بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

طلاب البحرين يواصلون النضال

لعب الطلاب والعمال البحرينيون دوراً أساسياً في “ثورة اللؤلؤة”، وبالرغم من استمرار قمع الدولة الممنهج فهم مستمرون في نضالهم ضد نظام آل خليفة الملكي الذي يدعمه الغرب.

منذ أكثر من عام، تدفق المتظاهرون في شوارع المنامة والقرى والمدن البحرينية في فبراير 2011 وقاموا باحتلال ميدان اللؤلؤة الذي مثّل نسخة بحرينية من ميدان التحرير المصري، واقتحمت قوات الحكومة الميدان مما أسفر عن مقتل وإصابة واعتقال المتظاهرين السلميين، واستدعى النظام الملكي البحريني قوات من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة المدعومتين من الغرب للتدخل والمساعدة في قمع المتظاهريين المسالمين، ومنذ ذلك الحين، هاجمت القوات المتظاهرين وقامت بمحاصرة المدن والقرى وداهمت المنازل بحثاً عن النشطاء، وأمطرت بيوت الناس بقنابل الغاز المسيل للدموع المصنوع في الولايات المتحدة.

احتجاج الطلاب

قرر الطلاب في جامعة البحرين التظاهر ضد الانتهاكات التي تمارسها الحكومة، وقاموا بتنظيم مظاهرة سلمية في 13 مارس 2011 ومنحتهم الجامعة الإذن للتظاهر، في حين وصف “محمد الخاقاني” هذا الإذن بالفخ الغرض من وراءه شن حملة قمع. عمل الخاقاني كأستاذ في جامعة البحرين وتمت إقالته بعد الهجوم على الطلاب وأساتذة الجامعة السلميين.

قام البلطجية الموالين للحكومة بالهجوم على الجامعات، ليخربوا المباني ويهددوا الطلاب، وطبقاً لتقارير شهود عيان طوقت الشرطة الجامعة وقامت بحماية البلطجية وأعطتهم غطاءاً شرعياً بينما كانوا يحملون الهراوات والسكاكين والسيوف ومن ثم لم يتسنى للطلاب فرصة للهروب من وحشية الهجوم. وبدلاً من التحقيق في القضية وحبس البلطجية المسئولين عن الهجوم، حملت الحكومة الطلاب السلميين المؤيدين للديمقراطية مسئولية تخريب الجامعة وتهديد الآخرين، فيما تم القبض على العديد من الطلاب وتعذيبهم وإجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها. كان الخاقاني متواجداً بالجامعة في ذلك اليوم، وأكد أن البلطجية هم من قاموا بتخريب المبنى وأنه حاول منعهم من دخول المبنى حيث كان موجوداً إلا إنه لم يستطع، لكنه دافع عن طلابه من الهجوم الوحشي من بلطجية الحكومة “ونتيجة لذلك تم اقتحام منازل الأساتذة والمعلمين”، على حد قول الخاقاني. تم طرد الخاقاني من الجامعة وتفريقه عن طلابه الذين أحبوه.

القمع والوحشية

حاول النظام في البحرين إسكات الاحتجاجات لكنه لم يوفق، فأعداد الطلاب والعمال المكافحين ضخمة، وطبقاً لتقارير منظمة العفو الدولية: “تمت إقالة وإيقاف 4 آلاف عامل على الأقل لتغيبهم عن العمل أثناء القبض عليهم أو للاعتقاد أنهم شاركوا في الاحتجاجات، بما في ذلك ما يقرب من حوالي 300 عامل في شركة البحرين للنفط المملوكة للدولة، كما تم فصل عشرات الطلاب من جامعاتهم وتعليق منح آخرين ممن يدرسون في الخارج”.

جاسم الحليبي – 19 سنة – طالب في السنة الأولى بكلية المعلمين بجامعة البحرين وله إنجازات أكاديمية بارزة، هدفه أن يصبح معلماً ليحث طلابه على بناء مستقبل أفضل للبحرين، لكن النظام قرر أن يحطم أحلامه (هو وزملاؤه)؛ ففي 27 مارس 2011 داهمت قوات الشرطة منزل الحليبي في الساعة الثانية صباحاً وحاصرت منزله العديد من سيارات الشرطة وقامت القوات بترويع الأطفال ثم اعتقلت الحليبي تعسفياً بعد أن جروه خارج المنزل وقاموا بالاعتداء عليه لفظياً وجسدياً.

تعرض الحليبي للتعذيب، فقد قام حراس السجن بتغطية عينيه وتقييد يداه وضربه بصورة منتظمة كما أهانوا معتقداته الدينية، وتم إجباره على الاعتراف واتُهم بتخريب مبنى الجامعة أثناء احتجاجات 13 مارس 2011 ومحاولة قتل بعض الأشخاص الذين كانوا بالمبنى، ولكن التقارير الطبية أثبتت أنه في 31 مارس كان يتعافى بأحد المستشفيات بعد أن أصابته رصاصات شرطة النظام في ساقه وبالرغم من ذلك صدر الحكم عليه بالسجن 15 سنة، ولا يزال في السجن حتى اليوم.

قضى الحليبي ما يزيد عن سنة بالسجن حتى الآن، كما طُرد من الجامعة وتم تعليق منحته، وبالإضافة إلى ذلك أرسلت وزارة التعليم وثيقة رسمية إلى والده يطالبونه فيها بدفع 1416 دينار بحريني كتعويض للمنح التي تم تعليقها.

يواجه العديد من الطلاب – وبينهم الأطفال – عقوبات لا تصدق كالحليبي لممارستهم حقوقهم في حرية التعبير والتجمع، وغيرهم من الطلاب الذين لقوا حتفهم في القتال من أجل الحرية والديمقراطية مثل “علي المؤمن” الذي حياه الخاقاني خلال محاضرته التي ألقاها بجامعة البحرين حيث قال: “نعم، كنت في حاجة إلى تحية طالبي، علي المؤمن كان أحد طلابي، كان دائماً يجلس في الصفوف الأمامية، هو طالب عندي وأنا أحبه، قتلتم طلابي وتتهموننا بتضامننا معهم، أنتم تتهمونني بحبي لطلابي، وبحب الطلاب لي”. ويبقى المؤمن رمزاً للشهيد الذي ضحى بروحه من أجل ديمقراطية حقيقية.

الاحتجاج والتضامن

لا يزال القتال من أجل الحرية مستمراً في البحرين على الرغم من وحشية الحكومة، مطالبهم الأساسية: وضع حد للقمع المستمر والاضطهاد والتمييز الذي يواجهه غالبية الشعب البحريني من قبل عائلة آل خليفة الحاكمة.

لقد لعب الإمبرياليين دور رئيسي في حملة القمع ضد النشطاء المؤيدين للديمقراطية والطلاب والعمال والمتظاهرين؛ فدعم الغرب للأنظمة الملكية في الخليج قد وفر نوعاً من الحصانة لمنتهكي حقوق الإنسان، والسبيل الوحيد لمساعدة الطلاب في البحرين هو فضح نفاق الحكومات الغربية التي تبيع الأسلحة إلى الأنظمة الملكية القمعية في الخليج.

* المقال مُترجم عن الإنجليزية من موقع الاشتراكيين الأمميين بكندا