تضامنا مع الأسير الفلسطيني سامر العيساوي
الأسرى الفلسطينيون بسجون الاحتلال يعلنون الإضراب الجزئي

أعلنت القوى الوطنية الفلسطينية أن نحو 800 أسير من أربعة فصائل هي (الجبهة الشعبية، الجبهة الديمقراطية، حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس) في ثلاثة سجون قرروا خوض إضرابا عن الطعام ليوم واحد، الثلاثاء 19 فبراير، تضامنا مع الأسرى المضربين في ملحمتهم البطولية التي يقودها الأسير سامر العيساوي إلى جانب إخوانه المضربين عن الطعام وهم أيمن الشراونة (أكثر من 140 يوم إضراب) وطارق قعدان وجعفر عز الدين (أكثر من 80 يوما إضراب).
ومع فجر الثلاثاء سيدخل الأسير المناضل سامر العيساوي إضرابه عن الطعام منذ أول شهر أغسطس من العام الماضي ولمدة 211 أيام متتالية، أضرب فيها عن الطعام نهائيا فيما إتخذ قبل أسبوعين خطوات أكثر تصعيدا بامتناعه عن شرب المياه. ووفقا لوزارة الأسرى الفلسطينية ومنظمات حقوقية مختلفة فإن الوضع الصحي للأسرى أصبح في غاية الصعوبة، وأن خطرا كبيرا يحيق بالشراونة والعيساوي الذي فقد وزنا كبيرا من جسمه وأصبح أشبه بهيكل عظمي مكسو بالجلد. كما أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قبل أيام أن الكليتان قد توقفا عن العمل وأصابه الشلل العصبي علاوة على اضطرابات في أجهزة جسده في ظل الإهمال الصحي الذي يمارس بحقه من قبل إدارة السجن وتعمد إجراء التنقلات المرهقة لحالته.
فيما شهد الموقف تطورات على عدة مستويات، فمع ساعات الفجر الأولى اقتحمت القوات الإسرائيلية بيت الأسير واعتقلت شقيقه بهدف ترهيب الأسرة وممارسة مزيدا من القمع والضغط كسبيل لإنهاء الإضراب، وكان رد العيساوي رسالة من داخل الأسوار حملت وصيته في انتزاع حرية الوطن قائلا:”إن معركتي أكبر من حرية فردية، معركتي أنا وزملائي الأبطال طارق وأيمن وجعفر هي معركة الجميع، معركة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وسجونه، من أجل أن نكون أحراراً وأسياداً في دولتنا المحررة وفي قدسنا الشريف”.
وعلى الصعيد السياسي، فقد طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الأمم المتحدة التدخل في قضية الأربعة أسرى المضربين، فيما استنكرت شيرين شقيقة الأسير سامر العيساوي ما قام به الرئيس من الاتصال بزوجة قائد هيئة الأركان الإسرائيلي السابق”أمنون شاحاك” لتعزيتها بوفاته، في حين “لم يكلف نفسه” الاتصال بعائلة العيساوي للاطمئنان عليه، واليوم يُعتقل أخيه دون سبب. فيما أعرب الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية التي ينتمي إليها العيساوي، أنه سيرد بقوة في حال وفاته أو وفاة أي أسير في المعتقل، يأتي ذلك برغم توقيع الجبهة على اتفاق الهدنة مع اسرائيل أواخر العام الماضي الذي يقضي بأحقية القوات المحتلة في مطاردة من يشتبه بهم !
وفي غضون الدعوات للإضراب فقد تظاهر آلاف الفلسطينيين في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية تضامنا مع المضربين عن الطعام، وسط مصادمات مع الجيش الإسرائيلي الذي استخدم الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، فيما تظاهر آخرون بمدينة نابلس. كما نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، التي ينتمي إليها الأسير العيساوي، سلسلة من الفعاليات الداعمة والمساندة للأسير أمام مخيم الدهيشة بمدينة بيت لحم.
جدير بالذكر دخول 360 أسيرا فلسطينيا إضرابا عن الطعام ليوم واحد في ثلاثة أقسام بسجن “ريمون” الإسرائيلي يوم الخميس الماضي تضامنا مع الأسرى فيما ازدادت الدعوات لتوسيع حجم التضامن ضد المحتل الصهيوني وانتصارا للقضية الفلسطينية.