بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

فن وأدب

قصيدة:

أحلام لاجئ

أسيرُ على شواطِئِ المدينةْ
أجمَعُ أوراق اللاجِئينَ
أختَصِرُ المَسَافاتِ بالبُكاءْ
ودُموعي تَغسِلُ الدِماءْ
لكنها لا تُحيي المَوتى
ولا تَسيلُ رَحمةً على الغارقينَ
مِثلَ السماءْ.
افتَقِدُ حِكاياتِ جَدَتي
عَنْ دِمَشقٍ وبَغدادْ
وكِتاباتُ الشُعراءِ
وضَحكاتُ الأولادْ
عَنْ نافِخَ القِربةِ الحَزينْ
عَنْ جِبالِ بَيروتْ
كَيفَ فرقتنا تِلكَ الحُدودْ ؟
قَدْ ماتتْ جَدَتي ليلةً
حالِمةً بِنهارٍ أفضلْ
بنَسيمِ البَحرِ الساحرِ
لم تكُنْ تَعلَمُ بأنَّ
ذَلِكَ البَحرُ، سَيبتَلِعُ ابنها
الذي فَضَلَّ المَوتَ عَنْ الحَربِ
لم يرى أمامَهُ سِوى هذا الدَربِ
إما أَنْ يُصبِحْ جُثةً على الشاطِئْ
أو أنْ تَقتاتَهُ الغُربةْ
قَدْ مَاتَ اليومَ نافِخُ القِربةْ
وبجانِبهِ طِفلَتَهُ الغارِقةْ
يرسِمونَ بمَوتِهمْ لَوحَاتٍ
تُظِهِرُ بَشاعَةَ العالَمْ
تآوَهَ البَحرُ آهاتٍ
لأنهُ, قَدْ فاضَ بالجُثثْ
والحالِمينَ, والعاشِقينَ
وشاعِرٌ مِنْ أبناءِ أحَدِ شَطَيهِ
مَنْ سَرَقَ الطَريقَ مِنْ قَدَمَيهِ؟
العالَمُ، نِصفُهُ أَصَمْ
ونِصفُهُ أبَكَمْ
وبَعضَهُ يَبكي
وهذا، إنْ دَلَّ على شَئٍ
يَدُلُ على أَنَّ الطَريقَ مُظلِمْ
غَيرَ مُبالٍ بالنورِ في آخِرِ النَفَقْ
أتَخَبَطُ في أعمِدةِ القَلَقْ
أتَخِذُ الظَلامَ وطَناً
وأكتُبُ الشِعرَ ليُبكيني
أرتدي رِداءَ الحُلُمِ
ويرتديني
لَكِنَّ الرِداءَ مُمَزَقْ
والحُلُمُ أبحَرَ
في الأُفُقِ الأزَرَقْ.
لَنْ أَحلُمَ الليلَة
سِوى بجُثةِ طِفلٍ
وبُكاءِ أُمٍ
وصُراخِ أَبٍ
قَدْ تَيَتَمَ طِفلَهُما في الجَنةْ
سأكتُبَهُمْ قَصيدَةً
كَي أتَمَنى
أَنَّ النهارَ سَوفَ يَعودْ
ولَنْ أَموتَ
في لَيلِ غُربَتي
كما مَاتَتْ مِنْ قَبلُ
جَدَتي.