بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

عربي ودولي

في ذكرى مذبحة جنين في 2002:

الصمود بالسلاح.. وبالأمعاء الخاوية

أحد عشر عاما على مذبحة جنين
 
في مطلع أبريل الجاري، تحل الذكرى الحادية عشر لمذبحة جنين، التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية على مدار ما يقرب من اثنا عشر يوما، ضد سكان مخيم جنين للاجئين، الواقع بمحافظة جنين بالضفة الغربية الفلسطينية.
 
فخلال الفترة من 1 – 12 أبريل 2002، حشد الجيش الإسرائيلي قواته صوب مخيم جنين للاجئين ومدينة نابلس القديمة، وأعلن أنها عملية تعقب للمقاتلين الفلسطينيين المسئولين عن عملية تفجير فندق بمدينة “نتانيا”.
 
ما لا يأتي بالقوة..
 
وقد صمد المقاتلون الفلسطينيون أمام القوات الإسرائيلية برغم فارق القوى الرهيب، فقرر الجيش الإسرائيلي إعمال الشعار الذي رفعه نتنياهو “مالا يأتي بالقوة.. يأتي بالمزيد من القوة”، وقام باجتياح المخيم لإبادة المقاتلين والسكان عى حد سواء، كعقاب جماعي لهم، وبعد التهديد والضغط النفسي، نزح ما يقرب من 11 ألف مواطن فلسطيني، بينما بقي أكثر من أربعة آلاف آخرين.
 
استخدم الإسرائيليون كل أنواع الأسلحة، من مدرعات ودبابات ومروحيات، ورافقته جرافات لهدم البيوت على ساكنيها، وقد سويت بعض المناطق بالأرض تماما، وفاحت روائح الجثث بشكل لا يطاق حسب روايات بعثات دولية. ليس هذا فحسب بل قام الإسرائيليون بقطع المرافق تماما، ومنع تقديم الإسعافات، بل وحتى الاعتداء على طواقم الإسعاف وموظفي وكالة الغوث، واستخدام بعضهم كدروع بشرية، بالإضافة إلى الاعتقالات التعسفية والتعذيب.
 
أحصي عدد القتلى رسميا بـ(58) شهيد فلسطيني، 40% منهم نساء وأطفال ومسنين، لكن هناك تقديرا ترفع هذا الرقم إلى أضعاف مضاعفة –بعضها إلى 500 شهيد- نظرا لعمليات القتل العشوائي وقصف وهدم حواري بأكملها. في المقابل تكبد الإسرائيليون 23 قتيل بين جنودهم ، منهم 12 قتيل في كمين واحد، قرر الجيش الإسرائيلي بعده تغيير تكتيكاته الهجومية لتصبح أكثر شراسة، وركزت عملياتها في اليومين الأخيرين على التدمير العشوائي للمخيم ككل.
 
جرائم فاقت النازية
 
وقد سجلت بعض الشخصيات مشاهداتها خلال تفقدها للمخيم عقب المذبحة، فيقول خوسيه ساراماجو رئيس البرلمان البرتغالي السابق الحائز على جائزة نوبل للآداب :”المعلومات والصور شيء، والواقع شيء آخر.. إن ما يحدث هنا جريمة يجب أن تتوقف.. لا توجد أفران غاز هنا، ولكن القتل لا يتم فقط من خلال أفران الغاز. هناك أشياء تم فعلها من الجانب الإسرائيلي تحمل نفس أفعال النازي”.
 
ويقول الأديب الإسباني خوان جويتسولو:”كيف يفسر حق الدفاع عن النفس بأنه إرهاب، والإرهاب دفاع عن النفس!. إني أستطيع أن أعدد دولاً تمارس الإرهاب، وإسرائيل هي إحدى هذه الدول. يجب أن نخرج أنفسنا من الكليشهات، وألا نساوي بين القاتل والضحية، بين القوة المحتلة والشعب الذي يرزح تحت الاحتلال ويقاومه”.
 
وكذلك راسل بانكس الكاتب الأمريكي ورئيس البرلمان العالمي للكتاب قال: “..عندما اجتزنا الحاجز أحسست بأن الباب أغلق خلفي وإني في سجن. إن جميع أعضاء الوفد متأكدون أنه سيتم اتهامهم بـ (معاداة السامية) خصوصاً في الولايات المتحدة. لكن هذا لا يخيفنا. يجب أن نرفض هذا الإرهاب الفكري، الذي يدعي أن توجيه الانتقادات للجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين هو نوع من معاداة السامية”.
 
وعام على معركة الأمعاء الخاوية
 
بعدما تقطعت بهم السبل، وتحولت منظمات “مقاومة” الاحتلال إلى “سلطة” لقمع الشعب الفلسطيني، لم يجد الأسرى سوى إعلان الإضراب عن الطعام، وبشكل غير مسبوق، فيما عرف بـ”معركة الأمعاء الخاوية” والتي بدأت في أبريل 2012.
 
طرح الأسرى عدة مطالب، من بينها :
* إنهاء سياسة الاعتقال الإداري، والعزل الانفرادي.
* وقف الاعتداءات والاقتحامات لغرف وأقسام الأسرى. وقف العقوبات الفردية والجماعية  ضدهم.
* السماح بالزيارت العائلية وخاصّة لأسرى قطاع غزة، ووقف سياسة التفتيش والإذلال لأهالي الأسرى على الحواجز خلال الزيارات.
* تحسين العلاج الطبي للأسرى المرضى، والسماح بإدخال الكتب والصحف والمجلات.
 
وقد لجأت مصلحة السجون الإسرائيلية إلى المماطلة والتسويف وتقسيم المطالب، بهدف المزيد من الضغط على الأسرى لإضعافهم وشق صفوفهم.
 
ومن أشهر حالات الأسرى خضر عدنان، والذي تقدم إضرابه “معركة الأمعاء الخاوية” فقد تم إطلاق سراحه في فبراير 2012 بعد إضراب دام 66يوما، تعرض خلالها لضغوط شديدة تمثلت في محاولة إجباره على تناول الطعام عبر خراطيم، وتفتيشه عاريا وحبسه في زنزانة مع تركيز إضاءة قوية طوال الوقت وإصدار أصوات مزعجة لتدمير مقاومته. وقد لحق الأسيران “ثائر حلاحلة” و”بلال ذياب” بزميلهم خضر عدنان. وفي فبراير من العام الحالي 2013، أعلن 800 أسير فلسطيني دخولهم إضراب مفتوح عن الطعام.
 
سامر عيساوي.. أطول إضراب في التاريخ

أما سامر عيساوي فقد دخل إضرابه عن الطعام للشهر العاشر، حيث تجاوز إضرابه اليوم الـ280، وهو يعد أطول إضراب عن الطعام في التاريخ، بل أنه يتجاوز ضعف أطول إضراب تم تسجيله، حيث كان أطول إضراب هو ما قام به “بهجت سونج” و”دوت” في الهند، لمدة 116 يوم في أكتوبر 1929.
 
يصل عدد السجناء الفلسطينيين المسجلين في السجون 4700 سجين، منهم 13 امرأة وأكثر من مائتي قاصر، وهم  موزعون على 17 سجن، وأكثر من 20 أسير في مستشفى سجن الرملة.