الانتفاضة الشعبية تنتقل من تونس إلى الجزائر

الصورة من الدولية
بينما بلغت انتفاضة سيدي بوزيد في تونس يومها العشرين، حيث توفي الشاب محمد البوعزيزي، الذي تفجرت الانتفاض هناك إثر إشعاله النار في نفسه احتجاجا على سياسات الفقر والتهميش والاضطهاد. اندلعت في عدة أحياء شبية جزائرية تقع في مناطق متعددة في الجزائر، أكبرها في منطقة باب الواد في الجزائر العاصمة، حركة احتجاجية تنذر ببوادر انتفاضة جماهيرية جديدة. جاءت الانتفاضة كرد فعل جماهيري عفوي على قرار الحكومة رفع أسعار المواد الغذائية الاساسية خلال الأسبوعين الماضيين. وقد رفع المتظاهرون في باب الواد شعارات تطالب الحكومة بوقف الارتفاع في الأسعار، بينما نشبت مواجهات مع قوات الأمن، وتعطلت حركة المرور.
في الوقت نفسه شهدت منطقة "زرالدة"، التي تقع في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية احتجاجات عنيفة انتهت بصدامات بين الجماهير المحتجة وقوات الأمن. وفي "وهران" التي تبعد 430 كيلومترا غرب العاصمة الجزائرية، نشبت مواجهات لا تقل نفا بين المتظاهرين وقوات الأمن. وقد أضرم متظاهرون النيران في إطارات مطاطية و حطموا محطة للنقل . تأتي هذه الاحتجاجات في اعقاب موجة غضب اندلعت أيضا في مناطق أخرى في الجزائر، هي منطقة "سطاوالي" بالضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية، و القليعة والشعيبة بولاية تيبازة، الواقعة على بعد خمسة كيلومترات غربي العاصمة الجزائرية.
بالطبع ، كانت التصريحات الرسمية، على غرار تصريحات نظام بن علي في تونس، ومبارك في مصر، فقد أعلن وزير التجارة الجزائري مصطفى بن بادة أن الحكومة بصدد اتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من الزيادات غير مبررة في أسعار المواد الغذائية. وإنه من المقرر عقد مجلس حكومي خاص بداية الأسبوع المقبل لدراسة الاجراءات اللازمة لمواجهة مشكلة ارتفاع الأسعار. كما ذكر بن بادة في مؤتمر صحفي: ” سيتم استكمال الاجراءات المتعلقة بالمنافسة والممارسات التجارية بما يتيح للحكومة التدخل سواء بتحديد الأسعار أو وضع حد لها مع وضع آلية تحدد هوامش الربح بالنسبة للمواد الأساسية واتخاذ الاجراءات العقابية للمتعاملين الذين لا يحولون صعودا ونزولا بالأسعار من السوق الخارجية الى السوق الوطنية. في محاولة للتسويف، حيث "وعد" باستقرار الاسعار في "مارس" المقبل، كما حاول إرجاع الأزمة إلى ضمائر التجار وجشع المحتكرين، وغيرها من الادعاءات المعروفة، التي وإن لم تخلُ من صحة لكنها لا ترجع المشكلة إلى اسبابها الحقيقية.
يذكر أن اسعار المواد الغذائية قد قفزت خلال الأيام الأخيرة، حيث ارتفع سعر السكر مما يعادل دولار أمريكي إلى دولار ونصف، بزيادة 50%، كما ارتفع الزيت بنسبة 75% خلال اسبوعين، وتعرضت بقية السلع لارتفاعات بالنسب ذاتها.
جدير بالذكر أن عائدات النفط والغاز في الجزائر قد وصلت إلى 55.7 مليار دولار في نهاية 2010 وفق بيانات الحكومة الجزائرية، مسجلة بذلك ارتفاعا نسبته 25بالمئة عن عائدات العام الماضي.
وعلى خلفية الاحتجاجات، قامت السلطات الجزائرية باعتقال الشيخ علي بلحاج، نائب رئيس الجبهة الاسلامية للإنقاذ، التي تحظرها السلطات، ومعه أحدابناءه وشخصين آخرين، وذلك بعد قيامه بإلقاء كلمة أمام حشد من المتظاهرين في حي باب الواد بالجزائر العاصمة.