بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

إطلالة على صحف العدو

كل 150 جريمة قتل بحق الشعب الفلسطيني تضيف مقعد إضافي لباراك في الكنيسيت

نقلت الصحف الإسرائيلية عن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، قوله “إن حماس قد تلقت ضربة قوية، لكننا لم نصل بعد إلى الأهداف الموضوعة”، وكان باراك قد تحدث أمام لجنة الخارجية والأمن بالكنيست، يوم الاثنين الخامس من يناير، وقال باراك أن الهدف من عملية “الرصاص المصبوب”، هو وقف إطلاق الصواريخ على مستوطنات الجنوب، والقضاء على ظاهرة تهريب الأسلحة، وأضاف أن هناك جهود تُبذل على الصعيد السياسي أيضا. وعن النتائج العسكرية ذكر باراك أن العملية تسير وفق ما كان مخططا لها، وأن غزة أصبحت محاصرة حصار شبه كامل، وأن القوات وصلت إلى أهدافها، وهي المعلومات التي تتناقلها أجهزة الإعلام، بينما تذكر مصادر أخرى أن ما يذاع مبالغ فيه، وأن الجيش لم يستطع الدخول أبعد من النقاط التي كان قد وصل إليها في الاجتياح السابق.

وقد نقلت صحيفة هآرتس عن المجلس الحكومي المصغر، الذي يضم كل من رئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود أولمرت، ووزير القوات المسلحة إيهود باراك، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، أن إسرائيل ترمي إلى فرض واقع سياسي جديد، لن تكون حماس طرفا فيه بالمرة، لعدم إعطاء الأخيرة أية شرعية دولية، بل أن الهدف منه هو فرض المزيد من العزلة على حماس، وسوف تعمل إسرائيل على إبرام عدة اتفاقات بالشراكة مع دول عربية “معتدلة”، وأطراف دولية، وتتضمن هذه الاتفاقات ما يلي:

  • اتفاق إسرائيلي مصري، برعاية أمريكية لوقف تهريب الأسلحة عبر الأنفاق.
  • المعابر: إعادة تفعيل اتفاق معبر رفح 2005، الذي وقعته إسرائيل بالشراكة مع السلطة الفلسطينية وبرعاية الاتحاد الأوروبي، بحيث تقوم قوات تابعة لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس أبو مازن-تحديدا وفقا لهآرتس-والاتحاد الأوروبي بإدارة المعبر، وإن لم يكن فسوف يُغلق المعبر.
  • وقف إطلاق النار: وفق اتفاق يكون برعاية دول عربية معتدلة – مصر حسب معاريف – والولايات المتحدة وفرنسا، بما يراعي المصالح الإسرائيلية ويعطيها الحق بالرد الفوري في حالة إخلال حماس بالاتفاق.

من ناحية أخرى تسعى إسرائيل بدأب لحشد التأييد الدولي، حيث تقوم ليفني برحلة مكوكية بين العواصم الأوربية. وفي المقابل سعت إلى إفشال جلسة مجلس الأمن، التي حضرها أبو مازن، ووزراء خارجية ثماني دول عربية، بهدف أصدرا قرار يدين العملية الإسرائيلية. وقد ذكر نائب رئيس البعثة الإسرائيلية للأمم المتحدة، داني كرمون، أن إسرائيل لا تهتم بالمرة بقرار مجلس الأمن، لأن ظهوره في الصورة سوف يضع حماس على قدم المساواة مع إسرائيل، وهو ما لن تقبله الأخيرة مطلقًا.

من ناحية أخرى دعا نائب وزير جيش الاحتلال ماتان فيلنائي، سكان المستوطنات الجنوبية المتاخمة لقطاع غزة بالتأهب لحالة طواريء، قد تمتد لأسابيع طويل’. كما وضع موقع دبكا، القريب من المؤسسة العسكرية، ثلاثة سيناريوهات تفضي إليهم العملية العسكرية، وجميعها تقوم على أساس استحالة قدرة إسرائيل على احتلال غزة، والقضاء النهائي على حماس:

  1. امتداد سطوة حماس من غزة إلى الضفة، وتنحية أبو مازن وفتح.
  2. استمرار وجود دولتين فلسطينيتين، حماس في غزة، تظاهرها إيران، وفتح في الضفة الغربية، بمساندة أمريكية، وقوات فلسطينية تدربها الولايات المتحدة، وبمساعد قوات إسرائيلية.
  3. أن تقوم مصر بفتح الحدود مع غزة، وبسط سيطرتها التدريجية على القطاع.

من ناحية أخرى، دعا ائتلاف من الأحزاب اليسارية، تضم الأحزاب العربية في إسرائيل، وعدد من المنظمات اليهودية-العربية، ومنظمات حقوق الإنسان، إلى الخروج في مظاهرة للتنديد بالعملية العسكرية على غزة، والمطالبة بإنهاء احتلال المناطق الفلسطينية-الضفة وغزة، وفق مصطلحاتها- ورفع الأعلام الفلسطينية، والشعارات المنددة بالعملية، لم يضم هذا الائتلاف حركة شالوم عخشاف-السلام الآن، التي أيدت العملية من حيث المبدأ وطالبت الحكومة، بالشروع في التسوية السياسية بعد أن تلقين حماس درساً. في مقابل ذلك دعت منظمات يمينية إسرائيلية، ومجموعة من الطلاب اليمينيين، على الفيس بوك، للتجمع من أجل إفشال المظاهرات المنددة بالحرب، وحمل الرايات والشعارات القومية الصهيونية.

أما حزب ميرتس، المصنف ضمن يسار الوسط، فقد دعا إلى عدم قتل الأبرياء، وعدم التوغل والانغماس في مستنقع غزة، إلا أن موقفه قد تحول أخيرا، حيث أعلن زعيمه عضو الكنيست حاييم أورون، اعتبار عملية الرصاص المصبوب عملية دفاعية، كما رفض المشاركة في المظاهرة المناهضة للحرب، بينما رفض بعض أعضاء ميرتس قبول سياسته، وقرروا المشاركة، كما قدمت ابتسام مرعانة، المرشحة رقم12 على قائمة الحزب، استقالتها احتجاجا على سياسة الحزب.

وعلى اليمين، كرر إيلي يشاي، رئيس حزب شاس، وعضو المجلس السياسي الأمني، والذي نجا بأعجوبة من قذيفة فلسطينية، خلال تجوله بإحدى المستوطنات، كرر يشاي نداءه إلى تصعيد العملية برا وبحرا وجوا من أجل القضاء نهائيا على ما أسماه بالإرهاب، وقد دعا الحزب الإسرائيليين المتدينين إلى تلاوة صلوات من أجل نجاح جنود الجيش الإسرائيلي في مهمتهم. وفي حديث للقناة التاسعة، وصف أفيجدور ليبرمان، رئيس حزب يسرائيل بيتينو، المتظاهرين ضد العملية العسكرية، في بلدة سخنين العربية، بأنهم طابور خامس، ويجب إسقاط الجنسية عنهم، كما وصف الحدود المصرية بأنها خرطوم الأكسجين الذي تتنفس منه حماس، لذا يجب قطعه فورا. أما عضو الكنيست جلعاد أردن(كتلت موليدت-هائيحود هالئومي)، فقد دعا إلى قطع بث القنوات العربية باعتبارها تبث دعاية مضادة لمصالح الدولة.

الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، والمزمع إجراءها بعد حوالي شهر من الآن، هي لاعب أساسي، لا محالة، فقد أظهر استطلاع لرأي أجرته صحيفة معاريف، أن العملية العسكرية قد أحدثت تبدلا في عدد المقاعد المتوقع الحصول عليها، فقد انخفضت مقاعد كل من كاديما، ومرشحته تسبي ليفني، والليكود، ومرشحه بنيامين نتانياهو، مقابل ارتفاع مقاعد العمل، ومرشحه إيهود باراك، خمسة مقاعد مرة واحدة، وبالمقارنة بالاستطلاع السابق، فقد اقتنص مقعدين من كاديما ومقعد من الليكود. وربما كانت نتائج الاستطلاع، وبالأدق العملية العسكرية، هي التي أدت إلى تبديل حزب ميرتس لموقفه، كما ذكرنا آنفا، وهي التي دعت عضو الكنيست دافيد روتام، إلى الصيد في الماء العكر، والمطالبة باستبعاد جميع الأحزاب العربية من الانتخابات المقبلة.