تقارير أممية
أورتيجا يسترد السلطة
فاز الرئيس السابق دانيال أورتيجا في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأحد الماضي في نيكاراجوا بحصوله على 38.4 % من الأصوات. وتقدم أورتيجا، مرشح جبهة الساندينيستا للتحرير الوطني على إدواردو مونتيليجري من التحالف الوطني النيكاراجوي (يمين) الذي حصل على 29.52 % من الأصوات. وحل مرشح يميني آخر يدعى خوسيه ريزو مرشح الحزب الليبرالي ثالثا بحصوله على 19،5 في المائة من الأصوات. وحصل كل من ادموندو جاركوين مرشح حركة التجديد المنشقة عن ساندينيستا وإيدين باستورا مرشح حزب “بديل من أجل التغيير” على 6،8 و0،2 في المائة من أصوات الناخبين على الترتيب.
وكان أورتيجا قد قاد البلاد، بعد اطاحته بالديكتاتور أناستاسيو سوموزا في 1979 حتى العام 1990 عندما أطاح به تمرد مسلح مولته الولايات المتحدة، وخسر بعد ذلك في اقتراعين رئاسيين أمام مرشحين يمينيين.
وعلى غرار الانتخابات الأخيرة في أمريكا اللاتينية (بوليفيا – الإكوادور – بيرو – المكسيك) كان الصراع على النفوذ بين الولايات المتحدة والنظامين في فنزويلا وكوبا حاضرًا في الانتخابات في نيكاراجوا. فمن ناحية حاول السفير الأمريكي بول تريفيللي دون جدوى توحيد صفوف اليمين على مدى أشهر. وهددت الولايات المتحدة بسلاح الابتزاز الاقتصادي ومراقبة مئات ملايين الدولارات التي يرسلها مواطنو نيكاراجوا المقيمون في الولايات المتحدة. ومن جهة أخرى وعدت فنزويلا بمد نيكاراجوا بالنفط بأسعار مخفضة.
كوميونة واكساكا
بعد خمسة أشهر من الحكم الشعبي تمكنت السلطات الفدرالية، من استعادة زمام الأمور في مدينة واكساكا، التي تقع على بعد 500 كلم من العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي. ففي يوم الجمعة 27 أكتوبر، دخلت قوات الشرطة الفيدرالية مصحوبة بوحدات شبه عسكرية المدينة، مستخدمة الغازات المسيلة للدموع والهراوات والرصاص الحي، مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى و20 جريحا و50 معتقلا. مدى عنف القمع، دفع قرابة مائة من العسكريين إلى ترك الجندية. ورغم مناشدات البرلمان ومجلس الشيوخ، رفض الحاكم ، الذي أطلق عليه “رويز الفأر” التنحي.
بدأت الانتفاضة في واكساكا باعتصام للمدرسين في منتصف شهر يونيو دفاعا عن مطالب تتعلق بالأجور. الحاكم أوليسيس رويز، من الحزب الثوري المؤسسي (حزب حاكم منذ 70 سنة)، لم يعجبه الأمر وأصدر أوامره للشرطة في 14 يونيو بتفريق المعتصمين بالقوة. فكانت حصيلة هجوم البوليس القاتل، 8 قتلى و15 مختطفا ومئات الجرحى. فكانت الثورة؛ اجتاحت المتاريس المدينة عن آخرها، و أصبحت اجتماعات المدرسين والفلاحين والعمال والطلاب تنعقد في كل مكان. وفي أيام معدودة أًفرغت أقسام الشرطة من العاملين فيها، وأُقتحمت المباني العمومية وحاصر الطلاب الجامعة العمومية، وتمكنوا من السيطرة على محطتين إذاعيتين.
وفي غياب الدولة وطوال خمسة أشهر تمكن المضربون الذين انقطعت أجورهم، بفضل تضامن أغلبية السكان، من تأمين الغذاء، ومن تنظيم دوريات حراسة، فلم تتعرض المباني الحكومية لأي سرقة ولا تخريب.
واليوم وتحت ضربات القمع الدموي يطالب مناضلو واكساكا بتنظيم تجمعات أمام سفارات المكسيك، لوقف القمع وتحقيق ما كافحوا من أجله منذ 5 أشهر: استقالة الحاكم المحلي.
أممية نقابية جديدة
عقد يوم 1 نوفمبر في فيينا بالنمسا، مؤتمر تأسيس أممية نقابية جديدة تحت إسم “الكونفدرالية النقابية العالمية” CSI. هذه المنظمة هي نتاج اتحاد تجمعين نقابيين عالميين رئيسيين هما: الكونفدرالية الدولية للنقابات الحرة CISL والكونفدرالية العالمية للعمل CMT، بالإضافة إلى منظمات وطنية عديدة، مثل الاتحاد العام للعمل الفرنسي CGT ومنظمات مستقلة أخرى في كل من الأرجنتين والأوروجواي وبيرو وبولونيا والنيجر ومدغشقر. وبقى في منأى عن هذا التجمع النقابات التي لا تزال منتمية للفيدرالية النقابية العالميةFSM ومنظمات وطنية مثل Solidaires وCOBAS بإيطاليا.
تعود الخطوات الأولى لهذا المشروع إلى العام 2000 عندما دشن الأمين العام الجديد للكونفدرالية الدولية للنقابات الحرة جي ريدر النقاشات الأولى مع قادة الكونفدرالية العالمية للعمل، من أجل تحقيق تنسيق في تحركات المنظمتين. وتسارعت عملية التقارب في عام 2003 خلال لقاءات في بورتو أليجري بمناسبة المنتدى الاجتماعي العالمي.
الانتخابات الفنزويلية
الشعب الفنزويلي على موعد مع صناديق الاقتراع للمرة الثانية عشر منذ 1998، وذلك يوم 3 ديسمبر المقبل. سيكون هذا التاريخ فرصة جديدة لهزيمة اليمين. كما سيكون ذلك الموعد مناسبة لاثبات أن هوجو تشافيز يمثل، رغم حدود تناقضات برنامجه، مصالح العمال والفقراء.
فمرشح اليمين مانويل روزاليس حاكم زوليا، إقليم أكبر مخزونات البترول، يسعى إلى تخريب كل ما حققته المسيرة الثورية منذ 1998 مرورا بإفشال انقلاب 2002، وإفشال كل محاولات الزعزعة العسكرية والاقتصادية. فوز هذا المرشح سيعني ببساطة إعادة النظر في كل هذه الإنجازات من أجل العودة إلى دولة في خدمة الملاك.
إلا أن انتخاب شافيز لن يكون إلا خطوة أولى نحو هدف “اشتراكية القرن 21″، الذي يعبر عنه الاتحاد النقابي، والاتحاد الوطني للعمال، تحت شعار”اشتراكية بلا بيروقراطيين، ولا أصحاب عمل، ولا ملاك أراضي كبار”.. شافيز اقترح تشكيل حزب يوحد كل المنظمات اليسارية، موضحا أنه يتمناه حزبا غير إصلاحي. إقتراح يبدو براق، إلا أنه من المستحيل بناء منظمة تجمع القوى السياسية الحاكمة بالمنظمات الشعبية التي تناهضها من أجل تعميق الإصلاح الزراعي أو توسيع دور العمال في تسيير الاقتصاد.. عند انتخاب تشافيز سيتيعن إذا على عمال فنزويلا وفقرائها خوض نضالات جديدة. و سيكون كل انتصار يحققه شعب فنزويلا أملا لنضالات عمال العالم وشعوبه.
خمسون عاما على “ربيع بودابيست”
استخدمت الشرطة المجرية عنفا وحشيا ضد آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة، مما أفسد احتفالات البلاد بالذكرى الخمسين لانتفاضة عام 1956 ضد الحكم السوفيتي. وبينما كانت الشرطة تدفع حشدا من المتظاهرين، ومعظمهم من أقصى اليمين للخلف باتجاه مسيرة سلمية لحزب فيدس المعارض الذي يمثل يمين الوسط لإبعادهم عن البرلمان، استولى المتظاهرون على دبابة تي-34 تعود الى العهد السوفيتي كانت تستخدم للعرض بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين للانتفاضة وتحركوا بها نحو صفوف الشرطة.
وتشهد البلاد مظاهرات منذ شهر قبل حلول الذكرى في أعقاب اعتراف رئيس الوزراء فيرينك جيوركساني في خطاب جرى تسريبه بأنه كذب فيما يتعلق بالاقتصاد ليفوز في انتخابات أبريل. وتحدى جيوركساني نداءات تطالبه بالاستقاله وفاز في إقتراع بالثقة لمواصلة سياساته الاقتصادية الصارمة بعد أن حصل على دعم حزبه “الاشتراكي” وحلفائه الديمقراطيين الأحرار في البرلمان.
وكانت الانتفاضة المجرية، التي دامت من 23 أكتوبر إلى 4 نوفمبر 1956، قد اندلعت حين هيأت التغيرات السياسية بعد الستالينية في الإتحاد السوفيتي، والحركات القومية للأحزاب الاشتراكية في أوروبا الشرقية، والاضطراب الاجتماعي بسبب الأحوال الاقتصادية السيئة لعامة المجريين، الظروف لظهور انتفاضة عمالية. ففي 25 أكتوبر بدأ العمال بإضراب عام. وخلال عدة أيام، احتشدت البلاد كلها ضد البيروقراطية الحاكمة والقوات السوفيتية، و بدأ العمال المجريون بتنظيم أنفسهم في مجالس عمالية مشابهة لتلك التي بنيت من قبل العمال الروس في عام 1917. ازدواجية السلطة في البلاد لم تسمح بأية من التسويات. أعلن “ناجي” تحت الضغط الجماهير في 1 نوفمبر انحلال الحزب الستاليني الحاكم وحياد المجر من حلف وارسو. شعر السوفييت بأنهم قد يفقدون السيطرة في المجر، لذا أرسلوا إليها دباباتهم وقواتهم. وحينما اقتربت الدبابات السوفيتية، استقالت معظم حكومة ناجي. ناجي ومؤيدوه لجأوا إلى السفارة اليوغوسلافية. ترك ناجي السفارة اليوغوسلافية بعدما أعطى تأمينات للعبور الآمن، ولكنه اعتقل من قبل الشرطة السرية وقتل بعد سنتين. قاوم مقاتلو التحرير المجريين بشدة، ولكنهم انهزموا مع حلول 4 نوفمبر. نظمت مجالس العمال المقاومة وقامت بهجوم ناجح في 11 ديسمبر، ولكن قوة الدبابات السوفيتية والشرطة السرية اكتسحتا العمال المجريين في النهاية.
وقتل في احداث انتفاضة 1956 نحو 2600 شخص وأعدم ما يزيد عن 200 لدورهم في الانتفاضة وفر حوالى مائتي الف الى خارج البلاد.