نقلاً عن الصحف الإسرائيلية:
مرور الغواصة لم يكن الأول ولن يكون الأخير
في مطلع الشهر الحالي عبرت الغواصة الإسرائيلية، من طراز دولفين، قناة السويس، في طريق عودتها إلى البحر المتوسط، وذلك بعد رحلتها إلى ميناء إيلات ضمن مناورات إسرائيلية في البحر الأحمر، تمت الشهر الماضي. تم تدعيم قوات الأمن بالقناة بمائتي جندي، مع تعطيل الحركة في كوبري السلام، والمعديات، كما تم تعطيل الصيد تماما خلال الساعات الثماني لمرور الغواصة في القناة.
قال عضو مجلس الشعب صلاح الصايغ (عن حزب الوفد)، الذي سبق أن قدم طلب إحاطة حول الموضوع، إن الحكومة لا تقيم وزناً للمجلس النيابي، ولا تعبأ بأمر المواطن المصري. وكانت تصريحات المسئولين المصريين في البداية تنكر الحدث، ثم نقلت صحف مصرية عنهم إنهم لا يؤكدون التحركات العسكرية ولا ينفونها. وأن إدارة القناة لا تعلن عن تحركات القطع الحربية المارة بقناة السويس، سواء كانت إسرائيلية أو غير إسرائيلية، وأن قناة السويس ملتزمة باتفاقية القسطنطينية الموقعة عام 1888 الخاصة بعبور القطع الحربية، لكل الدول ما عدا التي تكون في حالة حرب مع مصر. وأنه ليس هناك أي “تعاون عسكري بين مصر وإسرائيل”، وأن القاهرة “لم ولن تقدم أي تسهيلات لوجيستية إلى إسرائيل من أجل الهجوم على إيران”.
ثم عاد مسئولون في هيئة قناة السويس للتصريح بأن “مصر فحصت الغواصة النووية الإسرائيلية دولفين.. وإن كل القطع الحربية النووية يتم فحصها بمعرفة خبراء الطاقة الذرية المصريين أن الغواصة رافقتها قطع حربية مصرية خلال عبورها من القناة، وتم اتخاذ نفس إجراءات عبور القطع الحربية الأخرى، ووفقاً للمادة الخامسة، من معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية، الموقعة عام 1979:
تتمتع السفن الإسرائيلية والشحنات المتجهة من إسرائيل وإليها بحق المرور الحر في قناة السويس ومداخلها في كل من خليج السويس والبحر الأبيض المتوسط، وفقا لأحكام اتفاقية القسطنطينية لعام 1888 المنطبقة على جميع الدول… كما يعامل رعايا إسرائيل وسفنها وشحناتها وكذلك الأشخاص والسفن والشحنات المتجهة من إسرائيل وإليها معاملة لا تتسم بالتمييز في جميع الشئون المتعلقة باستخدام القناة.
جدير بالذكر أنه في أغسطس 2008، عبرت القناة غواصة وبارجة أمريكيتين، بمصاحبة زورقين إسرائيليين، حينها، قمت هيئة قناة السويس بتشديد الإجراءات الأمنية ومنع الملاحة، وتكثيف القبضة الأمنية على المناطق السكنية المطلة على القناة.
لم تقم المصادر الرسمية الإسرائيلية بنشر أخبار الغواصة، لكنها عملت على نقل الخبر عبر عناصر أمنية إلى وكالة رويتر، ليتم تناقله بعد ذلك، وقد علقت مصادر أمنية إسرائيلية، بعد ذلك بقولها:” إنه تحذير لإيران، بأن إسرائيل قادرة على المرور، دون أدنى مشكلة، في قناة السويس، في طريقها إلى الخليج ، وأن هناك تعاون بين تل أبيب والقاهرة، بكل ما يتعلق بالأخطار المشتركة على المنطقة.
البارجة الإسرائيلية “حانيت-الحربة” كانت قد عبرت قناة السويس خلال الشهر الماضي، في رحلتها الأولى بعد “تعافيها” من جراء إصابتها على سواحل بيروت، في حرب لبنان 2006، جراء قصف مقاتلي حزب الله لها. وقد أذاع التلفزيون الإسرائيلي تصويرًا احتفاليًا لعملية الإبحار. حانيت من موديل (سَعَر-العاصفة5)، تحمل صواريخ مضادة للطائرات، وصواريخ مضادة للغواصات، كما قامت البارجة الإسرائيلية إيلات بالرحلة نفسها. وقد عبرت القناة، خلال العام الحالي، ست سفن إسرائيلية، بينها ثلاث حربية، والعدد يصل على 308 خلال السنوات الخمس الماضية.
ذكر مسئول في الجيش، أن الغواصة عبرت طافية، ولم تجر أية محاولات لإخفاءها.
وأن المناورة مخطط لها منذ شهور، وقد علقت مصادر مقربة للاستخبارات الإسرائيلية بقولها: إن مرور غواصة إسرائيلية يستلزم بالضرورة موافقة السلطات المصرية مسبقا، وأن مرور غواصة تحمل سلاح نووي يستلزم بلا شك تصديق أعلى سلطة في القاهرة.
نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن مئير داجان، رئيس الموساد، قوله إن السعودية ستغض الطرف عن مرور طائرات حربية إسرائيلية في مجالها الجوي، في طريقها لضرب إيران، وأن ذلك تم حسب مباحثات سرية، أنكرتها السعودية. وذكرت الصحيفة، أن الاتصالات لم تنقطع بين مسئولين إسرائيليين رفيعي المستوى، بينهم رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، وبين نظرائهم السعوديين.
وقد علق جون بلتون، سفير الولايات المتحدة السابق بالأمم المتحدة، أن قادة الأنظمة العربية، وإن لم يعلنوا، فإنهم سيسمحون للطائرات الإسرائيلية بالمرور في مجالهم الجوي، وبعدها سوف يعلنون إدانتهم للهجوم على منصات الأمم المتحدة.
ذكرت مصادر مقربة من الاستخبارات الإسرائيلية أنه هناك محور مصري – إسرائيلي – سعودي، متحالفا ضد إيران، بل ولا ترضيه سياسة أوباما تجاه إيران، وأن زيارة عمر سليمان لإسرائيل في22- 23أبريل الماضي، لم تكن من أجل الشأن الفلسطيني، ولكن سليمان التقى وقادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، الموساد، وشعبة الاستخبارات العسكرية، والشاباك (جهاز الأمن العام)، وبحثوا موضوعات إيران وسوريا وحزب الله وحماس، وتنسيقهم في منطقة الشرق الأوسط، وردود أفعالهم في حالة ضرب إسرائيل لإيران.