روح الثورة تنتشر في أنحاء اسبانيا
• المقال منشور لأول مرة في 17 يوليو بجريدة العامل الاشتراكي البريطانية، يصدرها حزب العمال الاشتراكي البريطاني
نضال عمال المناجم في اسبانيا أصبح بؤرة مناهضة التقشف
قامت الشرطة بإطلاق الرصاص المطاطي على مظاهرة لمئات الآلاف في العاصمة مدريد يوم الأربعاء، 11 يوليو، التي انطلقت بسبب إعلان رئيس الوزراء المحافظ ماريانو راخوي عن زيادة في الإجراءات التقشفية قيمتها 65 مليار يورو حيث تشمل هذه الزيادة ضريبة القيمة المضافة, خفض معونات البطالة وأجور القطاع العام, خصخصة الموانئ البحرية والمطارات والسكك الحديدية.
بدأ عمال المناجم إضرابهم منذ أكثر من 50 يوماً اعتراضاً على خفض الإعانات التي سوف يدمر صناعتهم, وقد ألهم نضالهم العمال في جميع أنحاء اسبانيا, ذلك النضال الذي تضمن معارك مع الشرطة واعتصامات بالمناجم. كما وصل وفد من عمال المناجم إلى العاصمة مدريد يوم الثلاثاء، 10 يوليو، في مسيرة بلغت مسافتها أكثر من 270 ميل، مما هيأ الفرصة للمزيد من العمال من مشاركتهم في الاعتصام.
أضاءت خوذات عمال المناجم الشوارع حيث حضر أكثر من 150 ألف شخص, كما رن هتاف "عاش كفاح الطبقة العاملة" وأناشيد من ثورة 1936 في أرجاء المدينة. وقد سافر العديد من أنصارهم عبر اسبانيا لاستقبالهم. ولاحقا ما انطلقت مسيرة ضخمة دعا اليها رسميا اكبر الاتحادات النقابية في اسبانيا, الاتحاد العام للعمال والجان العمالية. ولكن هذا لم يمنع الشرطة من مهاجمتها.
أولفيدو جونزاليز, عامل المنجم المتقاعد ذو الـ67 عاماً، والذي أصيب في ساقه برصاصة مطاطية, قال "كنا نسير سلمياً إلى حيث كان يتحدث قادة الاتحاد عندما بدأوا بإطلاق الأعيرة عشوائياً, لم يكن هناك أي تحذير". أما المتظاهر سام روبنسون فقال "احتمينا بمحطة لقطارات الأنفاق, لكنه كان من المستحيل الخروج مرة أخرى, فكلما حاول أحدهم الخروج كانوا يصوبون عليه".
بينما كان راخوي يتلو خططه عن العمل, صرخت النائبة عن حزبه أندريا فابرا قائلة "فليذهب العاطلين إلى الجحيم". قامت قوى المعارضة بالدعوة لاستقالتها في حين أدت صور أعضاء البرلمان المحافظين وهم يصفقون لها إلى اتساع دائرة الغضب الشعبي.
لقد استهدفت الاحتجاجات مكاتب الحزب الشعبي الحاكم, الذي أصبح حزب التيار المحافظ, إلا أنه من الممكن أن تتبع جذوره إلى ديكتاتورية الجنرال فرانكو. حيث قاد عمال القطاع العام مظاهرات ضد تخفيضات الأجور, وأشار قادة الاتحادات بإمكانية قيامهم بإضراب عام.
قد تكون هذة نقطة تحول للمقاومة في اسبانيا. فبعد قيام قادة الاتحادات بصفقة مشبوهة بعد الإضراب العام في 2010, تاركين العديد من العمال في حالة من التشاؤم, تغير الوضع تماماً في مايو 2011 بعد أن قامت تجمعات المتظاهرين الشباب باحتلال مراكز المدينة.
كما شارك الملايين في حركة الإينديجنادوس, وعلى الرغم من الشكوك الأولية للحركة النقابية, إلا أن غضبهم قد عزز النضالات في أماكن العمل, والإضراب العام الثاني في مارس من هذا العام يعكس هذة الحالة الجديدة. أما الآن فقد بلور إضراب عمال المناجم رغبتهم في المقاومة, إنهم أقوى وأكثر الأقسام فى الطبقة العاملة نشاطاً, حيث تعتمد كل الوظائف في قرى التعدين الصغيرة في اسبانيا على الفحم.
"لم أبذل كل هذة التضحيات لمجرد المال, إننا نحارب حتى لا يضطر أولادنا إلى ترك بلدتنا وحتى تستطيع مجتمعاتنا البقاء على قيد الحياة" قال سنتياجو, الذي اعتصم 21 يوماً بداخل المنجم وقام بعد ذلك بالمشاركة في المسيرة الطويلة إلى مدريد. إن الحكومة ترغب في سحق عمال المناجم حتي تتمكن من مهاجمة الآخرين, لكنهم ألهموا العمال عبر أوروبا وفي حال انتصارهم فسوف يعطي ذلك دفعة قوية للمقاومة.