بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

مظاهرات ضد إجراءات التقشف في شوارع إسبانيا والبرتغال

انطلقت يوم السبت الموافق 15 سبتمبر مظاهرات ضخمة في اسبانيا والبرتغال ضد خطط التقشف. والتقى المحتجون من جميع أنحاء اسبانيا في العاصمة مدريد في تعبئة وطنية ضد تخفيضات الحكومة، تلك المظاهرات التي دعا لها ائتلاف من النقابات العمالية ومنظمات أخرى.

تجمعت عشرة من المسيرات ذات الألوان المختلفة حول المدينة, ممثلين مختلف القطاعات والمناطق. حيث سار الطلاب والعاملون في مجال التعليم سويا, وارتدى العاملون بالخدمات العامة الملابس السوداء حدادا على أجورهم الضائعة, بينما ارتدى المعلمون القمصان الخضراء، والعاملون بالخدمات الاجتماعية اللون البرتقالي. وانضمت إلى المسيرات تكتلات من النساء للدفاع عن حقوق الإجهاض، كما انضم العمال المهاجرون أيضا.

صرح سام روبسون, عضو المنظمة الاشتراكية (الكفاح)، التي تشارك في التحالف بين الاتحاد العام للعمال اليساري والمنظمات المناهضة للرأسمالية، لجريدة العامل الاشتراكي البريطانية: “شعارنا: لسنا مديونين بشيء, فلن ندفع شيئا.. كان الجو مفعما بالنضال وامتلئ وسط المدينة بأشخاص يحملون اللافتات ويرتدون القمصان تحمل شعارات سياسية”.

تدفق المتظاهرون إلى ساحة كولون المركزية التي لم تتسع لهم جميعاً. وقال المسئولون الحكوميون أنه لم يكن هناك سوى 65 ألف متظاهرا، لكن قبل ذلك بثلاث سنوات عندما ملئ المحتجون الساحة في مظاهرة قادتها الكنيسة ضد الإجهاض منذ ثلاث سنوات، زعم المسئولون أن المتظاهرين قد تجاوزوا المليون. وقد صرحت النقابات أن مظاهرة السبت الماضي وصلت إلى أكثر من ضعف حجم المظاهرة التي دعت إليها الكنيسة.

كانت الزيادة في ضريبة القيمة المضافة في وقت سابق من هذا الشهر قد أججت الغضب الجماهيري وأشعلت المظاهرات, وكانت تلك الزيادة في إطار خفض الإنفاق بقيمة 50 مليار جنيه استرليني الذي تم الإعلان عنه في يوليو الماضي.

تأتي تلك المظاهرة بعد مليونية في برشلونة الأسبوع الماضي للمطالبة باستقلال كاتالونيا عن اسبانيا، وبعد أشهر من المسيرات في الجنوب قادها اتحاد العمال الأندلسيين. فيما صوّرت الصحف تلك الأحداث في عناوينها الرئيسية الشهر الماضي بأنها كانت تحركات تهدف لاحتلال محلات السوبرماركت وإعادة توزيع المواد الغذائية علي الفقراء.

جدير بالذكر أن الدعوة للمظاهرة كانت للمطالبة بإجراء استفتاء شعبي علي التخفيضات في الإنفاق الاجتماعي, ولكن العديد من الأطراف المنظمة للمظاهرات طالبوا بأكثر من ذلك: إضراب عام. وعلّق سام روبنسون على ذلك قائلاً: “الاستفتاء استراتيجية سلبية للغاية.. دولة الرفاهة يتم تفكيكها, وهناك 5 مليون شخص عاطل عن العمل وحوالي ألفي عملية إخلاء من المساكن تتم كل أسبوع”، وقال أيضاً: “المسألة ليست حول التأييد أو الرفض، لكننا بصدد تحديد ما يجب فعله الآن.. ونحن بحاجة إلى خطة متماسكة للتعبئة والإضرابات”.

اعتقلت قوات الأمن أربع متظاهرين لرفعهم شعارات تنادي بمحاصرة مبنى البرلمان في 25 سبتمبر الجاري، كخطوة رئيسية في الخريف الساخن الذي تشهده اسبانيا حالياً.

أما البرتغال، فقد اندلعت فيها المزيد من الاحتجاجات في أكثر من 30 مدينة, فضلا عن عدد من السفارات البرتغالية في بلدان في أغلب أنحاء العالم. وكان شعارهم “تبا للترويكا” في تحدي واضح للاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي؛ فقد فرض أولئك الثلاث شروط قاسية على البلاد مقابل صفقة “إنقاذ”.

فقد أعلن رئيس الوزراء البرتغالي، بيدرو بيسوس كويلو، يوم الجمعة الماضي 14 سبتمبر عن التدابير التقشفية الجديدة، مما أثار ضجة كبيرة لما تشمله من ارتفاع في رسوم الضمان الاجتماعي بما يساوي فقدان أجر شهر كامل من كل عام. ولا تزال أعداد المتظاهرين تتزايد في شوارع أكبر المدن البرتغالية، لشبونة وبورتو، حتى وقت متأخر من بعد ظهر اليوم.

المصدر: جريدة العامل الاشتراكي