بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

زيارة أوباما لإسرائيل.. تجديد العهد بين شركاء الدم

زيارة جديدة تشد الأنظار ليس في الولايات المتحدة وإسرائيل فحسب، بل في العالم بأسره الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما لإسرائيل هي الزيارة الأولى في فترة ولايته الجديدة، لكنها الزيارة الرابعة له على مدار عمله السياسي حتى قبل أن يصبح رئيسًا.

خمسة عشر ألف شرطي رصدتهم إسرائيل لحماية الرئيس الأمريكي خلال زيارته، التي تبدأ يوم الاربعاء المقبل 20 مارس وتستمر ليومين. تبدأ بمراسم استقبال رسمية في مطار بن جوريون، وتتضمن جدولا ليس “بريئا” بالمرة، ويعكس موقف توحد صهيوني أمريكي بصبغة دينية أيضا. فأول موقع تطؤه قدما الرئيس الأمريكي فور خروجه من مطار بن جوريون هو موقع الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية”، وقد أكد بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي أن ذلك يعد إشارة لاستمرار الدعم العسكري لإسرائيل.

بالنسبة للحكومة الإسرائيلية تشكل الزيارة “طوق نجاة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من وضعه السياسي المأزوم” على حد تعبير محلل هآرتس باراك رابيد بانها ستنقذ نتنياهو. وفي مقابلة مع القناة الثانية الإسرائيلية (الخميس 14 مارس) حرص أوباما على تسمية نتنياهو باسم التدليل “بيبي” أكثر من عشر مرات، مؤكدا أن علاقته بـ”بيبي” أقوى من أي قائد سياسي آخر، وأن إسرائيل أكثر دولة زارها. كما تعهد في سياق آخر بأن يحظى الجاسوس الإسرائيلي “جوناثان بولادر” بإعادة محاكمة في موعد محدد.

لم ينكر أوباما أن العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية على المستوى الرسمي لم تكن كما ينبغي، وأن زيارته القادمة هدفها “التقارب في وجهات النظر” خاصة حول الملف الإيراني، فبينما يتعجل الإسرائيليون القيام بعمل حربي ضد إيران، طرح أوباما أن إدارته تستنفذ كل السبل، لكنها أيضا لا تستبعد أية إجراءات لا تحول دون إنتاج إيران لقنبلة نووية فحسب، بل وحتى توصلها إلى تكنولوجيا تصنيعها، مستخدما تعبير “خط أحمر” الدارج على لسان نتنياهو. فالاختلاف بين القطب الاستعماري وذراعه في المنطقة هو اختلاف في التفاصيل لا أكثر.

لا وقف للاستيطان

مر أوباما سريعا على “التسوية الإسرائيلية الفلسطينية” وذكر أنه سيمر خلال زيارته برام الله لساعات قليلة في صباح الخميس 21 مارس، ليستمع إلى محمود عباس أبومازن، يعود بعدها للقاء نتنياهو مجددا. وقد أكد أوباما أن الرسالة الأساسية الموجهة لابومازن أن “أية خطوات على المستوى الدولي لن تمر ولن تجدي بدون رضى إسرائيل..”

وعن استمرار بناء المستوطنات وحول ضرورة وقف إسرائيل لنشاطها الاستيطاني كمقدمة للتفاوض، ألتف أوباما حول المسألة لكنه أكد أنه لم يعد هناك مجال للحديث عن “شروط مسبقة..” في حين علق د.مئير روزن، سفير إسرائيل السابق بالولايات المتحدة، أن أوباما لن يطالب إسرائيل أبدا بإخلاء مستوطنات.

الحج إلى مزارات صهيون

من المخطط أن يقوم أوباما بزيارة رئيس الدولة “شمعون بيريس” في مقره بالقدس. وفي يوم الجمعة سيصطحبه بيريس لزيارة مدفن نبي الصهيونية “تيودور هرتسل”، ومدفن إسحق رابين، وكذلك متحف “ياد فاشيم” الذي يخلد أسطورة الهولوكوست(ضحايا النازية من اليهود) والذي حرص على زيارته خلال حملته الانتخابية في 2008م.

وقد انتقد محللون يمينيون عدم زيارة أوباما للكنيست، والحائط الغربي بالقدس (حائط المبكى) كما فعل في زيارته الأولى خلال حملته الانتخابية. لكن أوباما قد صرح في الأيام الأخيرة أنه “التقى بقيادات يهودية أمريكية لأنه مهتم بالحديث عن التاريخ اليهودي والإسرائيلي وسبل الحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية..” وفي إطار إعلانه تقديس مبادئ الصهيونية، يقوم أوباما بزيارة دار الكتب بالمتحف الإسرائيلي بالقدس والتي اعتبرت رمزا للربط بين “العصور القديمة وبين المستقبل..!”

وتأتي أهم فقرة في جدول زيارة أوباما، وهي الكلمة التي سيلقيها في مركز المؤتمرات الدولي بالقدس أمام أكثر من ألف إسرائيلي، وقد أعرب السفير الأمريكي في إسرائيل دان شابيرو عن إعجابه بالحماس الزائد لزيارة أوباما، مؤكدا على حرص ارئيس الامريكي على توجيه كلمته مباشر للإسرائيليين خاصة جيل الشاب، للتأكيد على  ما أسماه “بالقيم والركائز المشتركة والالتزامات المتبادلة بين البلدين”.

قبل أيام من ذكرى توقيع معاهدة “كامب ديفيد” سيئة الصيت، يؤكد الاستعمار الأمريكي عهده مع كلب حراسته المدلل، ليس على المستوى السياسي والعسكري فحسب، بل بإبداء التقديسية لمظاهر الإيديولوجية الصهيونية وأساطيرها المؤسسة.