشتباكات بين عناصر يسارية وقوات الشرطة، أضرب سائقو القطارات والمترو بـ82 مدينة بالنرويج لمدة دقيقتين بكل محطة يوم ٩ يناير تضامنا مع غزة..

أعلنت نقابة عمال الموانئ، في جنوب أفريقيا، رفض استقبال وتحميل السفينة الإسرائيلية، التي كان من المقرر وصولها لميناء دربان، يوم ٨ فبراير، وانتقدت النقابة نظام الفصل العنصري، الذي تطبقه إسرائيل، في الأراضي الفلسطينية، هذا النظام الشبيه بالنظام الذي كان سائد في جنوب أفريقيا.

نظمت الجالية العربية، في أمريكا الشمالية، والمنظمات اليسارية، وحركة مناهضة الحرب، مظاهرات حاشدة في مختلف مدن الولايات المتحدة وكندا، ولوحظ فيهم مشاركة قوية من اليهود المعادين للصهيونية، والذي قام عددا منهم بسد مداخل القنصلية الإسرائيلية في سان فرانسيسكو، وأعطى هذا الزخم الجرأة لعدد من الأكاديميين اليساريين، لإطلاق أول حملة علنية لمقاطعة إسرائيل أكاديمياً، بدأت من جامعات كاليفورنيا، في يناير الماضي.

شهدت معظم بلدان أمريكا اللاتينية مظاهرات تضامنية ضخمة في الميادين العامة، وفي الوقت نفسه، الذي قطعت الحكومات اليسارية في فنزويلا وبوليفيا العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.

حاولت إسرائيل إنقاذ ماء وجهها فبدأت حملتها المعتادة في توجيه تهم “معاداة السامية” لمنتقديها، وحرصت بشدة على استمرار منع الصحافيين الأجانب من الدخول للقطاع. كما لجأت لأسلوب جديد وهو تجنيد أكثر من ألف مدون إسرائيلي من المتحدثين باللغات الأجنبية المختلفة ل”غزو” المدونات والمواقع المعادية للصهيونية بالتعليقات. وأطلق جيش الاحتلال قناة فيديو على موقع “يوتيوب” الشهير لنشر صور غارات الجيش على ما أسماه “مخابئ السلاح” في غزة، وأنشأت القنصلية الإسرائيلية بنيويورك حسابا على موقع “تويتر” الإلكتروني لبعث رسائل المحمول إلى المواطنين بأمريكا والعالم.