بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

عربي ودولي

خطوة للأمام

ثقافة المقاومة.. الحقيقية

إذن، فقد فعلها حزب الله. ما لم يجرؤ أينا على تخيله أو حتى تمنيه.. لقد قاوم وصمد وانتصر. انتصر على آلة الحرب الصهيونية المدعومة عسكريًا من الولايات المتحدة ومعنويًا من معظم الدول الغربية في ظل تواطؤ دولي وعربي. انتصرت المقاومة وانتصر حزب الله، وهذا الانتصار بالتأكيد له عظيم الأثر على الروح المعنوية والمزاج النضالي للآلاف بل والملايين من المضطهدين والمستغلين في أرجاء الأرض الأربعة. فمن فنزويلا إلى ماليزيا مرورًا بالقاهرة وعمان ولندن، رفعت المظاهرات صور نصر الله وأعلام حزب الله وهتفت بالمجد للمقاومة.

وفي مصر لم تختلف الصورة. لقد لعب انتصار حزب الله والهزيمة لإسرائيل – وهي نصر لنا وهزيمة لهم باعتراف الإعلام الصهيوني رغم أنف الأنظمة العربية ومريديها – لعب هذا النصر دورًا كبيرًا في رفع معنوياتنا وفي مواجهة اليأس والإحباط السائد في أوساط النشطاء وغير النشطاء. كان باستطاعتك أن ترى الفرحة في أعين من تقابل والثقة في أنه باستطاعتنا أن ننتصر في حربنا مع الاستبداد مثلما انتصرت المقاومة.

إلا أن هذا لا يكفي..

لا يكفي أن نرفع الرايات ونعلي الشعارات وندعو لـ(ثقافة المقاومة). علينا بالفعل أن نسأل أنفسنا: كيف انتصرت المقاومة؟ وكيف يمكن لنا أن ننتصر مثلها في معركتنا مع الاستبداد وحلفاؤه؟

فمثل المقاومة اللبنانية نقف في وجه عدو يفوقنا في حساب موازين القوى ولديه من الجنود والأسلحة والأدوات ما يزيد عن حاجته. ولكن لا يعني هذا أنه علينا أن نجبن وأن نخرج من المواجهة كما يريد البعض – أو أن نبحث عن أشكال للإصلاح من داخل النظام وغيرها من الأفكار المنهزمة قبل أن تبدأ.

ولو أردنا أن ننتصر فعلينا أن نحذو حذو المقاومة وأن نبني لحركتنا مرتكزات وجذور، في كل حي وفي كل مدينة. لا بد أن تتحول حركة التغيير من شعارات براقة إلى بشر من دم ولحم متواجدين في مواقعهم الطبيعية يدافعون عن أفكار الحركة ويحشدون لفعالياتها.

ولو أردنا أن ننتصر لا بد وأن نكون مستعدين – مثل المقاومة – للتضحية ولدفع الثمن. فما من حركة انتصرت وهي تهرب من وجه الاستحقاقات الواجبة، أو وهي تحاول تلمس الطريق الآمن الخالي من المخاطر.

ولكن ننتصر مثل المقاومة لا بد أن نتحول لحركة أكثر احترافًا وأن نتخلص من أداء الهواة فينا. علينا – مثل المقاومة – أن نعمل جاهدين على كسب ثقة الجماهير فهي لن تنضم إلينا إلا لو وجدت فينا الجدية المطلوبة والدأب. علينا أن نتعلم البناء الدءوب والتخطيط والصبر.

ومثل المقاومة يجب أن نفعل أكثر مما نتكلم، وننجز أكثر مما نعد. فلا يغيب عن أحد أن الإعجاب الواسع بأداء السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله ارتبط بدقة تصريحاته وصدق وعوده وبعده عن المبالغة والتهويش.

إن معركتنا – مثل معركة المقاومة – طويلة وشاقة، والمقاومة اللبنانية استعدت للحرب الأخيرة لمدة ست سنوات، فلا يمكن أن نواجه العدو بالنيات الحسنة فحسب، هذا يعني أنه علينا أن نستعد، نستعد للمواجهة ونستعد لقمع النظام ونستعد للصمود. ولو بدأنا الآن وفورًا في الاستعداد وفي الاستلهام الحقيقي لأداء المقاومة وتعلم دروسها سننتصر في معركتنا مثلما انتصرت المقاومة.