مهرجان نوادي المسرح السادس.. ضعف الميزانيات وغياب الجمهور
استضاف قصر ثقافة كفر الدوار فعاليات المهرجان السادس عشر لفرق نوادي المسرح من محافظة البحيرة والغربية والمنوفية في الفترة من 22 إلى 26 إبريل الماضي. وضم المهرجان 12 عرض مسرحي قدمت في ظل غياب للدعاية الواسعة تماما، وهو ما يفسره مدير قصر ثقافة كفر الدوار بأن هذه العروض غير جماهيرية. وبالتالي فكان التوقع أن المشاهد فى كفر الدوار لن يهتم بها لاعتياده على عروض ذات طابع كوميدي، وهو ما جعل هناك عدم اهتمام بعمل دعاية للمهرجان. إلا هذه ليست المشكلة الوحيدة التي واجهت المهرجان، بل كان هناك كذلك الحضور الواضح للأمن وتدخله في مسائل خاصة بالديكور الفقير المستخدم في العروض. وبحسب مدير القصر فسبب هذا التدخل هو الخوف من تكرار حادثة بني سويف. فالأمن يعتقد أنه بكلامه عن مستلزمات الديكور ومحاولته منع وجودها على المسرح فهو يساعد على تأمين العرض، وذلك برغم توافر شروط الأمن الصناعي في المسرح!!
العروض
وكانت العروض محاولات جيدة من الفرق المشاركة والتى تعمل من خلال نواديها بشكل تطوعي بسبب فقر الميزانية الخاصة بالمسرح، وهو ما مثل مشكلة للعروض المشاركة. وعن هذا يقول حسنى شحاتة، مخرج عرض «جاءوا إلينا غرقى»: «لقد استطعنا بأعجوبة الاقتصاد فى أشياء كثيرة من أجل إخراج العمل، ولو كانت الميزانية أكبر لطورنا إبداعنا فيما يخص الدراما الحركية للممثل والإعداد الموسيقي».
ومن العروض التي شاركت في المهرجان عرض «تحت التهديد» لفرقة دمنهور، والذي أخرجه محمد فريج. يعيب العرض النص التقليدي الذي لا يطرح جديداً، وكذلك سقوط المخرج فى فخ التكرار، بالرغم من محاولته تقديم دراما متماسكة من خلال تحريكه للممثلين. من عيوب العرض كذلك الأداء التمثيلي الذي اتسم بالمكيانيكة وغياب التلقائية، وأيضاً الحضور غير المبرر للمخرج من خلال خطاب الراوي الذي يبدو أنه نتيجة عدم ثقة المخرج في الفرقة لذا أصر على الحضور دون وجود داعي لذلك فى النص أو الرؤية. ومن العروض المتميزة التي شاركت في المهرجان عرض « يو نسكو يات» لفرقة المحلة. لعب نص يوجين يونسكو الرائع، والرؤية العميق والتلقائية في نفس للوقت للمخرج محمد فتحي دوراً هاماً في تميز العرض الذي تناول فكرة الاغتراب الإنسانى.
ولكن برغم المجهود الكبير المبذول في العروض وفي الإعداد للمهرجان نفسه، فقد كان غياب الجمهورعيباً أساسياً. هذا الغياب يعود بشكل رئيسي لتأثير حادثة بني سويف على الإطار العام المنظم للمهرجان، من غياب للدعاية ووجود للشرطة للتأكد من وجود أمن صناعي. ولكن ربما يكون هذا المهرجان خطوة أولى نحو الاهتمام بالفرق المسرحية من الشباب الملتفين حول قصور الثقافة، على أمل أن يأتي المهرجان القادم فى ظروف أفضل وميزانيات تساعد المشاركين فى توصيل إبداعاتهم للجمهور الذي لابد أن يكون حاضراً مهما كانت المبررات