بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

عربي ودولي

آلاف الفلسطينيون يتظاهرون ضد مشروع برافر..

النضال مستمر ضد مشروعات التهجير العنصرية

تظاهر آلاف الفلسطينيين مجددا، في مناطق متعددة من أراضي 48، والقدس الشرقية وقطاع غزة، يوم الأحد الأول من ديسمبر الجاري، ضد مشروع برافر الذي يرمي إلى مصادرة 800 ألف دونم من أراضي النقب، ومحو نحو 40 قرية بدوية، وطرد عشرات الآلاف من البدو.

تطورت المظاهرات إلى اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت أكثر من خمسين متظاهرا، واستخدمت قنابل صوتية وقنابل غاز، وهو ما وصفته منظمات حقوقية في إسرائيل “بالوحشية”! كما قام بعض المستوطنين في رام الله بإطلاق الرصاص على المتظاهرين الفلسطينيين، بينما اعتبر ناشط إسرائيلي أن الحكومة تدفع البدو دفعا نحو المواجهات.

هذا وقد وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المتظاهرين بأنهم ” قلة عنيفة مثيرة للإزعاج.. ترغب في حرمان قطاعات عريضة من السكان – يقصد المستوطنين – من مستقبل أفضل”، كما اتهمت الحكومة الإسرائيلية الحركة الإسلامية بالوقوف وراء الاحتجاجات.

ملف طويل الأجل
المشروع الذي يحمل اسم “برافر – بيجن” أخرجته لجنة حكومية برئاسة نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق “إيهود برافر” تحت اسم “مخطط تنظيم إسكان البدو في النقب”، وتم التصديق عليه من جانب الحكومة الإسرائيلية في يناير 2013، وصدق عليه الكنيست في يونيو2013.

يشكل النقب 60% من مساحة فلسطين (12ألف كم2)، ويضم أغلبية البدو الفلسطينيين، الذين تربط معظمهم العلاقات القبلية ببدو سيناء. امتد وجود البدو حتى 1948 على مساحة 2 مليون دونم (نصف مليون فدان تقريباً). وقد اعتبر بن جوريون النقب احتياطياً لأراضي الاستيطان، وقام بترحيل البدو قسرياً منها، وحصر من بقوا في 7% فقط وإعلان بقية المناطق كمناطق عسكرية. وخلال الفترة من 1969- 1989 اعترفت اسرائيل بستة بلدات بدوية فحسب، ورسمت حدود بلدية ضيقة لهذه البلدات، بهدف حصر الوجود البدوي.

في مطلع الألفية الجديدة تقلص انتشار البدو (160 ألف نسمة) إلى أقل من نصف أراضيهم (880 ألف دونم/ 220 ألف فدان تقريبا) في 46 قرية، لا تعترف الحكومة الإسرائيلية بـ 36 منهم، ولا يتملك البدو فعلياً سوى 5% من مساحة النقب. ومع ذلك اعتبر شارون أن بدو النقب جزء من المشكلة الديموغرافية التي تهدد وجود إسرائيل كدولة عنصرية “لليهود”، ولهذا كلف “برافر” برئاسة لجنة لبحث أوضاع النقب، ثم جاء نتنياهو ليعيد تنشيط عملها بلجنة “بني بيجن”، وانتهت بتقرير، وافقت عليه الحكومة وأوكلت تنفيذه لوزير الإسكان المتطرف أوري أورييل.

وقد رصدت الحكومة الإسرائيلية 8 مليار شيكل في مشروع تهجير البدو تركيزهم في عدد محدود من المناطق المكتظة بالفعل بالسكان.

تعاني القرى البدوية من نقص شديد في المرافق والخدمات، والأبشع أن القرى تتعرض لحملات الهدم والمداهمات المتكررة، مثل قرية العراقيب التي تعرضت للهدم أكثر من ثلاثين مرة. كما تتعرض لرش المبيدات التي تقتل المحاصيل وتؤثر على الإنسان والدواب، كما تصادر القوات الإسرائيلية قطعان الأغنام التي يتعيش منها البدو، وبذلك تزيد من مشكلة البطالة المستفحلة بالفعل.

بالتزامن مع مشروع “تهويد النقب”، تسير خطة تهويد القدس على قدم وساق، في الوقت الذي تعاني فيه منطقة الجليل في الشمال، ذات الأغلبية العربية من مشروع “تهويد” موازي. ويصبح الفلسطينيين أسرى داخل مناطق مكدسة ومعزولة أشبه بالمعازل (الكنتونات) التي حبس فيها نظام الفصل العنصري الزنوج في جنوب افريقيا، وربما القضاء عليهم بالترحيل أو حتى بالإبادة.

لكن النضال الفلسطيني الذي يصر على اختيار طريق المقاومة، بمعزل عن الفصائل السياسية المهادنة بكافة أشكالها، يعطي الأمل في تصعيد الكفاح ضد الاحتلال الصهيوني.